EPAارتبط اسم المدرب المكسيكي، خافيير أجيري، في الأوساط الكروية المصرية بالفشل الذريع الذي واجهه الفراعنة تحت قيادته، في بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019.
وكان منتخب مصر قد ودع على أرضه منافسات الكان أمام جنوب إفريقيا (1-0)، في حضور أكثر من 80 ألف مشجع، ليرحل أجيري وسط موجة غضب جماهيرية غير عادية، وانتقادات أطاحت بمجلس إدارة اتحاد الكرة بالكامل، الذي كان يرأسه هاني أبو ريدة.
لكن بعد ما يقرب من عامين ونصف العام، عاد أجيري إلى الأضواء مجددا بقيادته مونتيري المكسيكي لبلوغ بطولة كأس العالم للأندية، التي تستضيفها الإمارات في العام المقبل.
ولم يكن تجاوز تجربة منتخب مصر أمرا سهلا، بالنسبة للمدرب صاحب الـ62 عاما، حيث ابتعد عن المجال التدريبي لأكثر من 5 شهور، قبل أن يعود للدوري الإسباني في مهمة انتحارية لإنقاذ ليجانيس.
وتسلم أجيري قيادة ليجانيس ورصيده يبلغ 5 نقاط فقط، بعد مرور 12 جولة من الليجا، لكن المدرب المكسيكي كافح حتى نهاية موسم 2019 – 2020.
وفقد ليجانيس مقعده في الليجا بفارق نقطة وحيدة عن سيلتا فيجو، بينما ودع كأس الملك بالخسارة أمام برشلونة بخماسية دون رد، في ثمن النهائي.
واضطر أجيري للعودة إلى المكسيك، بعد 10 أعوام كاملة من الابتعاد عن العمل هناك، ليحط الرحال هذه المرة في مونتيري، الذي قاده لاقتناص لقب دوري أبطال الكونكاكاف والظهور في مونديال الأندية للمرة الخامسة، بعد مشاركته في نسخ 2011 و2012 و2013 و2019.
أما أجيري فسيظهر لأول مرة في مونديال الأندية، بعدما شارك في كأس العالم 2002 و2010 مع منتخب المكسيك.
تجربة الفراعنة
وعلى طريقة "الفلاش باك"، سنجد أن أجيري مر خلال تجربته مع الفراعنة بنقطة فاصلة، وهي استضافة مصر لبطولة أمم إفريقيا، حيث صار الفريق بعدها مطالبا بشدة بالظفر بالكأس القارية، وهو الهدف الذي لم يكن موضوعًا من قبل.
وكان الهدف المحدد قبلها للمدرب المكسيكي هو تكوين فريق جديد، وتقديم كرة هجومية مميزة، الأمر الذي جعله يدفع بعناصر واعدة لتجديد الدماء، مثل محمد حمدي ومحمد محمود ومحمد صادق وصلاح محسن ومحمد هاني وإسلام جابر وطاهر محمد وأحمد أيمن منصور ومصطفى محمد وعبد الرحمن مجدي.
وحقق منتخب مصر انتصارات عريضة في مشوار تصفيات الكان، بالفوز على النيجر بسداسية نظيفة، والتغلب على سوازيلاند برباعية، بالإضافة لإلحاق الهزيمة بتونس (3-2).
لكن الصدمة جاءت في بطولة أمم إفريقيا، بعدما غير أجيري سياسته واستدعى بعض العناصر بداعي امتلاكها الخبرات، وتجاهل بعض اللاعبين الواعدين في المقابل، مستجيبا لضغوط مسؤولي اتحاد الكرة.
وهذا بخلاف بعض مشاكل اللاعبين التي ألقت بظلالها على المنتخب، وعلى رأسها أزمة عمرو وردة الشهيرة.
وفي هذا الصدد، قال كرم كردي، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق، في تصريحات خاصة لـ"كووورة"، اليوم الجمعة، إن أجيري لم يكن فاشلا كما روج البعض، لكن تغير أهداف المنتخب المصري أثر على اختياراته في بطولة أمم إفريقيا، ووضعه تحت ضغط كبير.
وتابع كردي: "أجيري ليس مدربا صغيرا، بل عمل مع منتخبات وأندية مميزة، وظهر في بطولات كبرى".



