EPAأعاد ليفربول إلى الأذهان، المستويات الرفيعة التي قدمها على مدار المواسم الثلاثة الماضية، عندما حقق فوزا ثمينا في عقر دار مانشستر يونايتد بنتيجة 4-2 مساء الخميس، في مباراة مؤجلة بالدوري الإنجليزي الممتاز.
ورغم أن ليفربول لم يمتلك أفضلية واضحة خلال اللقاء، إلا أنه استعاد جزءا من عافيته، من خلال أداء سلس في الناحية الهجومية، وتماسك دفاعي في الأوقات المهمة، على الرغم من افتقاد الفريق 4 مدافعين بسبب الإصابة.
وتمكن ليفربول من تطبيق أسلوبه المعتاد في استغلال المساحات أمام المهاجمين والوصول إلى مرمى المنافس بأسرع الطرق، كما استفاد نجمه البرازيلي روبرتو فيرمينو، ليقدم أداء مميزا سجل من خلاله هدفين، ليضع حدا للانتقادات الموجهة إليه، ولو بشكل مؤقت.
كان متوقعا أن يلعب ليفربول بالتشكيلة التي بدأ بها المباراة، لا سيما في الخط الخلفي الذي لعب فيه ريس ويليامز إلى جانب ناثانيل فيليبس، بإسناد من الظهيرين ترينت ألكسندر-أرنولد وأندي روبرتسون، ضمن طريقة اللعب المعتادة 4-3-3.
في خط الوسط، أدى البرازيلي فابينيو دور لاعب الارتكاز، فيما تحرك أمامه كل من جورجينيو فينالدوم وتياجو ألكانتارا، خلف ثلاثي الهجوم المكون من محمد صلاح وديوجو جوتا وفيرمينو، علما بأن ساديو ماني جلس على مقاعد البدلاء، قبل أن يشارك في الشوط الثاني.
من الأمور اللافتة في طريقة لعب ليفربول، الاعتماد المكثف على الجهة اليمنى في تشكيل الهجمات، بقيادة ألكسندر-أرنولد الذي أراد إثبات نقطة أمام مدرب المنتخب الإنجليزي جاريث ساوثجيت المتواجد بالمدرجات، فكان الظهير الإنجليزي الشاب واحدا من نجوم اللقاء، في وقت التزم فيه روبرتسون بمهام دفاعية أكثر منها هجومية.
وكان لافتا أيضا، تفاوت أداء الخط الدفاعي، فبدا فيليبس تحديدا متوترا بعض الشيء، ليسجل هدفا في مرمى فريقه، لكنه لم يسمح لليأس بأن يتسرب داخله، لا سيما وأنه يدرك جديا أنه القائد الفعلي للخط الخلفي.
وكان يدرك خط الوسط أنه لا يملك القدرات المطلوبة أو الكثافة العددية اللازمة للسيطرة على منطقة المناورة، لكنه كان حلقة واصل بين الدفاع والهجوم، الذي كان أنشط خطوط الفريق لسببين، الأول يكمن في ممارسته الضغط العالي، والثاني يتمثل في عودة المهاجمين للوراء كثيرا من أجل استلام الكرة، أو البدء بهجمات سريعة منظمة، مع استغلال المساحات الشاسعة التي سنحت أمامهم.
في الناحية المقابلة، لجأ مدرب مانشستر يونايتد أولي جونار سولسكاير، إلى طريقة اللعب 4-2-3-1، وشارك بتشكيلة شبه مثالية، لم يغب عنها سوى المدافع المصاب هاري ماجواير الذي لعب بدلا منه العاجي إريك بايلي.
وقف بايلي إلى جانب السويدي فيكتور لينديلوف في عمق الخط الخلفي، بإسناد من الظهيرين بيساكا لوك شاو، وتواجد الثنائي فريد وسكوت ماكتوميناي في وسط الملعب، فيما تحرك الثلاثي بول بوجبا وبرونو فرنانديز وماركوس راشفورد، خلف المهاجم الصريح إدينسون كافاني.
تأثر يونايتد كثيرا بغياب ماجواير، في ظل عدم وجود تجانس بين بايلي ولينديلوف، فكانت المساحات بينهما كبيرة، ولم يكن معروفا من سيقوم
بمراقبة فيرمينو الذي تحرك بأريحية داخل منطقة الجزاء وحولها.
نقطة أخرى شابت أداء مانشستر يونايتد، وهي كثرة فقدان الكرة في منتصف الملعب من قبل فريد وماكتوميناي، فيما كان بوجبا صيدا سهلا في المواجهات الثنائية، وهو ما ظهر جليا في أكثر من لقطة بالشوط الثاني.
ويتبقى الحديث عن الجانب الهجومي، حيث مارس مانشستر يونايتد ضغطا شديدا على دفاع ليفربول في الشوط الأول، وهو ما أربك فيليبس وويليامز، لكن كافاني لم يحصل على الكرة كثيرا داخل المنطقة، في ظل انشغال برونو بالتسديد، وتركيز راشفورد على شق طريقه في الناحية اليسرى.
ولا يمكن القول إن برنامج المباريات المزدحم أضر بمانشستر يونايتد، لأن الفريق لعب المباراة السابقة أمام ليستر سيتي قبل 50 ساعة، بتشكيلة مختلفة تماما، لكن من الواضح أن غياب الحافز بعد ضمان التأهل إلى دوري الأبطال، جعل الفريق أقل فعالية وتركيزا.
قد يعجبك أيضاً



