Reutersلم يتوقّع أكثر المتفائلين أن يصل المنتخب الإنجليزي إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم، لكنّه تجاوز كل التوقّعات وقدّم صورة مشرقة عن نفسه، أعادت الهيبة قليلا لمنتخب "الأسود الثلاثة" الذي مر بفترات تخبّط عديدة في السنوات الـ 20 الأخيرة.
قبل انطلاق البطولة، قال النقّاد إن رفع مستوى التفاؤل في معسكر المنتخب الإنجليزي سيعدّ أمرا مبالغا به، وكان لهؤلاء ما يبرّر ادّعاءاتهم، فبالنظر إلى صفوف الفريق، لا نجد لاعبين ارتقوا لمستوى النجومية، مثلما فعل أعضاء الجيل الذهبي للكرة الإنجليزية قبل 15 عاما وضم نجوما أمثال ديفيد بيكهام ومايكل أوين وستيفن جيرارد وفرانك لامبارد وجون تيري وغيرهم.
وباستثناء هاري كين، الذي لم يكمل بعد الخامسة والعشرين من عمره، لم يكن هناك لاعبون يشار إليهم بالبنان في منتخب إنجلترا قبل المونديال الروسي، ويدرك العارفين بخبايا الكرة الإنجليزية، أن مجموعة كبيرة من اللاعبين المنضمّين للفريق، لا يشاركون بصفة أساسية باستمرار مع فرقهم.
كان أمام مدرّب المنتخب الإنجليزي جاريث ساوثجيت خيارين، إمّا اللجوء إلى الحرس القديم الذي يتمتّع بالخبرة اللازمة للمشاركة على الصعيد الدولي، أو منح بعض اللاعبين الشبان فرصة إبراز قدراتهم في أكبر محفل كروي عالمي، واختار المدرّب في نهاية الأمر الخيار الثاني، وثبت لاحقا أنّه كان محقّا.
تخوّف النقاد من مشاركة لاعبين لا يقومون بأدوار مهمّة مع فرقهم، مثل جون ستونز الذي أجلسه بيب جوارديولا على دكّة البدلاء معظم فترات الموسم الماضي مع مانشستر سيتي بسبب أخطاء كارثية قام بها في المناسبات التي شارك فيها.
كما أن هناك أسماء لم تلعب كرة القدم على صعيد البريمييرليج إلّا منذ 4 أعوام رغم تقدّمهم قليلا في السن، مثل جايمي فاردي (31 عاما) وكيران تريبير (27 عاما) الذي كان أفضل لاعبي المنتخب الإنجليزي في المونديال برأي المراقبين.
نضيف إلى ذلك، صغر سن مجموعة أخرى من اللاعبين أمثال ماركوس راشفورد وترينت ألكسندر أرنولد، وتعرّض عدد آخر لإصابات متنوّعة أثّرت على تقدّم مسيرتهم الكروية مثل داني ويلبيك وفيل جونز.
لكن تجربة ساوثجيت أثبتت جدواها في نهاية الأمر، وقدّم اللاعبون أداء متميّزا طوال البطولة، والسؤال الذي يطرح نفسه حاليا، هل سيستفيد مدرّبو فرق البريميير ليج من هذه التجربة المثمرة؟
يطالب عشّاق مانشستر يونايتد، مدرب الفريق جوزيه مورينيو، بضرورة منح راشفورد الفرصة أكثر من الموسم الماضي، والبعض الآخر منهم لا يريدون من المدرب البرتغالي شراء لاعبين أصحاب قدرات هجومية فذّة في خط الوسط، كي لا تفتر موهبة جيسي لينجارد.
وربّما يعمد جوارديولا إلى الاستفادة من خدمات ستونز مجدّدا، في ظل المستوى المخيّب الذي ظهر به الأرجنتيني نيكولاس أوتامندي في النهائيات، كما تأكّدت صحّة خطوة مدرب ليفربول يورجن كلوب في الاستعانة بألكسندر أرنولد بالتشكيلة الأساسية، رغم أنه لم يلعب سوى مباراة واحدة في النهائيات.
هناك عبرة مهمّة تم استخلاصها من كأس العالم 2018، ألا وهي أن اللاعب الإنجليزي يستحق من مدرّبي الـ"بريمييرليج" الثقة والإيمان بقدراته، فهل نرى دورا أكبر لللاعب المحلّي مع الفرق المعروفة بالدوري الإنجليزي الممتاز، كما يفعل كين مع توتنهام؟ هذا ما ستجيب عليه الفترة القليلة المقبلة.
قد يعجبك أيضاً



