
منذُ رحيلِ الثّنائي فيرمينو وماني، والمدرّب الألمانيّ يورغن كلوب، صارَ مُحمّد صلاح النَّجم الأوَّل والأوحد الذي يقودُ ليفربول نحو الانتصاراتِ وتحطيمِ الأرقام إلى إشعارٍ آخرَ يصعبُ التكهّنُ بموعدِه، علمًا أنَّ عقد الدولي المِصري ينتهي نهايةَ الموسم الجاري، وسط غموضٍ كبيرٍ يشوبُ مستقبلَ اللاعب وتخمينات وتكهّنات بشأنِ استمرارِه مع ليفربول أو رحيله إلى السّعوديَّة أو فرنسا، وهي الاحتمالاتُ الأقربُ والتي لم تفقدِ النَّجمَ المِصريَّ تركيزَه على تسجيلِ الأهدافِ، مثلما فعلَ ذلك ضدّ تشيلسي عندما سجَّلَ الهدف رقْم 162 في الدوري الإنجليزيّ، ومنح التّمريرة الحاسمة رقْم 73.
مُحمّد صلاح شاركَ مع ليفربول بعشرةِ أهدافٍ في ثماني مُبارياتٍ خاضَها هذا المَوسم، بعد تسجيلِه الهدفَ الأوَّلَ ضدّ تشيلسي، ومشاركته في الهدفِ الثاني بتمريرةٍ حاسمةٍ لزميلِه كورتيس جونس، صار إثرهما تاسعَ هدّاف في تاريخ الدوري الإنجليزي، وعادلَ رقْم تيري هنري في عدد التمريرات الحاسمة ليلحق به في المركز الثّالث عشر، إضافةً إلى بلوغه الهدفَ رقْم 43 ضد الفرق الإنجليزيَّة السّتة الكُبرى، وهي كلها أرقامٌ تؤكدُ مجدّدًا ثباتَ مستواه رغم التّغييرات التي عرفَها الفريقُ والضّغوطات التي تحيطُ به من طرفِ إدارة النَّادي، وجماهيره التي تريدُ تجديدَ عقدِه، والإغراءات التي تصلُه من دوري روشن، ونادي باريس سان جيرمان الفرنسيّ.
ليفربول رفضَ الصيفَ الماضي عرضًا سعوديًّا فاقَ 100 مليون جنيه إسترلينيّ، رغم شبحِ الرحيل مجّانًا نهاية الموسم الجاري، ويسعى لتجديدِ عقدِ نَجمه لموسمَين إضافيَين، وكانَ قد جدَّد عقدَه سنة 2022 ثلاثة مواسم، مقابل راتب سنويّ قدرُه 21 مليون جنيه إسترلينيّ، وأصبحَ يحتلُّ مكانةً كبيرةً في تاريخ النّادي، وقلوب عشّاقه الذين لا يتصوّرون رحيلَ صلاح الذي يلتزمُ من جهتِه الصمتَ، ويفضلُ التركيزَ على المُستطيل الأخضرِ.
التهديدُ الكبيرُ للإنجليزِ في ملفِّ صلاح يأتي من دوري روشن السعوديّ الذي لن يكتمل بالنسبةِ إليه ملفّ الاستقطاب دون محمّد صلاح بعد أن ضمنَ رونالدو، بنزيما، نيمار، فيرمينو، محرز، كانتي، وغيرهم من نُجوم العالم، لأنَّ المصري سيجرّ خلفَه ملايين العشاق المصريين والأجانب والمُستثمرين والمعلنين، حتى ولو كلّف راتبًا سنويًا يقارب 50 مليونَ جنيه إسترليني، وهو المبلغ الذي يصعب على إدارة البياسجي إنفاقَه في ظلّ الاستراتيجية الجديدة التي ينتهجُها النادي مع اللاعبين الشباب الذين استثمر فيهم بعدما فشلت سياسة استقطاب النُّجوم في تحقيقِ دوري الأبطال الذي يبحثُ عنه النَّادي الباريسي.
استمرار صلاح مع ليفربول يمكّنُه من تحطيمِ مزيدٍ من الأرقام، وربما تحقيق الألقاب، ورحيله إلى السعوديَّة أو فرنسا سيشكلُ إضافةً لها، دون أن ينقص ذلك من قيمةِ اللاعبِ وشعبيته، لما فعلَه في مشواره الكُروي الذي يبقى من أفضل مسيرات المِصريين والعرب والأفارقة في إنجلترا على مدى ثماني سنوات، رغم المنافسة الشديدة داخل الفريق، وفي أقوى وأجمل دوري في العالم على الإطلاق.
نقلًا عن الراية القطرية
قد يعجبك أيضاً



