تقرير كووورة: فسخ عقد أورييه.. مثال الفوضى في سوق انتقالات مجنونة

عمل توتنهام على إنهاء عقد لاعبه الإيفواري سيرج أورييه، دون أن يستفيد من التخلي عنه على الصعيد المالي، في لقطة تشير إلى الفوضى العارمة التي عاشتها فترة الانتقالات الصيفية هذا العام.

وكان توتنهام، قد اشترى قبل ساعات من إنهاء عقد أورييه، لاعب برشلونة إيمرسون رويال الذي يلعب في مركز الظهير الأيمن، فكان بديهيا أن يريد النادي اللندني التخلص من لاعب باريس سان جيرمان السابق الذي يلعب بالمركز ذاته.

وتحدثت تقارير صحفية في الفترة الماضية، عن عدم رغبة مدرب توتنهام الجديد نونو إيسبيريتو سانتو، في الاستعانة بخدمات أورييه، لعدم اقتناعه بمستواه في مركز الظهير الأيمن.

وانتظر توتنهام اهتمام الأندية بخدمات لاعبه الذي يملك خبرة لا بأس بها على صعيد كرة القدم الأوروبية، لكن أورييه المعروف بشخصيته المرحة التي قد تتعدى الحدود في بعض الأحيان، لم يحصل على أية عروض للاستفادة من خدماته.

في هذه الحالة، كان توتنهام أمام خيار الإبقاء على اللاعب في صفوف الفريق، لكنه اتخذ القرار الصعب، والذي قد يبدو للوهلة الأولى صادما، لكن عند النظر إلى حيثيات الأمر نجده قرار منطقيا يخدم الطرفين، مع الوضع بعين الاعتبار الظروف الحالية.

فائض عن الحاجة

مع قدوم المدرب البرتغالي سانتو إلى توتنهام، توقع النقاد أن نرى "سبيرز" مختلفا عن ذلك الذي أشرف عليه البرتغالي الآخر جوزيه مورينيو في الموسم الماضي.

وبالفعل، أحدث سانتو تغييرات فنية على طريقة لعب الفريق، وبعد مرحلة إعداد خاض فيها الفريق مباريات ودية، بدا أن المدرب غير مقتنع بما لديه من لاعبين في مركز الظهير الأيمن.

ومع انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز، فاجأ سانتو المتابعين، بإشراك اللاعب الشاب جافيت تانجانجا، في مركز الظهير الأيمن، ما يشير إلى عدم اقتناعه بمستوى أورييه، والظهير الآخر، الأيرلندي مات دوهيرتي.

وتحدثت تقارير صحفية عن رغبة توتنهام في التعقد مع لاعب بهذا المركز، فوقع اختياره على إيمرسون الذي خاض المباريات الثلاث الأولى لبرشلونة بالدوري الإسباني، ما يعني أن لاعبا واحدا في هذا المركز، بات فائضا عن حاجة المدرب.

ومع اعتبار تانجانجا لاعب المستقبل في توتنهام، تخلى سانتو عن أورييه، مفضلا الإبقاء على دوهيرتي الذي عمل مع المدرب البرتغالي في فريقه السابق وولفرهامبتون.

القرار الصعب

لم يحصل أورييه على العروض المنتظرة، ومع تبقي ساعات على انتهاء فترة التعاقدات، اتفق توتنهام مع لاعبه على إنهاء عقده، في خطوة فاجأت البعض باعتبار أن النادي اللندني كان سيستفيد ماديا من اللاعب في حال بيعه.

لكن هناك تبعات أخرى للمشكلة، حيث تحتاج الأندية كافة لتسمية عدد محدد من اللاعبين لقوائمها المحلية والأوروبية، وعدم إقحام أي اسم في القائمة، بمعني عدم قدرة صاحبها على المشاركة في المباريات، تماما كما حدث مع مسعود أوزيل في أرسنال خلال النصف الأول من الماضي.

ورغم أن أورييه لن يكون بمقدوره أن يلعب إذا تم استثناؤه من القوائم الرسمية، سيضطر توتنهام لدفع راتبه كاملا، وهو عبء مالي لن يريد النادي تحمله في هذا الوضع الاقتصادي الصعب.

ومن هذا المنطلق، عمل توتنهام على إنهاء العقد، لكن لماذا وافق أورييه على القرار؟

صحيح أن بإمكان أورييه أن يتقاضى راتبا دون أن يلعب، لكن من الواضح أن اللاعب يريد المشاركة في المباريات خلال هذه الفترة من مسيرته، لا سيما وأنه سيتقاضى راتبا في أي ناد آخر سيلعب له.

فسخ العقد وإنهائه قبل فترة الانتقالات، سيعني أن اللاعب حر وغير مرتبط بأي نادي، ما يعني أن بإمكانه التعاقد مع أي ناد آخر تسمح له الأنظمة المحلية بالتعاقد وفقا للفترة التي يضعها القائمون على المسابقة، ما يعني أن اللاعب بات حرا في الانتقال إلى ناد خليجي أو أميركي أو آسيوي على سبيل المثال، وحتى في أوروبا، فإن بعض الدول تمنح أنديتها استثناء في التعاقد مع اللاعبين الذين لا يرتبطون مع أي ناد.

بالتأكيد كان سيرغب توتنهام في بيع اللاعب والحصول على مردود مادي من بيعه، لكن الوضع الاقتصادي الراهن الذي تعيشه أندية المتوسطة القوة، لا يسمح لها بالمغامرة ماديا، وهو ما أدى لانتظار كثير من الأندية حتى الدقائق الأخيرة للتخلص من لاعبيها.