حتي أنت يا أهلي.. خذلتنا وكل آمالنا كانت معلقة بك
حتي أنت يا أهلي.. خذلتنا وكل آمالنا كانت معلقة بك أمام نادي "مكسيكي" مهزوم من تشيلسي بثلاثية نظيفة مع الرأفة.. كل أمالنا كانت معلقة بك لكي تعيد فرحة 2006 حينما ركب لاعبوك أوتوبيساً مكشوفاً في زفة طافت شوارع مصر كلها حتي مبني النادي الأهلي!!
كم كان أحوجنا لنصر ولو كروي في هذا الجو الذي نعيش فيه الآن.. وكنت يا أهلي قادراً علي هذا بعد العرض الرائع الذي قدمته أمام تشيلسي المرشح الأول للبطولة.. لقد أعطيتنا الأمل ثم خذلتنا بلا داعي..
عندما انتهي الشوط الأول بهدف للمكسيكي!!.. استبشرنا خيراً.. فالأهلي مثل أسد الغابة لابد أن تلوي ذيله لكي يثور ويأكل من أمامه.. فإذا بالهدف الثاني ومع ذلك لم نيأس.. ولكن لاعبيك هم الذين يئسوا!!!
لقد عودنا الأهلي أن يلعب بروح معنوية عالية.. كنا نسميها زمان "روح الفانلة الحمراء".. اختفت هذه الروح في هذه المباراة بالذات وطلعت روحنا احنا!!!
كانت المباراة في الصباح الباكر "التاسعة والنصف" وكانت فرصة أن تكون المباراة في صبيحة انتهاء أول يوم في الاستفتاء لكي تزيل آثاره السيئة وتجاوزاته الكثيرة.. فلماذا تخليت عنا يا أهلي وأنت الفريق صاحب البسمة والفرحة لشعب مصر منذ أيام الاحتلال الإنجليزي في الثمانينيات.. بل لعل شعبية الكرة جاءت منذ كان فريق الأهلي وكله من المصريين عكس أندية كثيرة أخري مثل الزمالك الذي كان اسمه "المختلط" حتي رئيسه كان أجنبياً اسمه مارزباخ!! كان الأهلي المصري لحماً ودماً وعظماً!! كان يفوز علي الفرق الإنجليزية المقيمة بمصر.
هناك فريق إنجليزي آخر كان اسمه "الوندرارز" وهو فريق من محترفي إنجلترا كان من الصعب أن يلعب في إنجلترا فكان يجوب العالم من أجل جمع المال للحرب العالمية في ذلك الوقت وأيضاً لأن الجيش الإنجليزي رفض أن يضم اللاعبين الموهوبين من كل الأندية وكون هذا الفريق للمال والدعاية.
عندما كان يصل فريق "الوندرارز" إلي مصر كانت تفرح جماهير مصر لأنها ستري مباريات علي أعلي أعلي أعلي مستوي بين الأهلي وهذا الفريق.. وكانت تذاكره غالية جداً!!! بخمسة قروش!!! لأن كيلو اللحم كان بقرشين ونصف قرش!!
بهذه المناسبة.. هناك حكاية طريفة قديمة.
عندما وصل كيلو اللحم عام 1959 إلي 25 قرشاً!! رقم قياسي!! رسم عبدالسميع عبدالله رسام الكاريكاتير الكبير الشهير والد الإعلامي عمرو عبدالسميع.. كان يرسم غلاف رزواليوسف الملون.. رسم يومها رجلاً "تخين منفوخ" علي الآخر يلبس بدلة جميلة وموتوكل علي عينه ومنشه في يده وعصا عاج في يده الثانية وتتدلي سلسلة ذهب آخرها ساعة من جيب السديري.. يمشي في الشارع بعظمة وكبرياء.. والناس علي الرصيف تنظر له.. وفوق هذا الرسم كتب عبدالسميع "معه 25 قرشاً"!! وسهم علي رأسه من الخلف!!!!
ورغم أن الرسم لقي ضحكاً وقبولاً من الناس كافة.. قرر عبدالناصر اعتقال عبدالسميع فوراً.. أفرج عنه المرحوم صلاح سالم بشرط أن يعمل في "الجمهورية"!!!!
حكاياتي وقصصي كثيرة.. والمساحة لا تسمح..
المهم.. أريد أن أعلق علي مباراة أمس أن الأهلي خسر حارسه العملاق عصام الحضري بدعوي مبادئ الأهلي التي انتهت منذ أيام مختار التيتش وصالح سليم.. معلش.. السماء غاضبة علينا هذه الأيام.. لو كان عصام الحضري معنا لفزنا بالبطولة.. ربنا اغفر لنا وارحمنا.
** نقلا عن جريدة الجمهورية المصرية