جيل تشيلي الذهبي يبحث عن الجوهرة الثالثة وسط الجليد الروسي

لا شك أن الجيل الحالي للكرة التشيلية هو الأعظم في تاريخ البلد اللاتيني، حيث تحكي الأرقام عن تتويجين متتاليين بلقب كوبا أمريكا، على حساب الجار الأرجنتيني اللدود بالذات، لكن بعد أيام قليلة ستسنح الفرصة للجيل الذهبي، من أجل البحث عن درة تاجه الثالثة وسط الجليد الروسي، عندما ينطلق أبطال أمريكا الجنوبية في مغامرة أخرى للصراع على لقب بطولة كأس القارات، المقرر بدايتها يوم السبت المقبل.

مرشح قوي

يخوض منتخب تشيلي منافسات كأس القارات لأول مرة في تاريخه، لكنه قد رسم حروف اسمه في قائمة المرشحين للظفر باللقب قبل انطلاق البطولة، بإعلان هيمنته على القارة اللاتينية في النسختين الأخيرتين من كوبا أمريكا، في وجود نجوم من العيار الثقيل، مثل أرتورو فيدال، متوسط ميدان بايرن ميونيخ الألماني، وأليكسيس سانشيز، مهاجم أرسنال الإنجليزي، كما تدعم هذا الترشيح لتشيلي عدة عوامل أخرى.

غياب البطل التاريخي

لأول مرة منذ نسخة 1995، التي أحرزت لقبها الدنمارك، يغيب منتخب "السامبا" عن كأس القارات، حيث شاركت البرازيل في النسخ الـ7 التالية من البطولة، وتوجت باللقب 4 مرات (رقم قياسي)، من بينها 3 مرات متتالية "2005 - 2009 - 2013".

وقد يعزز هذا الغياب - النادر والأول منذ 22 عامًا لصاحب نصيب الأسد - من حظوظ فرق أخرى في التتويج، مثل تشيلي وألمانيا والبرتغال.

شباب ألمانيا

أراح مدرب المانشافت، يواخيم لوف، كواهل منافسيه في كأس القارات من رعب مواجهة الكتيبة الألمانية المتوجة بلقب مونديال 2014، والمتأهلة إلى نصف نهائي يورو 2016، عندما استبعد العديد من نجومها في كأس القارات، مفضلًا إراحتهم بعد موسم طويل وشاق.

يعتزم لوف الدفع بعناصره الشابة في كأس القارات، تمهيدًا لتطعيم صفوف المانشافت ببعضها في مونديال روسيا 2018، وذلك في ظل ارتفاع معدل أعمار الأساسيين، واعتزال بعضهم وابتعاد البعض الآخر عن مستواه المعتاد، وهو ما يبدو كافيًا لفتح أبواب الأمل أمام رفاق سانشيز وفيدال.

لكن يظل شباب ألمانيا يمثلون خطرًا لا يُستهان به على المنافسين، خاصةُ عند العودة بالذاكرة إلى المنتخب الفائز بالمركز الثالث في مونديال 2010، والذي كان يشمل حينذاك لاعبين صاعدين أمثال أوزيل، ومولر، وخضيرة.

تراكم الخبرات

اكتسب العديد من لاعبي منتخب تشيلي الكثير من الخبرات، خلال الحملتين الناجحتين في 2015 و2016 بكوبا أمريكا.

وبالنظر إلى قائمة الفريق المشارك في كأس القارات، سنجد لاعبين مثل فيدال، وسانشيز، وفارجاس، وميديل، وبرافو، وإيسلا، الذين لعبوا على مستوى عال في أوروبا، وشهدوا العديد من المواجهات ضد أعظم الأندية في العالم، فضلًا عن تفوقهم على عمالقة أمريكا اللاتينية، ما يجعل المشاركة في كأس القارات بالنسبة لهم أمرًا اعتياديًا، ولقبًا في المتناول إذا ما قاتلوا بنفس العزيمة التي قادتهم للتتويج القاري التاريخي.

مستقبل سانشيز

بعيدًا عن الناحية الجماعية، يواجه النجم الأول ومحط آمال الجماهير التشيلية، أليكسيس سانشيز، تحديًا فرديًا في كأس القارات، فبين رفضه تمديد عقده مع ناديه أرسنال حتى الآن، ورغبة مانشستر سيتي وبايرن ميونيخ في ضمه، يتوجب على مهاجم برشلونة السابق أن يؤكد أحقيته في مطالبه المالية، التي يعتبرها البعض مبالغًا فيها، عندما يلعب كأس القارات وسط سوق الانتقالات الصيفية.

ورغم أن هذه البطولة لن تكون بالطبع العامل الأهم في تحديد مستقبل سانشيز، إلا أن تألقه فيها من عدمه ربما يرفع من أسهمه أو يخفضها في الميركاتو، ما قد يكون مؤثرًا في مستقبله الكروي والمادي.