جماعية صربيا تتحدى مهارات المكسيك وأوروجواي بمونديال الشباب

قد يكون المنتخب الصربي هو الوحيد من بين منتخبات المجموعة الرابعة ببطولة كأس العالم لكرة القدم للشباب (تحت 20 عاما)، الذي سبق له التتويج بلقب البطولة ولكنه توج بهذا اللقب تحت مظلة منتخب يوغسلافيا السابقة.

ولهذا، سيكون من الصعب التكهن بما تسفر عنه فعاليات هذه المجموعة الصعبة التي تضم أربعة منتخبات تبدو فرصها جميعا متكافئة إلى حد كبير ليشتعل الصراع بينها على بطاقتين أو ثلاث بطاقات للتأهل إلى دور الستة عشر للبطولة.

وأوقعت القرعة المنتخب الصربي مع منتخبات المكسيك وأوروجواي ومالي في مجموعة نارية ينتظر أن تجتذب الكثير من الاهتمام في النسخة العشرين من مونديال الشباب والتي تستضيفها نيوزيلندا من 30 أيار/مايو الحالي إلى 20 حزيران/يونيو المقبل.

ويضاعف من الاهتمام بهذه المجموعة أن هذه البلدان اشتهرت بتميز منتخباتها في هذه المرحلة السنية.

وبخلاف فوز المنتخب الصربي باللقب تحت المظلة اليوغسلافية ، تتمتع المنتخبات الثلاث الأخرى بخبرة الوصول للمربع الذهبي في بطولات كأس العالم للشباب مما يمنح كلا من منتخبات هذه المجموعة الأمل في تقديم بطولة جيدة والعبور على الأقل من هذه المجموعة بعد مسيرة متباينة للفرق الأربعة في الطريق إلى النسخة العشرين من مونديال الشباب.

وفشل المنتخب الصربي في الدفاع عن لقبه ببطولة أوروبا للشباب (تحت 19 عاما) في 2014 بعد عام واحد من الفوز باللقب لكنه شق طريقه إلى مونديال الشباب الذي أصبح الهدف الجديد والكبير للفريق خاصة وأن العروض والنتائج التي قدمها في البطولة تنم عن فريق لديه القدرة على المنافسة.

وهذه هي المرة الأولى التي يخوض فيها هذا الفريق مونديال الشباب باسم صربيا حيث كانت مشاركتاه السابقتان باسم المنتخب اليوغسلافي في 1979 باليابان و1987 بتشيلي وتوج باللقب في المرة الثانية.

وقد لا يتمتع الفريق بوجود المهارات الفنية الفردية التي تكتظ بها منتخبات أخرى ومنها منتخب أوروجواي المنافس له في نفس المجموعة ، ولكن المنتخب الصربي يتمتع بالأداء القوي على المستوى الجماعي والانضباط الخططي داخل الملعب.

كما يعتمد الفريق كثيرا على حماس وخبرة مديره الفني فليكو بونوفيتش /37 عاما/ علما بأنه جمع القدر الكبير من خبرته عندما كان لاعبا في أسبانيا وألمانيا وروسيا لسنوات طويلة.

وفي المقابل ، يحظى منتخب أوروجواي بالقدر الأكبر من الخبرة في هذه المجموعة حيث يخوض مونديال الشباب للمرة الخامسة على التوالي والثالثة عشر في تاريخه وإن كان أفضل إنجاز له في مشاركاته السابقة هو الفوز بالمركز الثاني في بطولتي 1997 و2013 بخلاف إحراز المركز الثالث في 1979 والمركز الرابع في نسختي 1977 و1999 .

وتأهل الفريق إلى مونديال الشباب بنيوزيلندا 2015 من خلال الفوز بالمركز الثالث في بطولة أمريكا الجنوبية للشباب (تحت 20 عاما).

ومثلما هو الحال بالنسبة لمنتخب أوروجواي الأول ، يتمتع الفريق الشاب بخط دفاع قوي يمثل أكثر عناصر تألق الفريق خاصة مع وجود حارس رائع أيضا هو جاستون جورسياجا حيث اهتزت شباك الفريق خمس مرات فقط في المباريات التسع التي خاضها بالبطولة القارية.

كما يتمتع الفريق بخط هجوم قوي بقيادة فرانكو أكوستا لكن ما يميز الفريق بالفعل هو صانع اللعب جاستون بيريرو الذي يشبهه كثيرون بالنجم الكبير دييجو فورلان الذي قاد المنتخب الأول للمركز الرابع في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا.

ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للمنتخب المكسيكي الذي يشارك في البطولة للمرة الرابعة عشر ولكنه لم يحقق اللقب من قبل حيث كان الفوز بالمركز الثاني في 1977 والمركز الثالث في 2011 هو أفضل إنجازاته.

وتأهل المنتخب المكسيكي للمونديال عن جدارة بعدما أحرز لقب بطولة اتحاد كونكاكاف للشباب (تحت 20 عاما) بعد انتصارات مدوية كانت بمثابة إنذار مبكر لمنافسيه في المونديال.

ولكن هذه المجموعة الصعبة التي يخوض من خلالها الدور الأول للمونديال ستكون بمثابة الاختبار الصعب والحقيقي للفريق الذي يتمتع بخط هجوم ناري يقوده أليكس دياز ومن خلفه لاعب الوسط المهاجم إيرفنج لوزانو هداف الفريق.

وخلال مسيرته في بطولة اتحاد كونكاكاف في مطلع 2015، سجل الفريق 18 هدفا في مرمى منافسيه بينما اهتزت شباكه ثلاث مرات فحسب مما يؤكد قوزة هجوم الفريق أيضا وهو ما يمنح المدرب سيرخيو ألماجر /45 عاما/ أملا كبيرا في القدرة على المنافسة بقوة في هذه البطولة.

أما منتخب مالي فإنه يخوض البطولة للمرة السادسة في تاريخه وكان المركز الثالث بنسخة 1999 هو أفضل إنجازاته ولكن تأهله المفاجئ إلى المونديال هذه المرة على حساب منتخبات أكثر مه عراقة قد يكون دافعا قويا للفريق على تقديم عروض قوية خاصة وأنه ليس لديه ما يخسره.