
قدّم الهلال مباراة مميزة على الصعيد الفني، صاحبها انتصاره على الشباب بنتيجة 2-1، في قمة الجولة الـ22 من الدوري السعود للمحترفين.
واستغل الهلال تعثر الأهلي، بالتعادل 1-1 مع الفيحاء، ليبتعد بصدرة المسابقة، بفارق 4 نقاط عن وصيفه، قبل 5 جولات على نهاية البطولة.
ويستعرض كووورة 5 ملامح تكتيكية من المباراة.
نواقص فنية
افتقد الهلال في مباراة اليوم لظهيره الأيسر المتألق ياسر الشهراني، ولعب بدلًا منه علي البليهي الذي يعد قلب دفاع بالأساس، وأدى ذلك إلى عدم قدرة الفريق على فتح الملعب عرضيًا باستمرار، كما اعتاد في غالبية المباريات السابقة، في وجود الشهراني.
اجتهد البليهي في مركزه الجديد، وكانت له بعض المساهمات الهجومية، أهمها عرضية هدف الفوز، التي أكملها مجاهد المنيع باتجاه ميليسي صاحب تسديدة الهدف.
في المقابل، لعب الشباب دون مهاجمه القوي محمد بن يطو، فخسر إمكانية لعب الكرات الطويلة التي كان يجيد الجزائري الركض خلفها وسط الدفاعات، أو استقبالها والوقوف كمحطة للقادمين من الخلف، وهما المهمتان اللتان من الصعب على الشمراني القيام بهما في ظل تقدّمه في العمر.
لكن الشمراني استخدم خبرته في إفادة فريقه بطريقة أخرى، من خلال السقوط للمنطقة الخالية بين الدفاع والوسط، وإرسال البينيات المتقنة على جانبي الملعب، ومن إحداها جاء هدف الشباب عن طريق سعد عبد الأمير، وأضاع هتان باهبري كرة أخرى خطيرة بعد تمريرة أخرى من "الزلزال".
تعديلات تكتيكية
تعامل الأرجنتيني رامون دياز مع الغيابات بطريقة جيدة، فبخلاف إشراك البليهي كظهير أيسر في غياب الشهراني، دفع بأحمد أشرف الفقي، الذي تم تسجيله الشهر الماضي ضمن فئة "مواليد المملكة"، معيدًا الخطة إلى 4-2-3-1 بعد أن استخدم 4-3-3 في مواجهة النصر بالجولة الماضية.
ولا شك أن إشراك الفقي في مباراة قوية، تمثل منعطفًا مهمًا في طريق الحفاظ على اللقب، كان قرارًا شديد الجرأة من المدرب الأرجنتيني، الذي رفض الحل السهل بإدخال محمد كنو، واللعب بطريقة 4-3-3، وفي المقابل قدم الفقي أداءً قويًا، وأزعج فهد غازي ظهير أيسر الشباب كثيرًا حتى خروجه في الدقيقة 67.
أما كارينيو مدرب الشباب، فاستخدم نفس طريقته 4-2-3-1، مع إشراك عنصر يضفي بعض التوازن على وسط الملعب، وهو العراقي سعد عبد الأمير، بدلًا من التشيلي سباستيان أوبيلا، وبالفعل كان التغيير في محله وكان الأمير أحد نجوم اللقاء.
بدائل هجومية
في ظل عدم وجود الشهراني، قل اعتماد الهلال على فتح الملعب مقارنة بالمباريات الماضية، كما سبقت الإشارة، في المقابل كان هناك سلاح بديل وهو التسديدات.
صوب لاعبو الهلال في هذه المباراة 16 كرة على مرمى فاروق بن مصطفى حارس الشباب، الذي تصدى لأكثر من تسديدة، وسقطت منه واحدة أكملها بن شرقي في الهدف الأول، بينما سكنت الثانية شباكه مباشرة، وإن كانت من مسافة قريبة.
ضغط مكثف
ما منح الفوز للهلال، هو بحثه الدائم عن الهجوم، وضغطه المكثف على دفاعات الشباب، بعد تدخل مدربه دياز في الشوط الثاني، بإدخال ثنائي المقدمة ياسر القحطاني ومجاهد المنيع، بدلًا من ريفاس والفقي.
أعطى دياز تعليماته للمنيع بالتمركز خلف الظهير الشبابي الأيسر فهد غازي، لاستغلال تقدمه الدائم للأمام، مع الدخول إلى عمق منطقة الجزاء عندما تكون الكرة في الجانب الآخر، ليصبح مهاجمًا ثانيًا إلى جوار القحطاني من جهة، ويفسح المجال لصعود محمد البريك الظهير الأيمن الهلالي من جهة أخرى، بينما كلف ميليسي بالبقاء قريبًا من منطقة جزاء الشباب، وترك الأمور الدفاعية في الوسط لمهند فلاتة.
وتحول الهلال بهذا الشكل إلى كماشة خنقت دفاعات الشباب، بوجود الخماسي سيروتي وبن شرقي والقحطاني والمنيع وميليسي، باستمرار حول منطقة جزاء المنافس، لينجح الفريق في الوصول إلى هدف الفوز، بلعبة ثلاثية بين البليهي والمنيع وميليسي.
نجومية ميليسي
استحق الأوروجوياني نيكولاس ميليسي لاعب وسط الهلال، أن يتوج نجمًا للمباراة، وفقًا لإحصائيات شركة أوبتا، فبخلاف الهدف، كان نيكولاس قلب الهلال النابض بحق في اللقاء.
ومرر ميليسي خلال المواجهة 53 تمريرة، بنسبة دقة 84%، وصنع منها 4 فرص لزملائه، كما سدد الكرة مرتين على المرمى، جاء من إحداهما هدف الفوز، وتصدى بن مصطفى لصاروخيته الأخرى في الشوط الأول.
وبجانب هذه الإحصائيات الهجومية، كانت له مساهمات دفاعية كبيرة، من خلال 14 التحامًا ناجحًا، وتشتيت الكرة مرتين من مناطق الخطورة، و10 تدخلات ناجحة وهي النسبة الأعلى بين جميع لاعبي الفريقين.
قد يعجبك أيضاً



