-web.jpg?quality=60&auto=webp&format=pjpg&width=1400)
لخصت مقولة الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر "في كرة القدم كل شئ معقد مادام هناك خصم"، ما حدث في مباراة الأهلي والاتحاد السكندري، اليوم الثلاثاء، ببطولة الدوري المصري لكرة القدم.
وفاز الفريق الأحمر بثنائية في الوقت القاتل بعد الدقيقة 90، على مضيفه السكندري، وهو انتصار ذات فوائد عدة، حيث اعتلى به الأهلي صدارة الترتيب مؤقتاً.
وعاشت الجماهير الحمراء، بهذا الفوز ليلة سعيدة بأحلام قهر طموحات منافسيه الزمالك وبيراميدز، لحسم الصراع الشرس على اللقب هذا الموسم، وثالثاً منح الفريق دفعة قوية قبل لقاء صن داونز بدوري أبطال إفريقيا، السبت المقبل.
مقولة سارتر تلخص السبب الحقيقي لفوز الأهلي على الاتحاد في الدقائق الأخيرة، إذ تمسك لاعبو الأهلي بهدفهم وهو حصد النقاط الثلاث لآخر لحظة في المباراة.
بينما اختار حلمي طولان المدير الفني للاتحاد الانسحاب من ملعب برج العرب، بنقطة التعادل، من خلال تغييرات خاطئة وهي هدية لم يرفضها الفارس الأحمر قبل النهاية بأقل من 8 دقائق.
ويعرض كووورة في التحليل التالي، زوايا الفوز الأهلاوي القاتل الذي أعاد مشاهد روح الفانلة الحمراء والأهداف القاتلة:
هدية طولان
تعامل حلمي طولان المدير الفني لفريق الاتحاد مع المباراة بخبراته الطويلة ورسم سيناريو نجح به من قبل في مباراة الدور الأول أمام الأهلي، وفاز بها بنتيجة (4-3)، وأيضًا أحرج به الزمالك في مواجهة البطولة العربية وفاز بهدف نظيف، وحتى في الدور الثاني للدوري قدم عرضًا جيدًا.
طولان لعب بطريقته المفضلة (4-3-3) وركز أفكاره على الساتر الثلاثي في وسط الملعب الذي يعتمد على خبرة نور السيد في الاستحواذ والتمرير الدقيق، مع مجهود وافر من أحمد نبيل "مانجا" لإيقاف أي انطلاقات من التونسي علي معلول.
وساند خالد الغندور الجبهة اليسرى بالاتحاد مع ظهور مميز للجناح عمار حمدي بحرية تكتيكية، بينما كان دور الغيني توني سيلفا محددًا، بالحد من خطورة معلول في المساحات خلفه وتحديد انطلاقاته.
ما فعله طولان على مدار 63 دقيقة، أفسده بتغييرات غريبة بدأت بمشاركة الإيفواري رزاق سيسيه والذي يجيد كجناح أيسر ولكن خروج سيلفا منح معلول بعض الحرية في التقدم خاصة أن عمار حمدي فقد ميزته وهي الانطلاق واستغلال مهارته من عمق الملعب وعنصر المفاجأة في تحركاته.
واكتفى طولان بدور المتفرج أمام تغييرات نظيره الأوروجوياني مارتن لاسارتي، المدير الفني للأهلي، التكتيكية ليتذكر أوراقه البديلة في الدقيقة 82 بتغيير أشبه بالهدية للأهلي عن طريق نزول كريم الديب وتغيير طريقة اللعب إلى (4-4-2).
وتحول تشكيل الاتحاد ليكون شبيهاً بطريقة لاسارتي في الدقائق الأخيرة بعد أن سحب طولان، اللاعب الذي يجيد الاحتفاظ بالكرة ونقل الفريق للأمام وهو عمار حمدي.
وجاء تغيير محمد ناجي في الدقيقة 90 بلا معنى أو هدف حيث كان يحتفظ به طولان لإضاعة الوقت وهي مهمة كان يقوم بها الهاني سليمان في بعض الفترات، إلا أن الحكم جهاد جريشة أدرك الأمر وقام بإنذار الحارس الشهير بإضاعة الوقت.
مغامرة لاسارتي
واصل المدرب الأوروجوياني لاسارتي مغامرة على أكثر من مستوى أولها التغييرات الواسعة في مباراة مهمة في سباق الدوري وصلت لـ7 تغييرات دفعة واحدة في التشكيلة بسبب سياسة التدوير.
رهان لاسارتي على الأنجولي جيرالدو يبدو إيجابياً بعدما كان صاحب التمريرة العرضية التي صنعت هدف التعادل من تسديدة معلول بخلاف مغامرته بتغيير طريقة اللعب أكثر من مرة لإرباك حسابات الاتحاد.
وبدأ لاسارتي بطريقة (4-2-3-)1 ثم التحول لطريقة (4-3-3) سريعاً باتجاه ناصر ماهر نحو اليسار قليلاً ونيدفيد نحو اليمين ثم اللعب بطريقة (4-4-2)، وتحرير صالح جمعة في وسط الملعب ليحاصر الأهلي الاتحاد في الدقائق الأخيرة بمغامرة لاسارتي التي ساعد على نجاحها بلا شك تغييرات طولان.



