جان باترسون: دعمنا متواصل لنادي نيوم لأخذ موقعه بين كبار السعودية

تضيف مدينة نيوم إلى سحرها الكبير، وموقعها الاستراتيجي المؤثر، جوانب مهمة تكمل عقد التميز، والمتمثلة في بنية تحتية حديثة للرياضة، وتوجهات ترسم مستقبلا زاهرا للجانب التنافسي من خلال تشكيل فرق قادرة على تحقيق الإنجاز محليا ودوليا، إضافة إلى استثمار الملاعب التي بنيت بمواصفات عالية في استضافة أحداث عالميا تمكن مكانة نيوم الدولية.

في اللقاء التالي مع جان باترسون، رئيسة قطاع الرياضة في نيوم، نسلط الضوء على الكثير من هذه المشاريع:

في تصريح سابق، وصفتِ نيوم بأنها "أرض المستقبل للرياضة السعودية". ما الذي ألهمك لتقديم هذا الوصف؟

الرياضة تُعد ركيزة أساسية في نيوم وهي جوهر رؤيتنا لتطوير أكثر المجتمعات نشاطًا على مستوى العالم، من خلال استخدامها كأداة للتنمية الاجتماعية الإيجابية وبناء منشآت عالمية المستوى لدعم نمو المنطقة، يتجلى ذلك في استضافة الأحداث الرياضية الدولية، مثل ألعاب نيوم الشاطئية وسلسلة Extreme E، والتي تتماشى مع رؤيتنا لأن نصبح وجهة رائدة لاستضافة الفعاليات الرياضية العالمية.

تلعب الرياضة دورًا محوريًا في كيفية بناء مجتمعاتنا، من خلال دمج الرياضة في نسيج نيوم، فإننا نخلق بيئة يصبح فيها النشاط الرياضي واللياقة البدنية جزءًا طبيعيًا ومتاحًا من الحياة اليومية.

هدفنا هو أن يكون 75% من سكان نيوم نشطين لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا، وهو أمر يسهل تحقيقه بفضل الطبيعة الفريدة للمنطقة التي توفر العديد من الفرص لممارسة الأنشطة البدنية.

في النهاية، الشمولية هي جوهر كل ما نقوم به في نيوم، ونحن ملتزمون بجعل الرياضة متاحة للجميع، بغض النظر عن الجنس أو العمر أو القدرات البدنية. كل هذه العوامل، إلى جانب البنية التحتية وسهولة الوصول إلى الرياضة، تبرز كيف أن نيوم تُعد وجهة رياضية متقدمة تتطلع إلى المستقبل.

كما تلعب التكنولوجيا والابتكار دورًا رئيسيًا في تطوير نيوم. نحن قادرون على تعزيز الوعي بتكنولوجيا الرياضة المتقدمة من خلال شراكات استراتيجية هادفة، مثل الشراكة مع فريق نيوم ماكلارين للسباقات الكهربائية، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وفريق راجستان رويالز للكريكيت. على سبيل المثال، في عام 2023، نجحت شراكتنا مع ماكلارين للسباقات الكهربائية في تحقيق إنجاز غير مسبوق بعالم رياضة السيارات، حيث تم ابتكار تصميم خارجي لسيارة السباق باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي القائم على تحويل النصوص إلى صور، وذلك احتفالًا بمرور 60 عامًا على تأسيس ماكلارين، خلال سباق فورمولا إي في لندن.

في الوقت نفسه، يُعرف فريق راجستان رويالز، أحد أبرز فرق الكريكيت في الهند ضمن بطولة T20، بأساليبه المبتكرة في التدريب، بما في ذلك استخدام تقنية str8bat التي تساعد اللاعبين على تحسين تقنيات الضرب أثناء التمارين. وإلى جانب هذه الشراكات، تسهم أحدث الابتكارات أيضًا في إنشاء مسارات تطوير المواهب في نيوم.

وليس هذا فحسب، بل إننا نعمل على توظيف أحدث الأدوات لتطوير تجارب المشجعين المستقبلية. كل جانب من جوانب المنظومة الرياضية في نيوم يؤدي دورًا في تطويرها، وهو أحد الأسباب العديدة التي جعلت نيوم تعرف بـ "أرض المستقبل".

