
كأنها كانت خسارة للسياسى جورج ويا بقدر ما كان انتصارا لكرة القدم ونجمها الكبير الفائز بكل جوائزها.. فبعد الإعلان الرسمى أمس الأول عن خسارة جورج ويا منصبه كرئيس لجمهورية ليبيريا بعد فوز منافسه جوزيف بواكاى بالانتخابات الرئاسية منذ أيام بنسبة بلغت 50.64%.. توقع كثيرون أن يرفض جورج ويا الاعتراف بهذه النتيجة أو الاستسلام سواء احتكاما لفارق ضئيل فى الأصوات أو شائعات روجها أنصار ويا بالتلاعب فى أصوات الناخبين.
لكنهم فوجئوا بالرئيس المهزوم جورج ويا يقول لكل الناس فى ليبيريا إن هذه هى اللحظة التى تصبح فيها البلاد أهم من أى حزب أو مكاسب شخصية.. وقام جورج ويا بعد ذلك بالاتصال تليفونيا بالرئيس المنتخب بواكاى ليهنئه شخصيا ويتمنى له التوفيق رئيسا جديدا للبلاد.. وتابعت الصحافة الإفريقية والعالمية ما جرى وكيف كان سلوك جورج ويا راقيا ورائعا أنقذ البلاد من شبح حرب أهلية وصراع دموى جديد سيخلف الكثير جدا من الخراب والضحايا.
وبسرعة تحولت هذه الصحافة الإفريقية والعالمية من السياسة إلى كرة القدم لتؤكد أن ما قام به جورج ويا هو بالضبط السلوك الرياضى الذى يعنى تقبل الخسارة واحترام الآخر وتفضيل المصلحة العامة على أى مكاسب شخصية.. ويمكن أن يتخيل البعض أن جورج ويا بخسارة الانتخابات الرئاسية عاد من جديد لاعبا أو نجما سابقا لكرة القدم.. وليس ذلك صحيحا.. فجورج ويا لم ينس أبدا أنه لاعب كرة.
نقلا عن المصري اليوم



