لم تغب شمس اللاعب الكويتي لسنوات عن الملاعب الخليجية، كما هو الحال في الوقت الراهن.
وعلى مدار عقود تألق نجوم الأزرق الكويتي السابقين والحاليين، في دوريات الخليج جميعها، واكتسبوا سمعة مميزة بإسهاماتهم القوية، بداية من بشار عبد الله، وجاسم الهويدي، وفرج لهيب، وبدر الشمري، مرورا ببدر المطوع، وأحمد عجب، ومساعد ندا، وحسين فاضل، وفهد العنزي، وفهد الرشيدي، وطلال نايف، وفهد الأنصاري، وصولا لسيف الحشان، وسلطان العنزي، وأحمد الظفيري.
وينحصر تفكير غالبية اللاعبين الكويتيين حاليا في الانتقالات الداخلية خاصة بين فرق القمة، بحثا عن التعويض المالي، وكذلك المعنوي، عطفا على القاعدة الجماهيرية لتلك الفرق.
ويستعرض كووورة أبرز المحطات في مسيرة اللاعبين الكويتين، في ملاعب الخليج، والأسباب التي جعلت الباب موصدا، لفترة طويلة، أمام مرورهم للدوريات القوية، لا سيما السعودي، والإماراتي، والقطري.
أبرز الوجوه
يعد الثنائي بشار عبد الله وجاسم الهويدي أصحاب التجارب الاحترافية الأبرز، وكان ذلك في أواخر التسعينيات، وأوائل القرن الجديد.
وتألق بشار عبد الله مع الهلال السعودي، والريان القطري، وسار على خطاه جاسم الهويدي مع الناديين أيضا.
كما نجح بدر المطوع في تقديم مستوى لافت مع النصر السعودي، وقطر القطري، وكادت أن تمد مسيرة المطوع مع العالمي السعودي، لولا ظروف خاصة بعمله، حالت دون ذلك.
وكان لصخرة الدفاع مساعد ندا حضورا مميزا بالدوري السعودي، من بوابة النصر والشباب، ثم العروبة. كما خاض ندا تجارب أخرى، أبرزها مع الريان القطري.
ولا يزال صاحب الـ 39 عاما مستمرا مع السالمية الكويتي، كلاعب محترف، بعد تجربة طويلة في القادسية.
وعلى الدرب نفسه سار نجم القادسية والمنتخب الكويتي حسين فاضل، ولعب للوحدة الاماراتي 3 مواسم، فتألق وترك بصمة جيدة.
ومن بوابة الاتحاد السعودي لفت فهد العنزي، أفضل لاعب في خليجي 20، الأنظار بشدة، إلا أنه عاد لنادي الكويت بعد موسم واحد، حيث توهج، وساعد الأبيض مع جيل مميز في احتكار أغلب البطولات.
كما تألق في الحزم السعودي، لاعب السالمية الحالي فهد الرشيدي، وقدم أداء باهرا في موسم 2007-2008، ثم عاد سريعا للسالمية.
وفي الدوري القطري توهج سلطان العنزي من بوابة الخور في موسم 2017-2018، ثم لعب للوكرة في الموسم التالي، لكن تجربته لم تستمر طويلا أيضا، وعاد للقادسية، ثم انتقل في الموسم قبل الماضي للعربي.

لعنة الإصابات
تخلى الحظ عن كثير من اللاعبين الكويتيين خلال الاحتراف، وطاردهم شبح الإصابات، أمثال فرج لهيب مع الاتفاق السعودي، وأحمد عجب وسيف الحشان مع الشباب السعودي، فلم تكتمل مسيرتهم، رغم موهبتهم الكبيرة.
ولم يكتب أيضا لتجربة أحمد الظفيري النجاح مع القادسية السعودي، وعاد سريعا للدوري الكويتي.
حالات خاصة
رغم تألق بدر الشمري محليا مع القادسية، وتوهجه مع منتخب الكويت، وجد أحد الهدافين التاريخيين للكرة الكويتية نفسه مجبرا على الانتقال للدوري البحريني، للحصول على الجنسية، كونه من مواليد الكويت، ولا يحمل جنسيتها.
ونجح الشمري في الحصول على مراده، إلا أن مسيرته الكروية تعثرت بشدة.
وعلى خطى الشمري سار محمد دحام لاعب النصر في الموسم الماضي، بعد أن وقع للخالدية البحريني، لكنه عاد سريعا، بعدما لمس صعوبة تحقيق الوعود التي تلقاها، وخوفا من أن يمر بتجربة مماثلة للشمري.
وقبل يومين تلقى لاعب التضامن الموهوب مشعل الشمري عرضا من نادي سترة البحريني، على أمل بلوغ الحلم الذي أخفق فيه كثير من اللاعبين مواليد الكويت.
احتراف وهمي
وللحصول على صك الحرية، وجد العديد من اللاعبين الكويتين في الخروج إلى "الاحتراف الوهمي" حلا سحريا.
وشهدت السنوات الماضية خروج مجموعات من اللاعبين، وسط تشريعات للحد من هذه الظاهرة، كان آخرها قرار الاتحاد الكويتي، بإلزام الأندية بإبرام عقود احترافية مع جميع اللاعبين الهواة.

غياب الشغف
كان جليا خلال السنوات الأخيرة، غياب رغبة أندية الخليج في ضم مواهب الكرة الكويتية.
وعن ذلك يقول مدرب النصر الكويتي، والفحيحيل السابق، ظاهر العدواني لكووورة إن "زيادة الحوافز داخل الأندية الكويتية، وإمكانية الحصول على ما يضاهي العقود الاحترافية، قلل من الرغبة عند اللاعب الكويتي، لخوض تحديات جديدة".
ولم ينكر العدواني أن غياب المنتخب الكويتي عن المحافل الدولية بالسنوات الأخيرة، يعد سببا لتراجع الاهتمام باللاعب الكويتي في دوريات الخليج الكبرى.وأضاف "غياب بعض المواصفات التي يجب أن تتوفر في اللاعب المحترف، كالقدرة على تحمل حياة المحترف الصعبة، التي تنحصر في التدريبات والمباريات فقط، من أسباب غياب العروض الخارجية لنجوم الكرة الكويتية".