تحليل كووورة.. فخ كولر "المُحكم" يقلب الطاولة على سياتل

لعب الأهلي مباراة كبيرة على المستوى الفني، تحت قيادة مدربه المميز مارسيل كولر، واستحق عن جدارة الفوز على سياتل الأمريكي بنتيجة (1-0)، ويصعد إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية.

وتفوق كولر على نفسه، خصوصا في الشوط الثاني ليمنح فريقه من خلال تغييراته المميزة، بطاقة العبور إلى المربع الذهبي للمرة الثالثة على التوالي.

ونجح المدرب السويسري في أن ينصب فخا للنادي الأمريكي، من خلال الاحتفاظ بأوراقه الرابحة هجوميا للشوط الثاني، منتظرا هبوط المستوى البدني للاعبي سياتل والانقضاض عليهم بهدف قاتل، وهو ما تحقق بالفعل.

مفاجأة كولر

حاول كولر مباغتة سياتل بالعديد من التعديلات في تشكيلته خاصة في الجانب الهجومي.

ورغم دخول الأهلي اللقاء بطريقته المعتادة 4-3-3 والتي تعتمد بشكل أساسي على ثلاثي وسط ميدان، لخلق الكثافة اللازمة للاستحواذ على منطقة المناورات، إلا أنه أشرك منذ البداية الثلاثي الهجومي كهربا وبيرسي تاو وطاهر محمد طاهر.

وأبقى كولر على الثلاثي المتألق في الفترة الأخيرة والمباراة الماضية على وجه الخصوص (حسين الشحات، محمد شريف وأحمد عبد القادر) على مقاعد البدلاء في انتظار تراجع الفريق الأمريكي بدنيا في الشوط الثاني.

في المقابل، لعب سياتل بطريقته المعهودة 4-3-3 دون تغييرات على تشكيلته المعتادة.

واعتمد الفريق الأمريكي بشكل واضح على صانع ألعابه الأوروجواياني لوديرو مع تحركات الثلاثي الهجومي والظهيرين لخلق مساحات في دفاعات الأهلي.

معركة الاستحواذ

خسر الأهلي معركة الاستحواذ والسيطرة على وسط الملعب منذ البداية، لتفقد طريقة كولر باعتماده على 3 لاعبين مميزين في عملية افتكاك الكرة سريعا قيمتها، أمام الاندفاع البدني الكبير للاعبي سياتل الذين حسموا كل الالتحامات والمواجهات الثنائية لصالحهم في مختلف مناطق الملعب.

وبسبب تعديلات كولر على التشكيل فشل الفريق تماما في تهديد دفاعات منافسه الأمريكي وخسر الفريق الكرة بشكل مستمر في الثلث الأخير من الملعب.

وافتقد الأهلي التناغم الذي ظهر بين لاعبي الأطراف في المباراة السابقة، حيث شكل الشحات وعبد القادر ثنائية متفاهمة مع الظهيرين محمد هاني وعلي معلول، على الترتيب.

واحتفظ كولر بخدعته المتكررة بزيادة أحد لاعبي وسط الملعب إلى منطقة جزاء الخصم وحاول أليو ديانج القيام بهذا الدور أمام سياتل، إلا أن عدم اكتمال الهجمات لم يمكنه من تشكيل خطورة كافية أمام المنافس الذي تفوق تماما في الشوط الأول.

تحسن أهلاوي

بدأ الأهلي الشوط الثاني للمباراة بشكل أفضل ونجح بذكاء في استغلال الضغط المتقدم من فريق سياتل لصالحه.

واعتمد الأهلي على التمريرات الطولية، خلف مدافعي الفريق الأمريكي للثنائي كهربا وبيرسي تاو، لاستغلال انطلاقاتهم السريعة، بجانب محاولة الاحتفاظ بالكرة من خلال التمرير القصير لأطول عدد ممكن من الدقائق، وهو ما أجبر سياتل على التراجع إلى وسط ملعبه.

وأجرى كولر 3 تغييرات، في الدقيقة 63، بمشاركة كل من طاهر محمد شريف ووأحمد عبد القادر بدلا من كهربا وطاهر محمد طاهر، كما أجرى تعديلا تكتيكيا بخروج حمدي فتح ومشاركة افشة لتتحول الطريقة إلى 4-2-3-1 ويصبح الأهلي أكثر جرءة هجومية.

في المقابل، تراجع اداء سياتل ساوندرز بشكل واضح وأصبح عاجزا عن اختراق دفاعات الأهلي وبدأ في الاعتماد على الكرات الطويلة، داخل منطقة الجزاء بلا أدنى خطورة، خصوصا مع الرقابة اللصيقة التي فرضها أليو ديانج على لوديرو مصدر الخطورة الأكبر للفريق.

الضربة القاضية

حافظ الاهلي على هدوئه تماما، رغم تفوقه الهجومي طوال الـ45 دقيقة الثانية ولم يندفع الفريق بشكل مبالغ فيه لعدم ترك أي مساحات في خط دفاعه.

وترجم محمد مجدي "أفشة"، تفوق كولر تكتيكيا في الشوط الثاني من خلال تغييراته، بعد أن سجل هدف المباراة الوحيد.

ورغم محاولات شميتزر المدير الفني لسياتل، للعودة في المباراة من خلال الدفع بتغييرين هجوميين دفعة واحدة ليتحول فريقه للعب بثلاثي في الخط الخلفي إلا أن المارد الأحمر نجح في التعامل مع هذا التعديل، بعد أن رد كولر بإشراك رامي ربيعة بدلاً من بيرسي تاو لتصبح النتيجة 3-4-2-1، وتمر الدقائق القليلة المتبقية دون خطورة.