Reutersقرع نجم المنتخب الإنجليزي هاري كين، جرس الإنذار بأدائه البائس أثناء هزيمة توتنهام أمام تشيلسي في الجولة الماضية من الدوري الإنجليزي الممتاز، ليتساءل المراقبون عما يحدث مع اللاعب الذي كان قريبا من الانتقال إلى مانشستر سيتي في فترة الانتقالات الصيفية الماضية.
يمكننا تفهم حقيقة أن كين تأثر هذا الموسم من منع مالك توتنهام دانيال ليفي بيع اللاعب إلى سيتي، لكن هناك أسبابا أخرى تقف وراء تدهور مستواه، أبرزها التعديلات التكتيكية التي يحاول المدرب الجديد نونو إسبريتو سانتو تطبيقها في الفريق.
اشتهر كين عبر مسيرته، بفترات قصيرة يصوم فيها عن التسجيل، قبل أن يفك صيامه سريعا، ويبدأ في هز الشباك بمختلف الطرق، وأبرز دليل على ذلك، مشواره في "يورو 2020" أو شهر أغسطس/آب الجاف الذي مر به قبل 3 سنوات.
يقع كين مجددا تحت هذا الضغط، بعدما خاض 4 مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز، دون أن يسجل هدفا واحدا، مع 3 تسديدات على المرمى من 4 محاولات خلال 288 دقيقة.
هذه المرة الأولى التي يفشل فيها كين بالتسجيل في أول 4 مباريات له في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ الموسم 2015/2016، وهو رقم مستهجن بالنسبة لمهاجم يعتبر على نطاق واسع من بين الأفضل في العالم.
سجل قائد إنجلترا 17 هدفًا أو أكثر في الدوري في كل المواسم السبع الأخيرة.
وفي الواقع، بدا أن كين وصل إلى ذروة مستواه، عندما فاز الموسم الماضي بجائزة هداف الدوري برصيد 23 هدفًا، وجدد اللاعب كذلك من طريقته في اللعب، وكان يتراجع بشكل متقطع في العمق كصانع ألعاب، ليحقق 14 تمريرة حاسمة في الدوري، ما يعني أنه ساهم في تسجيل 37 هدفًا في موسم واحد.
ضد تشيلسي، بدأ كين على الجهة اليسرى، ضمن طريقة اللعب 4-3-2-1 عند امتلاك الكرة، خلف سون هيونج مين. وبدا أن الأسلوب يؤتي ثماره خلال الشوط الأول، لكن تشيلسي سرعان ما فكك هذا النظام بعد الاستراحة. ومع تقدم تشيلسي 2-0، قرر نونو إعادة كين إلى مركز المهاجم الصريح، إلا أن شيئا لم يتغير.
ومال نونو إلى طريقة اللعب 4-3-3 خلال مبارياته الخمس في الدوري مع توتنهام، مع تركيز جلي الدعم من الجهة اليسرى، على حساب خط الوسط، وكين جزء لا يتجزأ من تلك الرؤية، حيث تشير خرائط حرارة اللاعبين على أرضية الملعب، إلى نشاط كين في الناحية اليسرى، وكأنه لاعب وسط متحفظ بالتقدم إلى الأمام، خصوصا وأنه يبدأ في الجري للأمام على بعد 40 يارده من المرمى.
الأمر الذي يعب تصديقه، هو قيام كين بلمس الكرة 10 مرات فقط في المباريات الأربع التي شارك فيها بالدوري، ولمعرفة أهمية هذا الرقم، يكفي إدراك أن هناك 76 لاعبًا تجاوزا هذا الرقم، وعلى سبيل المثال، سجل لاعب مانشستر سيتي رحيم سترلينج ما يقرب من ثلاثة أضعاف ذلك الرقم مع عدد دقائق أقل.
على الرغم من التمركز في العمق، يمرر كين أيضًا للخلف والطرفين أكثر من أي موسم سابق، ما يشير إلى أن لديه خيارات محدودة عند امتلاك الكرة.
نقل كين للكرة للأمام كان دائما مرتبطا بتوارد الخواطر مع سون، لكن علاقته مع الأخير لم تعد "فنيا" كما كانت في السابق، والسبب يعود إلى دور كين الجديد تحت قيادة نونو، إلى جانب عدم وجود لاعب وسط صاحب أفكار خلاقة في صناعة الألعاب، يمكنه منح الثنائي مزيدا من الحرية.
قد يعجبك أيضاً



