
تخلو الأندية الأردنية، من وجود لجان استشارية فنية، تقوم بدورها في وضع التصورات المدروسة لفرق كرة القدم، خاصة فيما يتعلق بتحديد الخيارات التدريبية التي تتناسب مع تطلعات الفرق، ويضمن المحافظة على استقراراها.
وتعاني فرق كرة القدم في كل موسم، من مغبة غياب الاستقرار الفني، بسبب استمرار الأخطاء في اختيار المدربين، وطريقة تعيينهم التي تكون قائمة أحيانًا على المزاجية أو لعلاقات طيبة ومصالح مشتركة تجمع المدرب بمجلس الإدارة، دون مراعاة لقدراته الفنية وما قد يقدمه للفريق من إضافة.
في الموسمين الماضيين، سجلت الأندية الأردينة رقمًا قياسيًا في عدد التعاقد مع المدربين، فمنها من تعاقد مع أربعة مدربين في الموسم الواحد.
هذا الحال يكشف حالة التخبط والمزاجية في اتخاذ القرارات، ومدى تراكم الأخطاء، والإصرار على استمرارها، دون وجود بوادر للتعلم من دروس الماضي.
الواقع الصعب فرض على كثير من الفرق أن تتذوق مرارة التراجع على صعيد الأداء والنتائج، لتصاب الجماهير بالإحباط، في الوقت الذي ازدادت فيه الضائقة المالية للأندية، فكثرة تغيير المدربين لها ثمن باهظ في عصر الاحتراف.
قبل بداية الموسم
وفي غمرة انشغال الفرق الأردنية حاليًا استعدادًا للموسم الجديد، فإن أكثر من نادٍ غيّر جهازه الفني.
وكان نادي ذات راس قد أعلن التعاقد مع المدرب العراقي علي جواد ليقود الفريق في الموسم الجديد، وانتظر قدومه للأردن لنحو عشرة أيام، لكن بعد تسلمه المهمة بأيام تم فسخ عقده والبحث عن مدير فني جديد، حيث تم التعاقد مع التونسي شاكر مفتاح.
وحسمت إدارة نادي الرمثا هوية الجهاز الفني مبكرًا بالتعاقد مع الجزائري مراد رحموني، إلا أن الأخير أصبح مهددًا بمغادرة موقعه، حيث تتجه النية للتعاقد مع المدرب الوطني بلال اللحام.
وتردد نادي الجزيرة كثيرًا في تحديد هوية المدير الفني قبل أن يقع الاختيار أخيرًا على السوري نزار محروس الذي باشر مهمته، إلا أن هذا التردد سيكون له تأثير سلبي على جاهزية لاعبي الفريق فنيًا وبدنيًا.
هذه المشاهد ترسخ حقيقة ما تعيشه الأندية الأردنية قبل بداية الموسم، والسؤال الذي يفرض نفسه حاليًا هو كيف سيكون الحال بعد بداية الموسم؟ وهل سنشاهد المزيد من الحكايات المؤلمة والمستمرة لتسريح المدربين؟



