
يثير اللاعب المغربي محمد بولديني (24 عاما) إعجابا شديدا في نادي أكاديميكا أحد أعرق فرق الدوري البرتغالي، وذلك بعد بدايته الموفقة إذ سجل 5 أهداف بين الدوري والكأس المحليتين.
ويمثل بولديني ظاهرة فريدة من نوعها بين اللاعبين المغاربة إذ لمع نجمه في سن صغيرة جدا فقرر مدرب الأسود السابق الزاكي بادو ضمه للمنتخب المغربي، بعمر 18 عاما قبل أن يصطدم لاحقا بعراقيل قلبت مشواره رأسا على عقب.
كووورة يرصد في التقرير التالي حالة محمد بولديني الذي تم تهميشه بنادي الرجاء وقراره بالانتقام ممن شككوا فيه، ليجد ضالته في أوروبا، حيث أعلنت ولادته من جديد في البرتغال.
موهبة من مشتل البرنوصي
أثار بولديني الانتباه في الدوري المغربي قبل7 مواسم بعدما تفجرت موهبته وهو في صفوف نادي الرشاد البرنوصي أشهر فرق المغربي إنتاجا للمواهب، التي عرف غالبيتهم طريق الشهرة عبر نادي الرجاء، ومثلوا منتخب المغرب لاحقا ومنهم من سافر إلى أوروبا، على غرار بوشعيب لمباركي ويوسف سفري وهشام اللويسي قائد الوداد السابق.
لم يصمد نادي البرنوصي طويلا أمام إغراءات فرق رغبت في ضم موهبته المتفجرة محمد بولديني، فرحل على خطى سابقيه إلى نادي الرجاء بعدما قدم له الرئيس السابق محمد بودريقة عرضا مغريا يومها.

البهجة الجديدة بالأسود
لم يلبث بولديني طويلا داخل الرجاء ليصبح وهو بعمر 19 عاما عنوانا بارزا تصدر وسائل الإعلام المغربية بسبب بنيته القوية ولياقته البدنية الهائلة، ومواصفات المحترف المتكامل التي حظي بها، إضافة إلى نجاحه بقوة في الانسجام مع أجواء الرجاء الذي كان يعج بالنجوم، في جيل حصل على وصافة مونديال الأندية خلف بايرن ميونخ.
وبعد مشاهدته في مباراة واحدة، قرر الزاكي ضم بولديني لمعسكر الأسود إذ قال في تصريح شهير لكووورة حينها: "أرى في بولديني مشروع أحمد بهجة جديد، سيكون لهذا اللاعب شأن داخل المنتخب المغربي، فهو خامة أكثر من رائعة تستحق الرعاية".
انقلاب أم استهداف؟
ما حدث بعدها مع محمد بولديني كان غريبا، فقد قرر اتحاد الكرة المغربي الاستغناء عن خدمات الزاكي الذي اكتشفه، وبقدوم هيرفي رينارد قرر الأخير استبعاد كافة الحرس القديم، وغالبية اختيارات الزاكي، ومن بينهم بولديني.
تأثر بولديني الذي كان طموحه كبيرا في تثبيت أقدامه والتألق مع منتخب الأسود، فقد استبعد أيضا من بطولة كأس أمم أفريقيا 2015، وانعكس ذلك على معنوياته، فقرر الرجاء تسريحه مرتين، إحداها كانت على سبيل الإعارة لنادي اتحاد طنجة، وهو ما لم يرق للاعب.
شعر بولديني أنه مستهدف بعد تغير الأجواء في الرجاء أيضا بقدوم إدارة جديدة، ومدرب آخر هو محمد فاخر، فطالب بتسوية ودية وأنهى ارتباطه بالفريق.
الانتقام في أرض البرتغال
قبل موسمين و دون أن ينتبه إليه أحد شد محمد بولديني الرحال صوب البرتغال رافضا عروضا قوية من فرق الجيش الملكي والوداد والكوكب يومها، ثم وقع لناد اسمه أوليفيرنيسي.
اختار بولديني هذه المحطة في عمر 22 عاما ليعرف لنفسه ونجح فعلا في جلب أنظار فرق أخرى كان أقواها عرض أكاديميكا الذي اشتهر بالتعاقد مع لاعبين مغاربة على مدار تاريخه.
مع أكاديميكا قدم محمد بولديني شهادة ميلاد جديدة، ليعرف بنفسه وهو يتوج بجائزة أفضل لاعب للشهر وبالفريق في أكثر من مرة بتسجيل 5 أهداف لغاية الآن.
وأمام العقم الهجومي للمنتخب المغربي وتواجد لاعبين اثنين فقط في مركز رأس الحربة هما: يوسف النصيري لاعب إشبيلية والمخضرم يوسف العربي لاعب أوليمبياكوس قرر وحيد خليلوزيتش المدير الفني لمنتخب المغرب متابعة بولديني قصد ضمه للمعسكر المقبل في مارس/ آذار كما علم كووورة من مصادر مقربة من الطاقم الفني للأسود.
ويصر بولديني على عدم العودة للدوري المغربي الذي لم يقدر قيمته وأن يصنع لنفسه اسما كبيرا في أوروبا.
بعد غيابه 6 سنوات كاملة عن الأنظار ربما يتلقى بولديني أثمن هدية، وهو الذي قال في تصريح شهير: "حلمي تمثيل المنتخب المغربي في تظاهرة كبيرة وأنا واثق أني سأكون معه في مونديال قطر إن شاء الله".




قد يعجبك أيضاً





