إعلان
إعلان

تقرير كووورة.. كوبر صانع المجد في طريق الأشواك

Federico Albrizio
28 ديسمبر 201717:34
 هيكتور كوبر

لم يكن تتويج هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب المصري بجائزة كووورة جلوب سوكر لأفضل مدرب لمنتخب عربي في عام 2017، مفاجأة خاصة أن المدرب الأرجنتيني حقق خلال العام الجاري إنجازات من العيار الثقيل وأعاد الكرة المصرية لبريقها المفقود.

أصبح كوبر صانع المجد مع منتخب مصر، وحقق نجاحات ملموسة يبدو وكأنه حصاد لسنوات من الخبرات الفنية والتجارب الطويلة سواء مع إنتر ميلان الإيطالي أو فالنسيا الإسباني وغيرها من المحطات التي قدم خلالها الثعلب الأرجنتيني قصارى جهده لتحقيق النجاحات.

لم تكن مهمة كوبر مع (الفراعنة) سهلة كما يتصور البعض فالمدرب الأرجنتيني تسلم فريقًا مهلهلاً بمعنى الكلمة غائب عن بطولة أمم أفريقيا 3 نسخ متتالية، ولا يصعد إلى بطولة كأس العالم منذ 28 عامًا كاملة وفي آخر تصفيات قبل قدوم كوبر خسر المنتخب بستة أهداف أمام غانا.

ورغم كل هذه الظروف الصعبة، إلا أن كوبر أعلن التحدي ورفع راية الإخلاص، وإعلاء كلمة المنتخب فوق الجميع، ليدخل في صدام مع بعض التقاليد الخاصة بمنتخب مصر وعلى رأسها سيطرة الأهلي والزمالك على التشكيل، ويعتمد على لاعبين محترفين وصغار السن، كما دخل في خلافات مع بعض النجوم مثل حسام غالي وباسم مرسي ومحمود كهربا ورمضان صبحي في بعض الأوقات من أجل مصلحة الفريق.

يتعرض كوبر بين الآن والآخر لانتقادات حادة من نجوم الكرة المصرية السابقين، لدرجة أن أحدهم وهو رضا عبد العال لاعب الأهلي والزمالك الأسبق اتهمه بأنه يلعب بلا خطة، والبعض الآخر أطلق على المنتخب بسخرية "منتخب باصي لصلاح"، إلا أن المدرب الأرجنتيني تعامل بكل هدوء مع هذه الانتقادات.

علاقة كوبر مع محمد صلاح بوصفه نجم الشباك في منتخب مصر، تستحق التحية والتقدير فصلاح وكوبر تعاملا باحترافية شديدة ونفذ نجم ليفربول الإنجليزي خطط وتعليمات مدربه الأرجنتيني، الذي يعتمد عليه بشكل تام ليصنع كوبر للمنتخب شكلاً هجوميًا قائمًا على قدرات صلاح ووجود لاعبين صغار السن أصحاب مجهود بدني عالٍ ومهارات فردية لصالح الفريق مثل رمضان صبحي ومحمود حسن تريزيجيه وأحمد حسن كوكا وعمرو جمال ومصطفى فتحي.

ولا يجد كوبر أي حرجًا في إعادة حساباته مع بعض اللاعبين الكبار، وهو ما جعل محببًا للجميع بين نجوم الكرة المصرية لمعرفتهم أنه لا يعمل وفقاً للأهواء، بدليل أنه استبعد عصام الحضري وأحمد فتحي وأحمد المحمدي وحسام عاشور ومحمد عبد الشافي لكثير من الأوقات، ثم أعادهم ومنحهم الفرصة وبعضهم أصبح أساسيًا في التشكيلة.

كما أعاد المدرب الأرجنتيني الفراعنة إلى طريق المجد بعد أن قاد المنتخب المصري للعودة إلى بطولة أمم أفريقيا بعد غياب 7 أعوام كاملة، وصعد للدور النهائي ويحتل وصافة أفريقيا بعد الخسارة على يد الكاميرون بنتيجة 2-1، وأعاد منتخب مصر لزعامة التصنيف العربي والأفريقي.

وجاء الدور على الإنجاز الأهم والأكبر في تاريخ الكرة المصرية وهو الصعود لنهائيات كأس العالم 2018 بعد غياب دام 28 عامًا كاملة، فشل خلالها العديد من النجوم والمدربين في التأهل، ولكن كوبر بخلطته الدفاعية والروح القتالية التي يزرعها بين لاعبيه أعاد الفراعنة للمونديال.

يحرص كوبر على ترديد كلمات نشيد مصر الوطني قدر استطاعته، ولا يتأخر عن الترويج للكرة المصرية ونجومها في وسائل الإعلام الأوروبية، فالعلاقة بين كوبر ومصر تبدو كأنها علاقة وطن وليس مجرد عمل، بدليل أنه سرعان ما اخترق قلوب المصريين، وصار نجمًا لحملة إعلانية بخفة دم جعلت الجماهير تشعر بأن كوبر ليس أجنبيًا بل واحدًا منهم.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان