Getty Imagesأثار أسطورة ليفربول ستيفن جيرارد جدلا واسعا، بعد حديثه الصريح عن رحيل النجم الشاب ترينت ألكسندر-أرنولد إلى ريال مدريد.
وأكد جيرارد أنه شخصيا "لم يكن ليغادر ليفربول بتلك الطريقة أبدا"، كما فتح قلبه للحديث عن ندمه الدائم لعدم الفوز بلقب الدوري الإنجليزي، وكشف كواليس مثيرة حول فشل "الجيل الذهبي" لمنتخب إنجلترا بسبب "الأنانية والعداوات بين النجوم".
وفي مقابلة مطوّلة عبر البودكاست الخاص بنجم مانشستر يونايتد السابق ريو فرديناند، قال جيرارد إنه لن يتخذ نفس القرار الذي اتخذه ترينت ألكسندر-أرنولد عندما قرر مغادرة ليفربول الصيف الماضي والانتقال إلى ريال مدريد مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني، بعد رفضه تمديد عقده مع النادي".
وقال جيرارد الذي قاد ليفربول حتى منتصف الثلاثينيات من عمره: "أنا شخصيا ما كنت لأفعلها. أعتقد أنه خاطر كثيرا. إنه لاعب رائع وموهوب جدا، واحد من أفضل الممررين الذين رأيتهم في حياتي".
وأضاف: "إنه في نفس مستوى (ديفيد) بيكهام و(بول) سكولز، بلا شك. لكنه غادر ليفربول وهو في قمة مسيرته، بعدما عُرض عليه عقد جديد. لقد خاطر، وهو يعيش الآن نتيجة تلك المخاطرة. أتمنى أن ينجح، لأنني أحبه كثيرا، حقا أحبه".
وأوضح جيرارد أنه يفهم دوافع ترينت من منظور كروي بحت، قائلا: "إذا نزعت قبعتي كليفربولي، فإنني أستطيع تفهم قراره. عندما يأتي عرض من برشلونة أو ريال مدريد، سيلفت انتباه أي لاعب في العالم، لأنهما ناديان عملاقان. حتى أنا، جاءني عرض من ريال مدريد عندما كان جوزيه مورينيو مدربا هناك، وقد أثار العرض اهتمامي".
وكشف: "العرض لم يُعلن على نطاق واسع مثل عرض تشيلسي، لأن ريال مدريد أراد أن أفتعل ضغطا على النادي لإجبارهم على بيعي، ورفضت ذلك. أُغلق الملف بسرعة، لكنه بالفعل جعلني أفكر. لا يمكنك أن تمنع نفسك من التفكير عندما يأتيك عرض من مدريد أو برشلونة".
ورغم تفهمه الإنساني للقرار، فإن جيرارد لم يُخفِ استياءه العاطفي من الطريقة التي غادر بها ألكسندر-أرنولد فريق طفولته، قائلا بنبرة حنين: "بمجرد أن أرتدي قبعتي الخاصة بليفربول، لا أستطيع إلا أن أقول.. ما الذي فعلته يا ترينت؟ أنت تلعب في واحد من أفضل أندية أوروبا، تفوز بألقاب كنت أحلم بها. الجماهير تعشقك، أنت أحد رموز النادي".
وتابع: "لقد فزت بدوري أبطال أوروبا، وكنت أحد أهم عناصر الفريق. فما الذي يدفعك للمغادرة؟ هذا شيء لا أفهمه إلا من منطلق حبي الكبير للنادي".
وأكد جيرارد أن ألكسندر-أرنولد كان في طريقه ليصبح أسطورة خالدة في تاريخ ليفربول لو أنه استمر، مشيرا إلى أنه يتفهّم الانتقادات التي تعرّض لها اللاعب من الجماهير بعد رحيله إلى مدريد.
