Reutersشهدت مباراة كرواتيا والدنمارك، في ثمن نهائي كأس العالم، اليوم الأحد، صراعًا تكتيكيًا كبيرًا، قبل أن تفوز الأولى بضربات الترجيح (3-2)، بعد التعادل (1-1).
وعلى مدار 120 دقيقة قدم الثنائي، زلاتكو داليتش المدير الفني لكرواتيا، وأوجه هاريدي مدرب الدنمارك، أداءً أشبه بمباراة شطرنج، تبادلا فيها التفوق، قبل أن يخطف الحارسان، سوباسيتش وشمايكل، الأضواء بتألقهما اللافت.
واستطاع شمايكل التعامل مع هجمات كرواتيا بصورة مميزة، ومنح رفاقه الثقة، حيث تصدى لضربة جزاء من مودريتش، قبل أن يكرر ذات الأمر أمام ركلتي ترجيح، بينما تصدى سوباسيتش لـ3 ركلات، ليمنح فريقه الانتصار.
ورقة دنماركية
واعتمد المنتخب الدنماركي على الدفاع المحكم، بطريقة تبدو نظريًا (4-3-3)، لكنها تتحول إلى (4-5-1)، مع إغلاق كامل للعمق، وقد نجح توماس ديلاني لفترة طويلة، في الحد من تحكم مودريتش وراكيتيتش في الإيقاع.
ولم يستطع المدرب هاريدي استثمار التقدم المبكر، بهدف ماتياس يورجنسن، لكنه استطاع أن يوقف مفاتيح لعب كرواتيا بصورة كبيرة، معتمدًا على سرعة التحول من الدفاع للهجوم، خاصة في الشوط الثاني.
وكان قرار هاريدي بإشراك لاسه شوني، بدلا من أندرياس كريستنسن، نقطة تحول لصالح الدنمارك، لأن الأخير لم ينسجم مع دوره كليبرو، أو لاعب ارتكاز إضافي، كما أنه لا يستطيع الاستحواذ على الكرة، ما جعل الدنمارك تحت ضغط، بعكس شوني الذي منح رفاقه متنفسا، مع ديلاني وإريكسن، على صعيد التمريرات ومحاولة بناء الهجمة.
لكن من جهة أخرى، لم يظهر الجناح الخطير، يوسف بولسن، بأدائه المنتظر، كما أن إريكسن افتقد المساحات لتشكيل الخطورة، بجانب انشغاله الزائد عن الحد بالواجبات الدفاعية.
مرونة زلاتكو
ورغم أن منتخب كرواتيا لم يقدم نفس المستوى، الذي ظهر به في الدور الأول، لكن المدرب زلاتكو داليتش حاول تنويع اللعب، أكثر من مرة، للضغط على دفاع الدنمارك.
ولعبت كرواتيا الشوط الأول بشكل جيد، خاصة من خلال انطلاقات الظهير الأيمن، سيمي فرساليكو، وتحركات ماريو ماندزوكيتش.
وحاول زلاتكو خداع الدنمارك في الشوط الثاني، بالتراجع لسحب لاعبيها للهجوم، وفتح المساحات، لكن الأداء البدني القوي للخصم حال دون ذلك.
ورفض مدرب كرواتيا المغامرة، باللعب برأسي حربة صريحين، وكانت أغلب تغييراته للتنشيط، من أجل مواجهة الاندفاع البدني الواضح للاعبي الدنمارك.
وواجه زلاتكو اختبارا صعبا، مع الضغط المستمر على العقل المفكر للفريق، لوكا مودريتش، لكن مع تحرر الأخير للحظات، أهدى ريبيتش تمريرة سحرية، تسببت في ضربة الجزاء التي حصلت عليها كرواتيا، خلال الوقت الإضافي، وأهدرها نجم ريال مدريد نفسه.
قد يعجبك أيضاً



