تقرير كووورة.. ثقة أرسنال سلاح جيسوس لإسكات المشككين

سرقت صفقة انتقال المهاجم البرازيلي جابرييل جيسوس من مانشستر سيتي إلى آرسنال، الأضواء في فترة الانتقالات الإنجليزية الصيفية الحالية، ودأب المراقبون على تكهن ما يمكن للاعب أن يقدمه في ستاد "الإمارات".

فاز جيسوس بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع مانشستر سيتي 4 مرات، ودائما ما كان يقدم مساهمة مهمة في ملعب "الاتحاد"، حيث سجل 95 هدفًا في 236 مباراة بجميع المسابقات مع سيتي، رغم أنه فشل فعليا في الحلول مكان الأرجنتيني سيرجيو أجويرو بالتشكيل الأساسي.

خلال المواسم الخمسة الماضية، لعب جيسوس 51% فقط من دقائق مباريات سيتي، لكن هذا لا ينتقص شيئا من حاسته التهديفية، وقدرته على التواجد في أي موقع بالخط الأمامي، وهو ما ظهر جليا خلال أحداث الموسم الماضي تحت قيادة المدرب الإسباني بيب جوارديولا.

سجل جيسوس هدفًا كل 160 دقيقة في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومن بين اللاعبين الذين سجلوا 15 مرة على الأقل في المسابقة منذ ذلك الحين، 6 فقط يتباهون بمعدل أهداف أفضل، هم أجويرو ومحمد صلاح وهاري كين وكريستيانو رونالدو وبيير إيمريك أوباميانج وجيمي فاردي.

هناك من يعتقد ان بإمكان جيسوس الوضول إلى معدلات أعلى، لكنه يفتقد لفرصة اللعب بانتظام، وأكثر من ثلث مباريات جيسوس في البريميرليج شارك فيها كبديل.

يتفوق جيسوس في نواحٍ عديدة، من حركته بدون الكرة وتعدد استخداماته، إلى الضغط العالي، لكنه لا يمكن الاعتماد عليه دائمًا عندما يتعلق الأمر بتحويل الفرص إلى أهداف، وتشير البيانات الأساسية إلى وجود أوجه قصور كبيرة للاعب البرازيلي أمام المرمى.

منذ ظهوره الأول مع سيتي قبل خمس سنوات ونصف، كان لدى جيسوس ثاني أكبر فارق سلبي بين الأهداف الفعلية المسجلة والأهداف المتوقعة في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يتقدمه في هذا السياق سوى كريستيان بينتيكي مهاجم كريستال بالاس.

ويميل أفضل القناصين إلى التفوق على أهدافهم المتوقعة، كما يتضح مع كين وسون هيونج مين سون، لكن أرقام إحصائيات "أوبتا"، تشير إلى أن جيسوس سجل ما يقرب من 12 هدفًا أقل مما ينبغي، وذلك في دراسة مبنية على جودة فرص التسجيل التي أتيحت له.

هناك الكثير ممن يجادلون بأن جيسوس يحتاج فقط إلى وقت لعب أكثر اتساقًا من أجل بناء "الثقة"، وإطلاق العنان لإمكاناته الحقيقية أمام المرمى، ورغم ذلك، يرى آخرون أن البيانات الأساسية هي دليل على أنه لا يمتلك الغرائز القاتلة المطلوبة للتميز حقًا باعتباره المهاجم الأول في فريق ينافس على القمة.

كان جوارديولا يقدّر جيسوس كثيرا، لكنه في الموسم الماضي، فضل استخدام اللاعب البالغ من العمر 25 عامًا كجناح مهاجم، حتى في وقت لم يملك فيه مهاجما صريحا في الأساس، وهي مشكلة تم حلها مؤخرا من خلال التعاقد مع إرلينج هالاند.

لكن من المحتمل أن ينظر آرسنال إلى جيسوس بشكل مختلف، والفشل في إثبات نفسه كمهاجم مركزي لمانشستر سيتي لا يعني أن ذلك سيحدث في مكان آخر، خصوصا إذا ما علمنا بأن سجله في الدوري الممتاز عند البدء أساسيا، أفضل بكثير من سجله كبديل.

ففي 99 مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز مع سيتي كأساسي، سجل 53 هدفًا وقدم 23 تمريرة حاسمة، وفي 60 مباراة كبديل، سجل خمسة أهداف فقط وصنع ستة أخرى.

من المهم أن نتذكر أيضًا أن جيسوس يقدم مساهمات أخرى، مثل ضغطه على حامل الكرة، الذي كان دائما ما يرسم البسمة على وجه بيب، ومن المؤكد أنه سيرسم البسمة نفسها على محيا مدربه الجديد ميكيل أرتيتا، الذي يفضل هذا الأسلوب.

لطالما اعتبر جوارديولا جيسوس جزءا لا يتجزأ من قدرة فريقه على خنق خصومه بالاستحواذ على الكرة، والذي بدوره يسمح لسيتي بالحفاظ على خط دفاعي عالٍ، وسيكون آرسنال حريصًا على الاستفادة من هذه الصفات أيضًا.

والأهم من ذلك كله، أن جيسوس بحاجة لمدرب يمنحه عدد دقائق أكبر، واللعب إلى جانب لاعبين مثل بوكايو ساكا وإيميل سميث رو وجابرييل مارتينيلي ومارتن أوديجارد، سيساعده على تحقيق الاستفادة الأقصى من قدراته.