EPAلم يكن مقدرا لليفربول أن يتعافى من سلسلة النتائج المخيبة، بتعادله على أرضه (2-2) مساء الأحد مع ضيفه آرسنال في الدوري الإنجليزي الممتاز، والأمر الذي بات مؤكدا، أن مرحلة التعافي لن تحدث في المستقبل المنظور، بسبب المشاكل القديمة نفسها.
كان آرسنال قريبا من الفوز والاقتراب أكثر من أول لقب له في الدوري منذ العام 2004، بعد أحكم سيطرته على ضيفه في الشوط الأول، قبل أن يتراجع في الشوط الثاني إلى الخلف بغية الحفاظ على تقدمه.
وقلب ليفربول حاله في الشوط الثاني من اللقاء، بعدما حاصر آرسنال في ملعبه بطريقة ضاغطة ومرهقة، ليحقق التعادل الذي كاد أن يكون فوزا لولا إضاعة النجم محمد صلاح لركلة جزاء.
أجرى مدرب ليفربول يورن كلوب، تعديلا بسيطا على طريقة لعبه المعتادة 4-3-3، حيث لعب إبراهيما كوناتي إلى جانب فيرجيل فان دايك في عمق الخط الخلفي، بإسناد من الظهيرين أندي روبرتسون وترينت ألكسندر أرنولد، لكن الأخير كان يتحرك نحو منتصف الملعب، عند امتلاك فريقه للكرة.
الهدف من هذا الإجراء، هو مساندة خط الوسط الذي يمر بمشاكل عديدة هذا الموسم بسبب افتقاده للجودة، علما بأن فابينيو أدى كعادته دور لاعب الارتكاز، فيما لعب أمامه كورتيس جونز وجوردان هندرسون، خلف ثلاثي الهجوم المكون من صلاح وكودي جاكبو وديوجو جوتا.
لكن انتقال أرنولد للعب في وسط الملعب، والتأخر في التغطية عند فقدان ليفربول للكرة، ترك مساحات شاسعة أمام جناح آرسنال جابرييل مارتينيلي، استغلها الأخير مرارا وتكرارا في الشوط الأول، في وقت تفرغ فيه روبرتسون لمراقبة بوكايو ساكا.
في الهجوم، كان صلاح الأنشط والأكثر حركة وخطورة، فيما شاكس جاكبو على الجناح الأيسر، بيد أنه عانى من الرقابة، لكن نقطة الضعف في هجوم ليفربول، تمثلت في جوتا الذي لم يستطع استعادة مستواه الحقيقي منذ عودته من الإصابة قبل نهائيات كأس العالم.
وفي ظل الضغط العالي الذي مارسه آرسنال، ارتبك دفاع ليفربول مرات عديدة، وكان فان دايك تحديدا، بمثابة اللاعب الثاني عشر في صفوف الفريق اللندني بالشوط الأول، حيث ظهر بشكل واضح عدم قدرته على التواصل بشكل مثالي مع زملائه، كما أن فقد تركيزه في الرقابة الفردية، علما بأنه كان سببا رئيسيا في دخول هدفي آرسنال.
واختلف حال ليفربول في الشوط الثاني، بعدما شعر لاعبوه بالحرج أمام جمهور "أنفيلد" مع تخلفه 1-2، ولم يقم كلوب فعليا بتعديل تكتيكي، بيد أن تركيز اللاعبين وحماسهم، خصوصا في وسط الملعب، زاد تدريجيا مع مرور الوقت، فيما بذل كوناتي جهدا واضحا لإيقاف معظم الهجمات المضادة.
وتغيرت طريقة اللعب إلى 4-2-3-1 في الدقائق الـ13 الأخيرة مع دخول روبرتو فيرمينو مكان فابينيو، ما أثمر عن هدف التعادل الذي أحرزه المهاجم البرازيلي، والذي كاد أن يتعزز بهدف الفوز، لولا سوء طالع صلاح والبديل الآخر داروين نونيز.
في الناحية المقابلة، قدم آرسنال أداء نموذجيا في الشوط الأول، بفضل سيطرة خط وسطه المكون من توماس بارتي وجرانيت تشاكا ومارت أوديجارد، وقدرة مارتينيلي وساكا وجابرييل جيسوس على استغلال المسافات المتروكة بين فان دايك وكوناتي.
وتماسك دفاع آرسنال في الشوط الأول بقيادة روب هولدينج وجابرييل ماجالهاييس، وبإسناد من الظهيرين بن وايت وأولكسندر زينتشينكو، بيد أنه كاد ينهار في الشوط الثاني، بفعل ضغط ليفربول الشرس، لولا براعة الحارس أرون رامسدايل الذي قدم أداء بطوليا في ربع الساعة الأخير.
ومن المؤكد أن المدرب أرتيتا، سيتحدث مع لاعبيه بشأن سوء التصرف مع الفرص المتاحة له في الشوط الثاني، والتي كانت ستقتل المباراة في حال تجح اللاعبون في التسجيل من إحداها.
قد يعجبك أيضاً



