تقرير كووورة: طائرة ديشامب تفقد جناحيها

بنى ديديه ديشامب، المدير الفني لمنتخب فرنسا، جدارا صلبا في كل خطوط الفريق، مما ساعده على التتويج بكأس العالم الأخيرة في روسيا.

كانت بداية الديوك في مونديال 2018 تسير بخطى بطيئة نسبيا في الدور الأول، إلا أن فلسفة ديشامب أثبت صلابتها وقوتها في مراحل الحسم بالأدوار الإقصائية.

قوام صلب

اعتمد المدير الفني لفرنسا خطة 4-2-3-1، وضمنت له الصعود إلى منصة التتويج دون خسارة في 7 مباريات بالفوز في 6 مقابل تعادل وحيد مع الدنمارك في لقاء تحصيل حاصل بنهاية الدور الأول.

تخطى ديشامب عقبات صعبة للغاية في كأس العالم، وتفوق على قوى كروية عريقة بحجم الأرجنتين وأوروجواي، وأحبط فرسي الرهان بلجيكا وكرواتيا.

وكانت أبرز ملامح قوة فرنسا في البطولة، القدرات المميزة للظهيرين لوكاس هرنانديز لاعب أتلتيكو مدريد يسارا، والواعد بنجامين بافارد لاعب شتوتجارت يمينا.

سجل بافارد أجمل أهداف كأس العالم، بينما كان لوكاس هرنانديز صخرة دفاعية قوية ومؤثر للغاية في الانطلاقات الهجومية.

إلا أن ديشامب بدأ يفقد قوة هذين السلاحين تدريجيا لأسباب فنية ومعنوية، كما لم يجد بدلاء بنفس الكفاءة.

ذراع معلول

تراجع مستوى بافارد كثيرا متأثرا بكبوة فريقه في الدوري الألماني، وتورطه في صراع الهروب من شبح الهبوط، وهو نفس ما يمر به بديله جبريل سيديبيه ظهير موناكو الذي يقبع فريقه في المركز 19 وقبل الأخير بجدول الدوري الفرنسي، إضافة إلى تعرضه لعدة إصابات عضلية في والركبة.

إلا أن المدير الفني لفرنسا لم يفقد الثقة في بافارد أو سيدبييه، ولم يلتفت للانتقادات الموجهة إليه، قائلا: "لا يهمني نتائج اللاعب مع فريقه، بل قدراته الفنية التي أعلمها جيدا".

جبهة شبه فارغة

لم يكن الحال أفضل كثيرا على الجهة اليسرى، حيث افتقدت كتيبة الديوك في معسكر الشهر الجاري خدمات لوكاس هرنانديز لإصابته، كما لم يستفد ديشامب من خدمات بديله بنجامين ميندي الذي يتألق مع مانشستر سيتي هذا الموسم، إلا أن الإصابات تلاحقه دائما قبل أيام قليلة من انطلاق أي معسكر.

يثق ديشامب كثيرا في قدرات ميندي، لدرجة أنه استعان به في القائمة التي خاضت كأس العالم بعد تعافيه من إصابته بقطع في الرباط الصليبي أبعدته طوال الموسم الماضي، ثم تعرض لاعب مانشستر سيتي لإصابة جديدة في الركبة استلزمت إجراء جراحة الأسبوع الماضي.

واضطر ديشامب للاستعانة بوجه جديد، هو فيرلان ميندي ظهير أيسر أولمبيك ليون، ليكون بديلا للاعب برشلونة السابق لوكاس ديني ظهير إيفرتون الإنجليزي الذي لم يكن على المستوى المأمول في المباراة الأخيرة التي خسرها الديوك أمام هولندا 0-2 يوم الجمعة الماضي في دوري الأمم الأوروبية.

وظهر المنتخب الفرنسي في هذا اللقاء وكأنه أشبه بطائرة انكسر جناحيها.. في ظل تعطل تام للجناحين كيليان مبابي وبليز ماتويدي، وبات لزاما على ديشامب إيجاد حل لهذه الأزمة التكتيكية، قبل الاستعداد لبروفة ودية قوية أمام أوروجواي، مساء الثلاثاء.