شهد مونديال البرازيل سطوع نجوم عديدة خلال المنافسات التي أقيمت على مدار شهر كامل، وشهد أيضاً خيبة أمل بعض الجماهير في نجوم عولت عليها كثيراً لقيادة منتخبات بلادها بعيداً، وما بين تألق النجوم وخفوت بعضها، نصبت الجماهير بعض اللاعبين كأبطال حقيقيين ولكن ليوم واحد فقط ، ويقدم كووورة عدداً من نجوم المونديال ليوم واحد.
"ثلاثي طلياني"
أكبر خيبة أمل تلقتها الجماهير الإيطالية، التي هللت فرحةً بالانتصار الذي حققه الآزوري على المنتخب الإنجليزي في مستهل مشوارهما ضمن المجموعة الحديدية، وأغدقت الصحافة الإيطالية عبارات المديح لكافة اللاعبين، قبل أن تخص بالذكر كلاً من ماريو بالوتيلي، أنتونيو كاندريفا، تشيزاري برانديلي.
بالوتيلي نال السواد الأعظم من الإشادات، بالوتيلي أصبح عاقلاً بعض الشيء بعد إعلان زواجه، وكاندريفا خرج من عباءة بيرلو ودي روسي وتفوق عليهما وقدم مباراة العمر، وبالطبع كان لابد من امتداح فكر وتكتيك برانديلي الذي حصد 6 نقاط وليس 3 فقط بهذا الانتصار.
لم يستمر ذلك أكثر من 5 أيام، بخسارة مفاجئة أمام كوستاريكا، بالوتيلي البطل خيّب الظن، كاندريفا ظهر تائهاً ولم يلعب أكثر من 57 دقيقة، وبرانديلي الملام الأول والأخير.
وتكرر ذات الأمر بعدها ب4 أيام، لكن الطامة كانت أكبر، بتوديع الآزوري المونديال من دوره الأول للمرة الثانية على التوالي بعد نكسة 2010.
"لويس سواريز"
ونبقى في المجموعة الحديدية وهذه المرة مع نجم المنتخب الأورجوياني، الذي غاب قسراً عن المباراة الأولى أمام كوستاريكا، فدفع زملاؤه ثمن استهتارهم بالخسارة، ليعود في الجولة الثانية أمام إنجلترا، وأي عودة تلك أمام 5 من زملائه في ليفربول، لم يرق قلبه لذلك وأبكاهم وأطاح بهم خارج المونديال بهدفين، وتحركات زئبقية أرهقت دفاع الأسود الثلاثة.
واختفى بعدها سواريز في مواجهة ايطاليا، وعانى الأمرين أمام دفاع منظم، ليظهر في تمام الدقيقة 78 بلقطة أصبحت أشهر من هدفيه في إنجلترا، عضّة "سواريزية" للمدافع جورجيو كيليني، ربما تجعله لا يدخل في هذا التقرير باعتباره أصبح بعد ذلك نجم كل الأيام، وحتى بعد انتهاء المونديال، لكن سواريز تألق فنياً أمام الإنجليز وقاد السيلستي لدور ال16، ثم كان سبباً في توديعهم المونديال.
"فيرنادينيو"
لم يظهر محور الوسط الدفاعي البرازيلي بالشكل المطلوب في المونديال، ورغم محاولات سكولاري المتعددة لزيادة السرعة وتنشيط لاعبي "الارتكاز" لكنه محاولاته باءت بالفشل، فاعتمد في جولتين على لويس جوستافو وباولينيو، ومع دخول فيرنادينيو في الشوط الثاني من المباراة الثالثة أمام الكاميرون، ظهر وسط البرازيل بحيوية أكبر، وساهم فيرنادينيو دفاعياً وهجومياً، ليمنحه سكولاري الثقة في مباراة دور ال16 أمام تشيلي، لكنه خيب الظن وبدا ثقيلاً غير قادرة على مجاراة سرعة التشيليين.
