
قدم رامون دياز، المدير الفني لفريق بيراميدز، مواجهة فنية من خارج الخطوط على أعلى مستوى ونجح في التفوق على غريمه كريستيان جروس المدير الفني للزمالك، في موقعة من العيار الثقيل بين الثنائي الأجنبي، شهدها الدوري المصري.
وسقط الزمالك في فخ الهزيمة أمام مضيفه بيراميدز بهدف نظيف، في اللقاء الذي جمعهما، اليوم الثلاثاء، على ملعب الدفاع الجوي، والمؤجل من الجولة الـ26 بالدوري المصري الممتاز.
الأرجنتيني دياز عرف من أين تؤكل الكتف، ونجح في تحقيق الفوز من أقصر الطرق، مستغلًا نقاط ضعف الزمالك، وقلة حيلة مدربه.
في المقابل، كان رد فعل جروس ضعيفًا معظم أوقات اللقاء، ولم تشفع تغييراته في تعديل وضعية فريقه المتأخر أمام المنافس، خاصة في ظل معاناة الأبيض من غياب العقل المفكر التونسي فرجاني ساسي.
طريقة اللعب
بدأ دياز بطريقته المعتادة في المباريات الأخيرة 4-2-3-1، بالاعتماد على الرباعي الدفاعي، عمر الميداني وعلي جبر وعمر جابر ورجب بكار، وفي وسط الملعب نبيل دونجا وتراوري، أمامهم الثلاثي عبد الله السعيد وكينو ومحمد فاروق، خلف رأس الحربة عمر خريبين.
وبطريقة لعب مشابهة، لعب جروس اللقاء 4-2-3-1، معتمدًا على الرباعي الدفاعي حمدي النقاز وعبد الله جمعة ومحمود حمدي "الونش" ومحمود علاء، وفي وسط الملعب طارق حامد ومحمد إبراهيم، خلف الثلاثي يوسف "أوباما" وأحمد سيد "زيزو"، وإبراهيم حسن، وفي الأمام مهاجم وحيد عمر السعيد.
لكن الأهم من الطريقة كان ضرورة تنفيذها على أرض الملك بالشكل الذي يؤدي لنتيجة إيجابية، وهو ما استطاع تطويعه دياز لخدمة أهداف فريقه على مدار شوطي اللقاء، وفشل فيه جروس.
معركة الوسط
كان بيراميدز أكثر تكاملا من الزمالك من حيث الخصائص الفنية لكل لاعب، خاصة في وسط الملعب، وهو ما رجح كفة الفريق أمام الزمالك.
أما جروس، فدفع بمحمد إبراهيم بجوار طارق حامد في وسط الملعب، لكن قائد الزمالك لم ينجح في تعويض ساسي هجوميًا أو القيام بنصف مجهوده الدفاعي حين يفقد الفريق الكرة، ما منح المنافس تفوقًا ملحوظًا.
المبادرة ورد الفعل
استطاع دياز أن يضع بيراميدز منذ الدقيقة الأولى في وضع المهاجم، والضاغط على المنافس، من أجل حرمانه من الكرة والخروج من الخلف للأمام بشكل مريح، وهو ما أربك حسابات الأبيض.
نوع دياز الضغط بين المتقدم والمتوسط، على مدار اللقاء، فيما كان الدور الأكبر والأكثر أهمية هجوميا لعبد الله السعيد الذي كان دائمًا في الموعد لاستقبال الكرة الثانية، ونجح خريبين في سحب دفاع الأبيض، ليترك مساحة كبيرة للمنطلقين كينو ومحمد فاروق على الأطراف.
ورغم غياب خريبين تهديفيا في اللقاء لكنه استطاع أن يتفوق على دفاع الزمالك في الالتحامات والكرات المشتركة، ومنح الاستحواذ لفريقه، واستغل سوء حالة التونسي حمدي النقاز والمساحات الكبيرة خلف عبد الله جمعة.
في المقابل كان جروس رد فعل، ولم يتخذ القرار الصائب بإشراك محمود عبد العزيز، من البداية لإيقاف خطورة بيراميدز من وسط الملعب، إذ كان الخيار الأفضل بدلًا من محمد إبراهيم.
كما أنه بدأ اللقاء بجناحين هما أحمد سيد "زيزو" وإبراهيم حسن، البعيدين تمامًا عن مستواهما، واحتفظ بكهربا أحد أخطر وأنشط لاعبيه على مقاعد البدلاء.
قرار متأخر
استفاق جروس في الشوط الثاني ودفع بكهربا على حساب "زيزو"، وهو ما أحدث نشاطًا ملحوظًا لكنه افتقد دوما لصانع الألعاب أو لاعب الوسط المهاري، فضلًا عن أن كهربا من نوعية اللاعبين التي تحتاج إلى وقت طويل للتأقلم.
وكانت اللدغة الأولى من بيراميدز من خلال هدف علي جبر، بمثابة مفتاح الفوز الأول إذ أنها حرمت الأبيض من أهم أسلحته هذا الموسم وهو مباغتة منافسيه بالتسجيل مبكرًا، إلا أنه ظهر ضعيفًا وغير قادر على العودة.
وواصل جروس تغييراته النمطية، بالدفع بأيمن حفني ومحمد عنتر على حساب إبراهيم حسن ومحمد إبراهيم من أجل الوصول لمرمى بيراميدز، لكن محاولاته فشلت أمام الأسوار الدفاعية والتأمين المتقن من دياز للخروج بالنقاط الثلاث.


