
تحدو الآمال جماهير اتحاد جدة قبل انطلاقة كل موسم جديد، لتقديم موسم قوي يستعيد فيه الفريق هيمنته على الصعيدين المحلي والآسيوي.
واكتفى الاتحاد بالموسم الأخير بتحقيق لقب كأس ولي العهد، على حساب النصر، فيما حلّ رابعًا بترتيب دوري جميل، وودَّع كأس خادم الحرمين الشريفين من دور الـ32 أمام الطائي.
وكشف الموسم الماضي حاجة الاتحاد لدعم صفوفه في عدة مراكز، من أجل سد الثغرات الواضحة في قائمته، إلا أن ذلك لم يتم بسبب عقوبة حرمان النادي من التعاقدات لفترتين، على خلفية شكاوى لاعبيه السابقين.
ولجأت إدارة العميد الجديدة برئاسة أنمار الحائلي لحل جزئي لهذه الأزمة، من خلال تصعيد اللاعبين الشبان من أبناء النادي، بالإضافة إلى تجديد عقود ركائز الفريق.
ونوضح في التقرير التالي أزمات الفريق الاتحادي، والحلول المتوفرة للمدرب التشيلي سييرا من أجل حلها:
الدفاع
تلقى الاتحاد عددًا كبيرًا من الأهداف خلال الموسم الماضي من الدوري، بلغ 37 هدفًا في 26 مباراة، وهي حصيلة سيئة بالنظر إلى أن الشباب، صاحب المركز السادس، استقبل 32 هدفًا.
ورغم وجود لاعبين دوليين مثل ياسين حمزة، وأحمد عسيري، وبدر النخلي بدا دفاع الاتحاد ليس على ما يرام، خاصة بالمواجهات الثقيلة، مثل ديربي جدة أمام الأهلي بالدور الثاني، حين تلقى 4 أهداف.
إدارة أنمار حاولت مساعدة سييرا، بالتوقيع مع مدافع الفريق الأوليمبي بالنادي عون البيشي، كما تلقَّى المدرب نبأ جيدًا باكتمال شفاء زياد المولد، الذي قضى الموسم الماضي مصابًا.
لكنَّ جماهير الاتحاد ما زالت تتخوَّف من مستوى دفاع الفريق، خاصة بعد هزيمته أمام الإسماعيلي المصري بدورة تبوك، حين تلقت شباك فواز القرني 3 أهداف، في ظل مشاركة حمزة، والنخلي كقلبي دفاع.
ووصف الدكتور مدني رحيمي عضو شرف نادي الاتحاد والمحلل الفني، الفريق بأنَّه يعيش فوضى دفاعية، مطالبًا سييرا، بالاعتماد على العناصر الواعدة بالدفاع بداعي أفضليتها عمن شارك في اللقاء.
الظهير الأيسر
كشفت مباراة الإسماعيلي، عن وجود قصور في أداء القائد عدنان فلاتة الظهير الأيسر للاتحاد، على المستويين الهجومي، والدفاعي.
أرقام فلاتة الموسم الماضي كانت مميزة، حيث سجّل 3 أهداف، وصنع 5، في 19 مباراة بدوري جميل، لكن هناك رقم يحلل أزمة اللاعب الحقيقية.
فلاتة أكمل 15 مباراة فقط بالدوري منذ بدايتها وحتى نهايتها، بمجموع 1649 دقيقة، ما يوضح انخفاض المخزون اللياقي للاعب الذي سيتم بعد شهرين عامه الـ34، وهو عمر ليس مثاليًا بالنسبة لظهير جنب.
وخلال الموسم الماضي، لم يحظ بديل فلاتة، ماجد الخيبري، بثقة سييرا أبدًا، حيث منحه مشاركتين فقط في الدوري، واحدة منها كبديل، بمجموع 87 دقيقة، قبل أن يتركه للاتفاق هذا الصيف، تاركًا فلاتة بدون بديل.
التحرك جاء من إدارة الاتحاد بتوقيع عقد مؤخرًا مع الصاعد محمد ريمان، الذي تطالب الجماهير الاتحادية بمنحه الفرصة بشكل أكبر، والكرة الآن في يد سييرا.
الظهير الأيمن
يُعاني الاتحاد من مشكلة حقيقية بمركز الظهير الأيمن، وهي إن لم تكن دفاعية صريحة فإنّ القصور الهجومي بهذه الجبهة واضح للجميع.
اعتمد الاتحاد الموسم الماضي على عوض خريص، وعمر المزيعل في مركز الظهير الأيمن؛ حيث شارك الأول في 17 مباراة بالدوري، منها 10 كأساسي، فيما لعب الثاني 19 مباراة، منها 15 كأساسي.
الإحصائية التي قد تكون مفاجئة للبعض، أن خريص لم يصنع أو يسجل أي هدف، فيما اكتفى المزيعل بتقديم لمسة حاسمة وحيدة، طوال الدوري، وهو رقم كارثي بكل تأكيد بالنسبة لمركز ظهير الجنب.
ووقَّعت إدارة النادي مع الظهير الأيمن الشاب طارق عبد الله، الذي كان يلعب في البداية كصانع ألعاب، وربما نراه أساسيًا في الموسم الجديد، بعد أن استمر المزيعل في تقديم نفس أدائه المتواضع خلال مواجهة الإسماعيلي.
رأس الحربة
من أكبر المشكلات التي تُواجه الفريق، مركز رأس الحربة، الذي يُعد أحد مسببات الصداع في رأس سييرا.
وخلال الموسم الماضي، كان التونسي أحمد العكايشي، هو المهاجم الأساسي للفريق، وقدم أداءً لا بأس به، حيث سجل 9 أهداف، وصنع 6 في 18 مشاركة بدوري جميل.
المعضلة كانت تظهر حين يغيب التونسي، فينظر سييرا بجواره على مقاعد البدلاء، فلا يجد من يسد الحاجة، فلا ربيع سفياني، وأحمد العوفي يملكان مواصفات مهاجم فريق بحجم الاتحاد، فيما بات فهد المولد، وعبد الرحمن الغامدي مكلفين بأدوار أخرى بعيدًا عن التمركز وسط المدافعين في منطقة الـ18.
ويُنتظر أن تتفاقم هذه الأزمة خلال المرحلة الأولى من الموسم الجديد، بعد أن تعرض العكايشي لإصابة سيغيب على إثرها شهرًا، ما يفرض على سييرا سرعة التحرك لمواجهة هذا الأمر.
خلال مواجهة الإسماعيلي في دورة تبوك، دفع سييرا بسفياني، وسجل هدفًا لا يحرزه سوى رأس حربة، من خلال التمركز بين المدافعين وتوجيه الكرة بالرأس، لكن هل سيكون هذا الهدف كافيًا لأن تضع جماهير الاتحاد ثقتها في لاعب الفتح السابق، كمهاجم أساسي، في الفريق؟.
ويستطيع سييرا الآن اللجوء إلى ثمار الفئات السنية في الاتحاد مجددًا، سواء معن الحذيفي أو عمر عاصم، أما الخيار الثالث أمامه فيتمثل في إعادة عبد الرحمن الغامدي لمركز رأس الحربة، إذا تخلص من إصابته الحالية.
قد يعجبك أيضاً



