
مضى على البلجيكي فيتال بوركلمانز نحو عام كامل في قيادة منتخب الأردن، لكنه لم يستطع حتى الآن أن يضع بصمته على الأداء العام، لتبقى القناعة بمستوى النشامى غائبة.
وعطفا على أهمية الفوز الذي تحقق اليوم الخميس على تايوان (2-1) في مستهل مشواره بالتصفيات المشتركة، المؤهلة لكأس العالم 2022، وأمم آسيا 2023، إلا أن الأداء العام خالف توقعات المتابعين بصورة أثارت القلق، ولاسيما أن الأردن سيكون بعد ذلك مقبلا على خوض مواجهات قوية أمام الكويت وأستراليا.
وتصدر منتخب الكويت المجموعة الثانية بعد فوزه العريض على نيبال (7-0)، وبفارق الأهداف عن الأردن ولكل منهما 3 نقاط.
ويستعرض كووورة، أبرز الملاحظات التي يتوجب على المدرب واللاعبين الالتفات لها، إذا ما أرادوا فعلا الوصول لمونديال قطر، ونجملها بالتالي:
أسلوب ثابت
على امتداد شوطي المباراة، لم يغير منتخب الأردن أسلوبه الهجومي الذي خلا من أي مرونة تكتيكية.
واعتمد الأردن وبإصرار غريب على الجهة اليمنى في معظم أوقات المباراة، لتكون نافذته في تشكيل الخطورة على مرمى الخصم، دون أن يفكر في البحث عن حلول وخيارات أخرى.
ولم يحسن منتخب الأردن استثمار الفارق الواضح في الإمكانيات الفنية والبدنية التي صبت في صالح لاعبيه، وذلك يعود للأسلوب الثابت والمقروء الذي انتهجه بوركلمانز في المباراة وأدركه مدرب تايوان فتعامل معه جيدا، سواء بسد الجهة الفاعلة للأردن، عبر أكبر عدد من لاعبيه، أو بالضغط على حامل الكرة.
جماعية غائبة
افتقد منتخب الأردن للأداء الجماعي في المباراة، واكتفى بالاعتماد على ما يتمتع به لاعبوه من مهارات فردية، وهو ذات الحال الذي عانى منه في بطولة غرب آسيا الأخيرة، مما أفقده فرصة تحقيق فوز مريح اليوم.
وبالتأمل بالطريقة التي أحرز بها الأردن هدفيه، فإنها خلت من أي جمل تكتيكية مدروسة، فالهدف الأول جاء من رمية تماس نفذها شلباية باتجاه التعمري الذي تلاعب بالدفاع وسدد كرة زاحفة ارتدت من العارضة ليدي الحارس الذي لم يحسن التقاطها بالطريقة المثالية، فوضع بهاء فيصل قدمه على الكرة ودكها من على خط المرمى في الشباك.
أما الهدف الثاني فقد تحقق بفضل مهارات الفردية لأحمد العرسان، حيث توغل الأخير وأرسل كرة أبعدها حارس تايوان بطريقة خاطئة أمام المتحفز أحمد سمير الذي لم يتردد في تسديدها بقوة داخل المرمى.
اللعب بمهاجم واحد
كان الأولى على بوركلمانز، أن يضحي في الشوط الثاني بأحد لاعبي الارتكاز ويدخل مهاجما ثانيا ليلعب إلى جانب رأس الحربة الوحيد بهاء فيصل حتى يتسنى له فرض الكثافة العددية بصورة أكبر في مناطق الخطورة، ويوسع النتيجة، ففارق الأهداف مهم في حسبة التأهل، إلا أن ذلك لم يحدث.
ورغم أن أداء المنتخب الأردني شهد تراجعا ملحوظا في الشوط الثاني، إلا أن بوركلمانز لم يدفع بأي ورقة تطور من أداء الهجوم، وبدا مكتفيا بهدفيه، بينما جاءت تبديلاته اضطرارية في الدقائق الأخيرة (80، و87) بعدما سجل تايوان هدفه الوحيد، في حين لم يحرك ساكنا أمام فردية وأنانية بعض اللاعبين الذين ظهروا وكأنهم يلعبون لأسمائهم وليس لمصلحة المنتخب.
الأمطار تؤثر على الطرفين
رغم سوء الأحوال الجوية والأمطار التي هطلت بغزارة قبل المباراة، وأثرت نوعا ما على أرضية الملعب، لكن لا يمكن وضع ذلك كعذر للأداء الباهت للاعبي الأردن، ذلك أنهم خاضوا معسكرا في ماليزيا للتعود على مثل هذه الأجواء.
ومن غير المنطقي أن تكون الأرضية السيئة مبررا كافيا لغياب الجماعية وتطبيق بعض الجمل التكتيكية التي تزيد من قناعة المتابعين بالواقع الفني للنشامى، لاسيما أن هذا العامل أثر على الطرفين وليس على منتخب الأردن فقط.



