إعلان
إعلان

تحليل.. سذاجة كونسيساو تضع الاتحاد تحت أنياب الدحيل

كووورة
24 نوفمبر 202514:45
FBL-ITA-CUP-MILAN-BOLOGNAGetty Images

سقط اتحاد جدة في فخ الدحيل القطري، بنتيجة (2-4) خلال المباراة التي جمعت الطرفين، مساء اليوم الإثنين، ضمن منافسات الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.

وبهذه النتيجة، تجمد رصيد "العميد" عند 6 نقاط في المركز السابع بجدول ترتيب مجموعة غرب آسيا، فيما وصل الفريق القطري للنقطة السابعة وتقدم إلى المركز السادس.

وهناك العديد من الأمور الفنية والتكتيكية التي أدت لخسارة الاتحاد في مباراة الليلة، يأتي على رأسها فشل المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو في قراءة متغيرات اللقاء والتعامل معها على النحو الصحيح.

طريقة خاطئة

اختيار المدرب كونسيساو للاعتماد على دفاع متقدم مع محاولة الاستحواذ في مناطق الخصم كان مخاطرة كبيرة في مباراة تُلزم الفريق بالحذر.

 الاتحاد لم يكن مهيأً من الناحية التكتيكية ولا البدنية لتطبيق هذا الأسلوب، فالضغط العالي يتطلب فريقًا منضبطًا قادرًا على الارتداد السريع، وهذا لم يكن موجودًا. لقد ترك الفريق مساحات هائلة خلف ظهيري الجنب وعمق الدفاع، ومع بطء الارتداد، تحوّلت تلك المساحات إلى منفذ سهل ومباشر للدحيل.

 عاند كونسيساو وأصر على البناء من الخلف رغم ضغط الدحيل الذكي، ما تسبب في فقدان كرات قاتلة سمحت للمنافس بشن هجمات منظمة، حيث بدا الاتحاد وكأنه يلعب بأسلوب لا يناسب لاعبيه ولا ظروف المباراة.

أما أكبر الأخطاء الفنية التي تحسب على المدرب كانت استبعاد محمدو دومبيا من التشكيل الأساسي، وهو اللاعب الوحيد القادر على منح الفريق توازنًا دفاعيًا في وسط الملعب.

ومع دخول دومبيا بعد تلقي الأهداف الثلاثة الأولى، تحسن شكل الاتحاد نسبيًا، وصنع اللاعب ثقلًا بدنيًا واضحًا وساهم مباشرة في هدفي الفريق.

 هذا التغيير المتأخر كشف سوء قراءة المدرب للمباراة، وعدم فهمه لطبيعة المنافس أو احتياجات فريقه داخل الملعب.

خطوط مفككة

الاتحاد ظهر مفككًا، من دون رابط بين خطوطه. المسافة بين الدفاع والوسط كانت كبيرة، والوسط نفسه لم ينجح في تنفيذ أي ضغط كما لم يكن قادرا على استرجاع الكرة.

 كل كرة مفقودة كانت تتحول مباشرة إلى هجمة خاطفة على مرمى حارس الاتحاد، الصربي بريدراج رايكوفيتش، دون أن يجد لاعب واحد من "العميد" نفسه في موقع يسمح له بالتصدي لها. أما خط الوسط فلم يقدم أي حماية على المستوى الدفاعي، ولم يساعد خط الهجوم في البناء، في حين كان الهجوم في عزلة تاة، نتيجة غياب التنظيم والتدرج الصحيح في التحضير.

 هذا الابتعاد بين الخطوط جعل الاتحاد يبدو كأنه يلعب على مسافات طويلة، وهي أسوأ بيئة يمكن أن يظهر فيها الفريق في ظل حالته البدنية الحالية.

مساحات شاسعة

المشهد الأكثر وضوحًا في المباراة كان تلك المساحات التي ظهرت في ظهر دفاع الاتحاد، وهي مساحات شاسعة بمعنى الكلمة، أعطت للدحيل رفاهية التحرك والتمرير والانطلاق نحو المرمى في كل هجمة مرتدة.

من ناحية أخرى، لم يواجه لاعبو الدحيل أي ضغط حقيقي أثناء التحولات، بل كانوا يتحركون بحرية وكأنهم في تمرين وليس مباراة قارية أمام منافس عريق.

عادل بولبينة تحديدًا كان اللاعب الأخطر، استغل تلك المساحات بسرعاته وقدرته على التحرك العمودي، وسجل هاتريك بسهولة كبيرة.

 تحركاته جاءت دائمًا بين قلبي الدفاع وخلف أظهرة الاتحاد، ومع غياب الرقابة وضعف التمركز، تحولت كل كرة في ظهر الخط الخلفي إلى فرصة محققة.

انهيار بدني وهجومي

الاتحاد بدا منهكًا، خسر معظم الصراعات الثنائية، ولم ينجح في الارتداد الدفاعي بالشكل المناسب، فيما تفوق الدحيل في اللياقة والضغط، بينما اكتفى العميد بمحاولات فردية دون أي تنظيم جماعي.

اللافت أن كونسيساو لم يتدخل لتغيير النسق رغم وضوح الخلل، استمر الفريق بالطريقة نفسها وكأنه ينتظر انتهاء المباراة لا إصلاح أخطائه خلالها، فهذا الجمود التكتيكي فاقم المشكلة ومنح الدحيل فرصة لإدارة المباراة براحة تامة.

ووسط تلك الحالة السيئة للفريق لم يكن هجوم الاتحاد استثناء، يتماهى مع ضعف كل الخطوط، وعانى بشدة، ليس بسبب قلة الكرات فقط بل بسبب سوء التمركز والافتقاد للهوية الهجومية، فالثلاثي الأمامي لم يقدم ما يشير إلى وجود منظومة هجومية واضحة.

بيرجوين تحديدًا كان خارج المباراة، فقد الكثير من الكرات، لم ينجح في المراوغات، ولم يقترب حتى من مناطق الخطورة.

ولم يقدم الاتحاد بأي فرصة حقيقية تقريبًا من جملة منظمة، باستثناء كرة الهدف الأول عندما تحرك ديابي بذكاء ومرر لبنزيما الذي سجل بتسديدة رائعة.

غير ذلك، لم يكن هناك أي ضغط هجومي أو قدرة على صناعة الفرص، ما جعل دفاع الدحيل يلعب بأريحية كبيرة طوال المباراة.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان