تقرير كووورة: صناعة النجوم الحلقة الغائبة عن آرسنال

يشتاق جمهور آرسنال لواحدة من السياسات الناجحة التي صنعت جزءا من تاريخ النادي، حيث اعتاد الفريق بقيادة المدرب الفرنسي السابق آرسين فينجر، على اكتشاف المواهب الواعدة وإشراكها في سن مبكرة.

لكننا هذه الأيام، لا نرى أي نتائج لهذه السياسة، وعندما نلقي نظرة على تشكيلة الفريق حاليا نجدها مليئة بلاعبين "جاهزين"، اشتراهم النادي من أندية أخرى خارج إنجلترا، مع تواجد محدود لـ"أبناء النادي".

والكوت وفابريجاس

ففي عام 2006، اشترى آرسنال خدمات المهاجم الصاعد حينها ثيو والكوت من ساوثهامبتون، حيث قضى معه أكثر من 11 عاما.

وساهم والكوت في فوز المدفعجية بكأس إنجلترا مرتين، ولولا الإصابات المتلاحقة التي تعرض لها، لتحول الجناح الذي يلعب حاليا في صفوف إيفرتون، إلى واحد من ألمع نجوم الكرة الإنجليزية.

وتفاخر آرسنال في عام 2003، بالتعاقد مع الدولي الإسباني السابق سيسك فابريجاس وهو في السادسة عشرة من عمره فقط، فتحول اللاعب إلى أيقونة في تاريخ النادي.

ويعتبر لاعب وسط وست هام يونايتد حاليا، جاك ويلشاير، من أبناء النادي في آرسنال، حيث تدرج في فئاته العمرية قبل أن يصل إلى الفريق الأول عام 2008.

ولفت ويلشاير الأنظار إليه بأداء مميز وناضج، ولقي إشادة واسعة باعتباره واحدا من نجوم المستقبل، لكن كثرة الإصابات حدت من ظهوره عبر السنوات الماضية، ليقرر آرسنال في النهاية الاستغناء عنه.

وفي سن الثامنة عشرة، انضم الويلزي آرون رامزي إلى آرسنال قادما من كارديف سيتي، وتعرض لإصابة خطيرة في بداية مشواره مع الفريق، قبل أن يتعافى منها ويصبح واحدا من الأعمد الرئيسية.

لكنه الآن قرر الانضمام إلى يوفنتوس بنهاية الموسم الحالي، لأنه لا يرى مستقبله مع الـ"جانرز" على المستوى البعيد.

سياسة مغايرة

وبالنظر إلى تشكيلة آرسنال حاليا، نجد لاعبا واحدا فقط من أبناء النادي هو أينسلي مايتلاند-نايلز، فيما انضم كارل جينكينسون إلى النادي وهو في الثامنة عشرة من عمره.

أما الإسباني هيكتور بيليرين، فقد انتقل إلى آرسنال وهو في السادسة عشرة من عمره قادما من برشلونة، وهو الوحيد من بين اللاعبين الثلاثة الذي يلعب بصورة منتظمة في التشكيلة الأساسية، علما بأنه مصاب حاليا.

أما بقية اللاعبين فهم من أصحاب الرواتب المرتفعة الذين أتوا للفريق من أندية معروفة مصطحبين معهم تجاربهم السابقة، لكن هذه السياسة لم تجد نفعا حتى الآن.

وقرر المدرب أوناي إيمري، في منتصف الموسم الحالي الاستغناء عن الموهبة الشابة إميلي سميث رو إلى لايبزيج الألماني، في وقت يبرز فيه ريز نيلسون المعار حاليا إلى هوفنهايم والذي أحرز 6 أهداف في 15 مباراة هذا الموسم بالدوري الألماني.

تجربة الشياطين

وفي الوقت ذاته، يراقب آرسنال أندية منافسة تنقش سياسته، على غرار مانشستر يونايتد الذي استفاد عبر المواسم الأربعة الماضية من لاعبين خدموا النادي عبر فئاته العمرية مثل جيسي لينجارد وماركوس راشفورد وسكوت ماكتوميناي.

وتبدو الفرصة سانحة لاتساع رقعة الصاعدين هذا الموسم مع صعود نجم تاهيث تشونج وأنخل جوميز ومايسون جرينوورد الذي بات أصغر لاعب يشارك في مباراة بدوري أبطال أوروبا بقميص مانشستر يونايتد.

ويتطلع مانشستر يونايتد لرؤية نتائج هذه السياسة عندما يلتقي آرسنال، يوم الأحد، في وقت سيعض فيه الفريق اللندني أصابعه ندما على التخلي عن أسلوب طالما حقق نجاحا لافتا.