عادت الروح إلى آرسنال مع تواجد أسطورته تييري هنري في
عادت الروح إلى آرسنال مع تواجد أسطورته تييري هنري في مدرجات ملعب "الإمارات"، ليحقق الفريق اللندني فوزا مستحقا على جاره توتنهام 3-1 مساء الأحد، ضمن الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وبعد تلقيه 3 هزائم متتالية في الدوري، حقق آرسنال ثلاثة انتصارات، وتكفي رؤية وجه المدرب ميكيل أرتيتا ولاعبي فريقه، لإدراك ما يحمله الفوز في ديربي شمال لندن، من معان مهمة.
في المقابل، يعيش توتنهام وضعا معاكسا، فهو الذي حقق بقيادة مدربه الجديد نونو إيسبيريتو سانتو، 3 انتصارات متتالية في بداية الدوري، قبل أن يتدهور مستواه ويتلقى 3 هزائم أزمت موقفه أمام جماهيره التي اعتادت على تخطي آرسنال في المواسم القليلة الماضية.
تحرر أرتيتا من الضغوط التي حاصرته بداية الموسم، وبات في موقف جيد أمام مشجعي الفريق، لكن من المبكر معرفة ما إذا كان آرسنال يستطيع المضي قدما والمنافسة على مركز مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا، في ظل صعوبة المنافسة بهذه المسابقة.
أمام توتنهام، اعتمد أرتيتا على طريقة اللعب 4-2-3-1، حيث لعب جابرييل ماجالهاييس إلى جانب بن وايت في عمق الخط الخلفي، بإسناد من الظهيرين تاكيهيرو توميياسو وكيران تيرني، وتعاون جرانيت تشاكا مع توماس بارتي في منتصف الملعب، فيما تحرك الثلاثي مارتن أوديجارد وإميل سميث رو وبوكايو ساكا، خلف المهاجم الصريح بيير إيميريك أوباميانج.
بداية آرسنال كانت صارخة، بفضل جيوية لاعبيه في خط المقدمة، إلى جانب عودة الروح لأوباميانج الذي احتفل بهدفه على طريقة هنري الأسطورية، ليؤكد أنه ما زال الخطر الداهم الذي يهدد الفرق الأخرى.
لكن الخطورة الحقيقية من جانب آرسنال جاءت عن طريق الثلاثي المساند للمهاجم الصريح، خصوصا سميث رو الذي أبان علو كعبه في أكثر من مناسبة، في وقت أحكم فيه الثنائي بارتي وتشاكا سيطرتهما على منتصف الملعب، ليظهر توتنهام كحمل وديع غير قادر على التأثير.
هناك أيضا لمحات أخرى من التألق عبر المدافع الذي كلف آرسنال 50 مليون إسترليني بن وايت، والحارس أرون رامسدايل الذي يبدو وكأنه حجز لنفسه مكانا أساسيا في صفوف الفريق، على حساب الألماني بيرند لينو.
في الجهة المقابلة، لجأ توتنهام إلى طريقة 4-3-3، حيث تعاون دافينسون سانشيز إلى جانب إريك داير في عمق الدفاع، بمساعدة من الظهيرين جافيت تانجانجا وسيرجيو ريجيلون، وأدى الدنماركي بيير إميل هويبرج دور لاعب الارتكاز، فيما تحرك تانجوي ندومبيلي وديلي ألي، خلف ثلاثي الهجوم المكون من لوكاس مورا وسون هيونج مين وهاري كين.
غابت الروح عن أداء توتنهام، لا سيما في وسط الملعب الذي فشل في إغلاق المنافذ المؤدية إلى منطقة الجزاء، لأن هويبرج هو الوحيد بين اللاعبين الثلاثة في هذه النمطقة، الذي يلتزم بأدوار دفاعية محددة.
لكن عدم تأقلم كين على طريقة لعب توتنهام الجديدة، وضعته مجددا أمام نيران النقاد والمتابعين، فهو الذي فشل في هز الشباك في أول 5 مباريات له في الدوري، في إشارة إلى أنه ربما يعض أصابعه ندما على قرار البقاء في صفوف "سبيرز" هذا الصيف.
الحديث فنيا عن أسباب فوز آرسنال لن يكون صادقا، لأن ما حدث هو اكتشاف لاعبي الفريق، لا سيما الجدد منهم، للهيبة التي يفرضها ارتداء قميص الـ"جانرز"، والمسؤولية الكبيرة التي ترافقها.