وعندما سأله فرديناند عمّا إذا كان يعتقد أن ألكسندر-أرنولد يستحق تمثالا تقديريا في أنفيلد، رد جيرارد مبتسما: "لا أحتاج إلى تمثال لأشعر بحب ليفربول. لقد منحني النادي حبا واحتراما يفوقان أي تكريم مادي. منذ اعتزالي، أصبحت علاقتي بالنادي أعمق وأصدق وأكثر دفئا".
ندم مطلق
وفي نفس المقابلة، تحدّث جيرارد بصدق مؤلم عن الندم الذي يطارده حتى اليوم لعدم فوزه بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال مسيرته مع ليفربول، خاصة بعد حادثة انزلاقه الشهيرة أمام تشيلسي في الموسم 2013–2014، والتي كلفت الفريق اللقب.
وقال القائد الأسطوري: "يؤلمني ذلك حتى اليوم. أشاهد أحيانا لقطات من تلك اللحظة، أو تمريرات خاطئة مع إنجلترا، أو ركلات ترجيح أهدرتها، وأشعر بالسوء الشديد. حادثة تشيلسي بالذات تجعلني أشعر بنفس الإحساس كل مرة".
وأردف: "لكن هذه هي الحياة. لقد تعلمت كيف أتعامل معها. لا تطاردني كل يوم، لكنني أتذكرها كثيرا. أكره الخسارة وأكره الإخفاق. أشعر أنني كان يجب أن أحقق الدوري مع ليفربول. كنت القائد، وكان واجبي أن أصل بالنادي إلى هناك".
وأضاف جيرارد بصراحة: "لن أقول إنني أعيش في الماضي، لكنني أتحمل المسؤولية. عندما أنظر إلى مسيرتي، أفتخر بما حققته، ولكن هناك دائمًا هذا الجزء الذي يقول لي: كان عليك أن تفوز بالدوري".
جيل من الأنانيين
وفي فقرة أخرى من البودكاست، تطرّق جيرارد إلى فشل منتخب إنجلترا في جيله الذهبي خلال العقد الأول من الألفية، حيث لعب إلى جانب نجوم مثل بيكهام، سكولز، لامبارد، فرديناند، ونِيفيل.
ووصف جيرارد تلك المرحلة بأنها "كانت ضحية للأنانية والصراعات بين الأندية".
وقال بوضوح: "في رأيي، كنا مجموعة من الأنانيين الخاسرين. أقولها بصراحة. كنا نرى بعضنا كخصوم أكثر من زملاء. عندما أشاهد اليوم كاراجر ونيفيل يجلسان سويا في البرامج، وكأنهما أصدقاء منذ 20 عاما، أتعجب: لماذا لم نكن كذلك وقتها؟”.
وأضاف نادما: "الآن، أنا أقرب إلى ريو (فرديناند) مما كنت وأنا ألعب معه 15 عاما في المنتخب. لماذا؟ هل كان السبب هو الأنا؟ المنافسة؟ كان هناك شيء خاطئ في ثقافتنا داخل المنتخب. كنا منعزلين، لا نتحدث معا، لا نشعر أننا فريق واحد".
وأكد جيرارد أن التجربة مع منتخب إنجلترا كانت على النقيض تمامًا من تجربته مع ليفربول، بقوله: "في ليفربول كنت أشعر أنني جزء من عائلة. كنت متحمسا كلما سافرت مع الفريق. بينما مع إنجلترا، كنت أنتظر فقط انتهاء فترة المعسكر. كنت أحب اللعب للبلد، لكنني كرهت الأجواء حول الفريق. لم أشعر أبدا أننا وحدة واحدة".
وأكمل: "في الأيام الأخيرة من أي معسكر، كنت أشعر ببعض التقارب مع زملائي، لكن بمجرد انتهاء المباريات، كان كل شيء يتلاشى. فقط في البطولات الكبرى كنا نشعر ببعض الترابط لأننا كنا نقضي وقتًا أطول معا".
قد يعجبك أيضاً