كيف ساهمت الشراكة مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في ترسيخ مكانة نيوم كوجهة رياضية عالمية خلال السنوات الأربع الماضية؟

وفرت لنا الشراكة مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم خلال السنوات الأربع الماضية منصة قيمة للتعاون مع إحدى الجهات الرائدة عالميًا في كرة القدم، ما أتاح لنا فرصًا للمساهمة الإيجابية في تطوير الرياضة عبر قارة آسيا. كما مكنت هذه الشراكة نيوم من تعزيز علامتها التجارية أمام أكبر جمهور لكرة القدم في العالم.

إحدى ركائز هذه الشراكة هي تسريع مسيرة التميز من خلال تطوير المواهب، والريادة في مجال تكنولوجيا الرياضة، وجعل الرياضة في متناول الجميع.

وعلى صعيد آخر، يهدف برنامج شُهُب المجتمعي لكرة القدم إلى تطوير الجيل المقبل من المواهب الكروية في السعودية. منذ إطلاقه في العام 2022، شارك أكثر من 10,000 طفل من الأولاد والبنات، الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 عامًا، في مدن الرياض، جدة، تبوك، والدمام، مما يشير إلى إمكانيات واعدة لمشاركة اللاعبين الصغار في هذه الرياضة.

بالإضافة إلى ذلك، شارك أكثر من 5,000 من سكان نيوم بشكل فعّال في فعاليات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ما عزز اندماج المجتمع المحلي وزاد من الوعي العالمي بنيوم، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030.

 تعد نيوم شريكًا رئيسيًا في دوري أبطال آسيا للسيدات لكرة القدم. كيف أثرت هذه التجربة على كرة القدم النسائية في السعودية خلال السنوات الست الماضية؟

نيوم هي الشريك الرسمي للنسخة الافتتاحية من دوري أبطال آسيا للسيدات التابع للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حيث يجمع هذا الدوري بين أفضل 12 ناديًا نسائيًا من مختلف أنحاء آسيا، بما في ذلك نادي النصر، بطل الدوري السعودي الممتاز للسيدات.

في يناير/كانون الثاني، نشرنا دراسة فريدة تسلط الضوء على واقع كرة القدم النسائية في السعودية اليوم، والسبل الواعدة لاستمرار نمو المشاركة فيها، بالإضافة إلى استكشاف نماذج تجارية جديدة غير مسبوقة في عالم الرياضة. يفتح هذا المجال آفاقًا اقتصادية جديدة لكرة القدم النسائية وللمستثمرين في القطاع الخاص.

يهدف التقرير إلى تثقيف وتوعية قطاع الرياضة بالتطور السريع الذي تشهده كرة القدم النسائية في المملكة، مع التأكيد على أحد الركائز الأساسية لنيوم، وهي إعادة تعريف جودة الحياة من خلال جعل الرياضة والرفاهية البدنية جزءًا محوريًا من أنماط الحياة. كما يركز على الحاجة إلى تطوير البنية التحتية الداعمة للرياضة، بما في ذلك تأهيل المدربين والحكام، وإنشاء المرافق المناسبة لضمان استمرار نمو هذه الرياضة وزيادة المشاركة فيها.

كذلك، يبرز التقرير بعض المحطات التاريخية المهمة في كرة القدم السعودية النسائية، والتي لم تكن معروفة على نطاق واسع خارج المملكة.

ما كان يعتبر في الماضي رياضة هامشية للنساء أصبح اليوم يشهد مشاركة 77,000 فتاة في لعب كرة القدم أسبوعيًا، في حين يتابع ما يقارب 44% من سكان المملكة الدوري السعودي الممتاز للسيدات. في خطوة تاريخية، أصبحت السعودية تضمن المساواة في الأجور بين منتخبيها الوطنيين للرجال والسيدات، مما يعزز مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين بشكل رسمي وقانوني.

بين عامي 2021 و2023، شهدت كرة القدم النسائية في السعودية تطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات، حيث ارتفع عدد الأندية بنسبة 112%، وزاد عدد الحكام بنسبة 66%، بينما شهدت المسابقات المحلية نموًا بنسبة 200%. إنه بالفعل تطور مذهل داخل وخارج الملعب، مما يعكس رحلة تاريخية واعدة ومستقبلًا مشرقًا للعبة.

