
جاءت القمة المصرية بين الأهلي والزمالك باهتة بكل المقاييس، وفضحت بدون الحاجة لأدلة أخرى أسباب التراجع الرهيب في الكرة المصرية مؤخرًا وتحديدًا في أداء ونتائج مستوى منتخب مصر.
مباراة القمة التي أقميت مساء الأحد الماضي حكمها التعادل بنتيجة 2-2، مع دقائق من الإثارة، في اللقاء المؤجل من الجولة الـ20 بمنافسات الدوري الممتاز.
قدم الفريقان مردودًا سيئًا وظهر لاعبو الأهلي والزمالك أشبه بالعواجيز الذين لا يستطيعون الركض داخل المستطيل الأخضر وهو ما جعل قطاع عريض من الجماهير يخرج عبر مواقع التواصل الاجتماعي يسخر من مستوى لاعبي الفريقين من جهة وينتقدهم من جهة أخرى.
أزمة المنتخب
جاءت مباراة القمة بعد أيام قليلة من النتائج المخيبة التي حققها منتخب مصر بالخسارة أمام إثيوبيا بنتيجة 0-2 في تصفيات أمم أفريقيا 2023 وأمام كوريا الجنوبية وديًا بنتيجة 1-4.
وأطاحت هذه النتائج السلبية بالجهاز الفني لمنتخب بقيادة إيهاب جلال ولكن الأزمة مازالت كامنة في المستوى الهزيل الذي يقدمه اللاعبون على مدار الأعوام الماضية.
"لم يعد منتخب مصر مرعبًا لمنافسيه لأن الدوري المصري بات ضعيفًا".. هكذا لخص علي أبوجريشة أسطورة الكرة المصرية المشهد في تصريحاته لـ"كووورة".
وأكد أن مستوى لقاء القمة يثبت تمامًا وجود تراجع كبير في أداء العديد من اللاعبين وعدم تناسب القيمة السوقية والرواتب السنوية لهؤلاء اللاعبين بما يقدمونه في المستطيل الأخضر.
تلاحم المواسم
يرجع الكثيرون أزمة الكرة المصرية في السنوات الأخيرة إلى تلاحم المواسم وعدم حصول اللاعبين على القدر الكافي من الراحة عقب نهاية كل موسم.
وتشير أصابع الاتهام إلى اللجنة الخماسية التي أدارت الاتحاد المصري سابقًا برئاسة عمرو الجنايني لإصرارها على استكمال الدوري في جائحة كورونا والذي انتهى في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2020 وقتها وأدى لاختلال مواعيد البطولة وضغط المباريات.
وقال سامي قمصان المدير الفني المؤقت للأهلي في تصريحات صحفية إن الكرة المصرية تدفع ثمن توالي وتلاحم المواسم دون راحة مؤكدًا أن ما يحدث أمر غير منطقي فلاعبو كرة القدم ليسوا آلات وهم بحاجة إلى قسط من الراحة بكل تأكيد.
وسبق أن تحدث البرتغالي جيسوالدو فيريرا المدير الفني للزمالك في تصريحات صحفية عن سوء إدارة بطولة الدوري المصري وضغط المباريات في بعض الأوقات.
قلة الاحتراف وارتفاع الأسعار
عندما تشاهد لاعبو الأهلي والزمالك وهما الناديان الأكبر في مصر يقدمون كرة قدم بهذه الرداءة ستصيبك الدهشة لأن مجموع لاعبي الفريقين تسويقيًا يتخطى 53 مليون يورو وهما الأعلى تسويقيًا في قارة أفريقيا.
ويحصل لاعبون في الناديين على رواتب سنوية تتخطى مليون دولار وهو ما يتجاوز رواتب بعض اللاعبين في دوريات أوروبية.
ولم يخرج من الزمالك أي لاعب مصري إلى أوروبا سوى مصطفى محمد إلى جالطة سراي التركي والحارس الصاعد أحمد نادر السيد إلى الدوري البرتغالي خلال آخر موسمين.
الأمر ذاته في الأهلي فاقتصر خروج اللاعبين على إعارة أحمد ريان ومحمود عبد المنعم كهربا لناديين بالدوري التركي وقبلها تجربتي رمضان صبحي وأحمد حجازي.
وقال أحمد حسام "ميدو" نجم توتنهام الإنجليزي السابق عبر تصريحات تليفزيونية سابقة إن اللاعب المصري يحصل على رواتب سنوية مرتفعة فلماذا يفكر في الخروج لأوروبا.
وأكد أن اللاعبين في مصر لا يتطورون بجانب أن الأندية المصرية مطالبة بمنح الفرصة بشكل أكبر للناشئين.
قد يعجبك أيضاً



