EPAلكل منتخب مشارك في كأس العالم تميمة حظ، وبالنسبة للمنتخب الإنجليزي، فإن مصدر تفاؤله بشأن إمكانية إحراز لقب النسخة الحالية، نابع من مفارقة لافتة، لا يمكن أن تتكرّر إلا في القصص الخيالية.
ونجح منتخب "الأسود الثلاثة" في الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم 2018 المقامة حاليا في روسيا، وتنتظره مباراة حاسمة أمام كرواتيا مساء الأربعاء، يسعى من خلالها لبلوغ المشهد الختامي من البطولة، بهدف إحراز اللقب الذي رفعه للمرّة الأولى والأخيرة على أرضه عام 1966.
ويتفاءل الجمهور الإنجليزي بإمكانية تحقيق الحلم، رغم أن سقف الآمال قبل انطلاق البطولة كان متدنّيا لعوامل عديدة، مثل قلّة خبرة اللاعبين على المستوى الدولي، وحداثة عهد بعضهم مع الفريق، إضافة إلى عدم وجود أسماء رنّانة على شاكلة التي شكّلت جيلا ذهبيا لم يجلب سوى الأحزان، وضم لاعبين أمثال ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد وريو فرديناند وواين روني ودافيد بيكهام وغيرهم الكثير.
ويقود هدّاف توتنهام هاري كين طموحات المنتخب الإنجليزي في البطولة الحالية، وهو يتصدّر ترتيب الهدّافين برصيد 6 أهداف، ويساعده في ذلك مجموعة من اللاعبين الساعين لتحقيق مجد تاريخي، مثل جوردان هندرسون وجيسي لينجارد وهاري ماجواير وكيران تريبير.
ونجح المدرب جاريث ساوثجيت في إيجاد عامل الانسجام بين لاعبي تشكيلته، فلم تظهر خلافات الأندية على أرض الملعب، وتمتّعت المجموعة ككل بالتماسك والوحدة، والآن بات على اللاعبين استغلال فرصة قد لا تتكرّر مستقبلا، لأن قرعة البطولة وضعتهم في طريق أخضر وقابل للعبور.
كل هذا يدعو للتفاؤل، لكن هناك مفارقة عجيبة في المشاركة الحالية، تجعل الجمهور الإنجليزي يشعر وأن اللقب في خزانته منذ الآن.
وأحرزت إنجلترا اللقب في 1966، وهو العام الذي نال فيه ريال مدريد لقب بطولة الأندية الأوروبية أبطال الدوري (دوري أبطال أوروبا)، بفوزه على بارتيزان بلجراد 2-1، ووقف مانشستر سيتي على منصة التتويج بعد إحرازه لقب دوري الدرجة الإنجليزية الثانية.
أما تشيلسي، فحل خامسا في الدوري الإنجليزي، وتمكّن الفريق المكافح بيرنلي من التأهّل إلى بطولة كأس المعارض (الدوري الأوروبي حاليا).
ألا يبدو الأمر مألوفا؟
دعونا نستعرض مجريات الموسم الحالي، مانشستر سيتي وقف على منصة التتويج، لكن هذه المرّة في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد تصدّر المسابقة بفارق كاسح عن أقرب مطارديه، وحل تشيلسي في المركز الخامس وفشل في التأهّل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
أمّا بيرنلي، فنجح في بلوغ الأدوار التمهيدية من مسابقة الدوري الأوروبي بحلوله سابعا في البطولة، ويبقى علينا ذكر فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا بتغلّبه على ليفربول 3-1 في النهائي.
وحتى تكتمل هذه المفارقة العجيبة، فإن على المنتخب الإنجليزي الفوز في مباراتيه المقبلتين، و"إحضار الكأس إلى منزله" كما يحلو لأنصار الفريق الغناء هذه الأيام.
قد يعجبك أيضاً