هل هناك خطط لتمديد الشراكة مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بعد عام 2029؟

كرة القدم في منطقة الشرق الأوسط وآسيا تدخل حقبة جديدة ومثيرة، وشراكتنا مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تظل منصة رئيسية لدفع عجلة التقدم في هذه الرياضة. من خلال هذه الشراكة، التي تم تمديدها مؤخرًا حتى عام 2029، نهدف إلى خلق فرص حقيقية للنمو والابتكار وتعزيز التفاعل مع ملايين المشجعين الشغوفين. الرياضة عنصر أساسي في رؤية نيوم، ونتطلع إلى استمرار تعاوننا مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للمساهمة في تشكيل مستقبل اللعبة في الشرق الأوسط وآسيا.

مع اقتراب نادي نيوم من الصعود إلى الدوري السعودي للمحترفين الموسم المقبل، ما هي خططكم لدعم الفريق في المرحلة المقبلة؟

يعد نادي نيوم الرياضي منصة تجمع أفراد المجتمع من جميع الأعمار للمشاركة في مجموعة متنوعة من الرياضات، من كرة القدم وكرة السلة إلى الجودو والتايكواندو. حتى الآن، يضم النادي 750 لاعبًا ولاعبة من الرجال والنساء والأطفال، وقد نجح العديد من الرياضيين في الفوز بميداليات في دورة الألعاب السعودية.

سنواصل تعزيز تاريخ النادي وروابطه القوية مع المجتمع من خلال تقديم رياضات تلبي احتياجات الجميع، من منظور كرة القدم، نتطلع إلى دعم فريقي الرجال والسيدات في سعيهما للصعود خلال منافسات هذا العام على المستوى المحلي.

أصبحت السعودية وجهة عالمية رائدة لاستضافة الفعاليات الرياضية. كيف تصف هذا التحول الاستثنائي؟

السعودية ليست جديدة على صناعة العناوين الرياضية، سواء من خلال استضافة الفعاليات أو إنشاء البطولات أو بروز الرياضيين في مختلف المنافسات، ومع ذلك، فإن جوهر رؤية السعودية 2030 يكمن في تطوير الرياضة على جميع المستويات، ما يتيح لكل فرد فرصة تبني نمط حياة نشط والاستفادة من الفوائد البدنية والعقلية والاجتماعية التي توفرها الرياضة. تتماشى رؤية نيوم الرياضية بشكل وثيق مع رؤية 2030، وكذلك مع استراتيجية وزارة الرياضة الوطنية للرياضة.

من منظور نيوم، كانت استضافة الفعاليات الرياضية الدولية، مثل ألعاب نيوم الشاطئية على مدى السنوات الثلاث الماضية، حجر الأساس في استراتيجيتنا، حيث جمع الحدث رياضيين عالميين بمن فيهم حاملو ميداليات أولمبية وأبطال عالميون. لا تقتصر أهمية هذه الفعاليات على كونها عروضًا رياضية مذهلة فحسب، بل توفر أيضًا منصة لتحفيز المشاركة المحلية والوطنية في الرياضة.

تلعب الرياضة عالية الأداء دورًا أساسيًا في إلهام الجيل القادم من الرياضيين وتعزيز برامج تطوير المواهب. من خلال تنظيم أحداث رياضية عالمية المستوى وإتاحة الفرصة للمواهب المحلية للتفاعل مع كبار الرياضيين، نحن نخلق مسارًا ملموسًا للأجيال الصاعدة من الرياضيين في المملكة.

الكريكيت، على سبيل المثال، شهدت شعبية متزايدة في نيوم، وقد عملنا بجد لدعم هذا النمو بالتعاون مع الاتحاد السعودي للكريكيت. منذ الموسم الأول، زادت المشاركة في برامج الكريكيت بنسبة 84%، حيث انضم إليها ما يقرب من 1,400 شخص، وتضاعف عدد الفرق المشاركة، بما في ذلك إقامة أولى المباريات والجلسات التدريبية النسائية.

التعاون هو المفتاح الأساسي لتحقيق هذه الإنجازات. نحن نعمل جنبًا إلى جنب مع الاتحادات الوطنية والدولية لضمان توافق برامجنا مع الأهداف التنموية المحلية ومعايير الرياضة العالمية. مثال بارز على ذلك هو إصدار تقريرنا البحثي حول كرة القدم النسائية، الذي سلط الضوء على التطور السريع لكرة القدم النسائية في السعودية، بمشاركة وتعاون مع وزارة الرياضة، الاتحاد السعودي لكرة القدم، الاتحاد السعودي للرياضة للجميع، ونادي نيوم الرياضي، وغيرهم من الشركاء.