Reutersاستعان المنتخب الإماراتي بسلاح القلب الشجاع لاجتياز نظيره الأسترالي، بهدف نظيف، مساء الجمعة، في الدور ربع النهائي من بطولة كأس آسيا 2019.
وكان المنتخب الإماراتي يعلم أن خصمه الأسترالي أفضل منه على الورق، فطبق لاعبوه تعليمات المدرب الإيطالي ألبيرتو زاكيروني بحذافيرها، والأهم أنه تحلى بالشجاعة لمقاومة هجمات "الكناغر" أمام المرمى.
في المقابل، وجدت أستراليا نفسها أمام فريق منظم دفاعيا، فلم تتمكن من خلق فرص عديدة للتسجيل، واصطدمت أحيانا بتألق الحارس الإماراتي خالد عيسى، لكنها عانت في المقابل من ضعف البناء الهجومي في منتصف الملعب، إضافة إلى خيارات لم تجد نفعا في التشكيلة بالنسبة للمدرب جراهام أرنولد.
برهان جديد
وقدم الإماراتيون برهانا على إمكانية تحقيقهم لإنجاز فريد يتمثل في رفع الكأس خصوصا في ظل الاستعانة بسلاحي الأرض والجمهور، وذلك على الرغم من غياب نجم البلاد في السنوات الخمس الأخيرة عمر عبد الرحمن.
لجأ زاكيروني في هذه المباراة إلى طريقة اللعب 4-2-3-1، ورغم أنها تبدو هجومية للوهلة الأولى، إلا أن الدفاع كان أبرز ميزاتها، بوجود الرباعي فارس جمعة وإسماعيل أحمد ووليد عباس ومحمد أحمد في الخط الخلفي.
وهذا الخط تلقى المساندة اللازمة من لاعبي الارتكاز ماجد حسن وعلي سالمين، مقابل مشاركة المخضرم إسماعيل مطر كلاعب وسط مهاجم بإسناد من الجناحين إسماعيل الحمادي وبندر محمد، وراء رأس الحربة علي مبخوت.
التزم سالمين وماجد حسن بموقعيهما أمام الخط الدفاعي، ولم يقم الظهيران عباس ومحمد أحمد بانطلاقات من الجنبين، ليظهر واضحا أن صاحب الأرض يريد تسليم الكرة لخصمه قبل خطفها منه بغية تنفيذ الهجمات السريعة الخاطفة، لا سيما من الجناح الأيسر من أجل استغلال سرعة الحمادي.
هفوة قاتلة
وأراد زاكيروني استغلال تقدم الأستراليين نحو المواقع الأمامية في الشوط الثاني، فزج بمحمد عبدالرحمن بالشوط الثاني مكان مطر، من أجل ممارسة الضغط على حامل الكرة قبل وصولها إلى منتصف الملعب، وهو ما أدى لارتكاب المدافع الأسترالي ميلوس ديجينيك هفوة التمريرة القاتلة إلى الوراء التي استغلها مبخوت على أكمل وجه ليسجل هدف الفوز لبلاده.
في الناحية المقابلة، لم يقرأ المدرب أرنولد المباراة على النحو الأمثل، فأثبت أن فريقه الذي يعاني من انخفاض مستوى مخضرميه، يمر بفترة انتقالية هذه الأيام.
خطأ جسيم
واعتمد أرنولد على طريقة اللعب 4-4-2، فتواجد ديجينيك إلى جانب ترينت ساينسبوري في عمق الدفاع بمساعدة من ظهيري الجنب عزيز بيهيتش ورايان جرانت، ولعب كريس إيكونوميديس في منتصف الملعب إلى جانب جاكسون إيرفين.
وتكون الهجوم من الثنائي أبوستولوس جيانو وجيمي ماكلارين، بإسناد من الجناحين روبي كروس ومارك ميليجان الذي لم يظهر في المباراة إلا نادرا.
وفي ظل عدم وجود صانع ألعاب يمتلك القدرة على إيجاد الحلول الفردية، فإن أرنولد ارتكب خطأ جسيما متعلقا بالإبقاء على أوير مابيل على مقاعد البدلاء، علما بأن الأخير شارك في الشوط الثاني ليتحسن أداء الفريق عامة دون أن يتمكن من معادلة النتيجة.
قد يعجبك أيضاً