"جوليو سيزار"
نجم برازيلي آخر نام على عبارات المديح واعتبر بطلاً قومياً، هو الحارس جوليو سيزار أمام تشيلي، بعد تألقه في ركلات الترجيح، وتصديه لركلتين، لكنه كان حارساً عادياً قبل ذلك وبعده، وسيرتبط اسمه بوصمة العار البرازيلية أمام المنتخب الألماني اذ اهتزت شباكه 7 مرات في مباراة واحدة، عوضاً عن ثلاثية هولندية أيضاً، ليودع المونديال وفي جعبته 14 هدفاً.
"تيم كرول"
حارس آخر كان نجماً ليوم واحدٍ، ولكن ليس تقصيراً منه، إنما لظروف خاصة، كرول دخل قبيل نهاية لقاء منتخب بلاده هولندا أمام كوستاريكا في دور ال8 ، ليتصدى لركلتي جزاء، ويحتل اسمه وصوره صدر صفحات الصحف العالمية، لكن عدم مشاركته في الدور قبل النهائي أمام الأرجنتين، كلف بلاده الخسارة بذات الكيفية، ولعل حصول مارتينس إندي على بطاقة صفراء قبيل نهاية الشوط الأول، أجبر المدير الفني لويس فان جال على إخراجه مع بداية الشوط الثاني، فخسر تبديلاً كان من الممكن أن يكون لكرول وأن يكرر إنجازه مرة أخرى.
"شاكيري"
عوّل السويسريون كثيراً على نجمهم شيردان شاكيري، لكنه لم يكن على قدر المسؤولية كثيراً، إلا في مباراة واحدة في الجولة الثالثة أمام منتخب متواضع هو هندوراس عندما سجل ثلاثية قاد بها بلاده لدور ال16.
شاكيري لم يستطع تقديم مستوى مميز أمام المنتخبات الكبيرة ، فغاب أمام فرنسا والأرجنتين، وعانى أمام الإكوادور، ليكون نجماً ليوم واحد أمام الهندوراس فقط.
"بيرالتا"
خطف المكسيكي أوريبي بيرالتا الأضواء ليوم واحد عندما سجل هدف الفوز على حساب الكاميرون في الجولة الأولى، واعتبره الجميع النجم الأول بل وتفوق على القائد ماركيز وتشتشاريتو أيضاً، لكنه اختفى بعد تلك المباراة ، ولم يستطع هز الشباك مجدداً.
"فان بيرسي – أوتشوا"
يتشابه كلا اللاعبين بأنهما لم يكونا نجمين ليوم واحد فقط وإنما في مبارتين كأقصى تقدير، الأول كان سبباً في اكتساح الطواحين لأبطال العالم إسبانيا، سجل هدفين أحدهما سيبقى ضمن الأجمل في المونديال، وتألق مرة أخرى أمام أستراليا مضيفاً هدفاً آخراً، لكن تلك كانت نهاية السوبر فان، الذي بات يبدو مرهقاً بعض الشيء في المباريات التالية ، غاب عن مواجهة تشيلي بسبب الإيقاف ، ولم يقدم شيئاً يذكر أمام المكسيك في دور ال16 وخرج بديلاً قبل النهاية بربع ساعة ، ولعب 120 دقيقة كاملة أمام كوستاريكا في دور ال8 دون فائدة، ليخرج في الشوط الإضافي الأول أمام الأرجنتين في الدور قبل النهائي.
أمام الحارس المكسيكي أوتشوا فكان ظهوره الحقيقي أمام البرازيل في الجولة الثانية من دور المجموعات، عندما حافظ على عذرية شباكه، وعاد مجدداً وسطع نجمه أمام هولندا في دور ال16، وصمد ل88 دقيقة، ليحصل على لقب أفضل لاعب مرتين خلال تلك المبارتين.