
لم يكن أشد المتشائمين يتخيل الهزيمة القاسية للعراق أمام إيران (3-0)، أمس الثلاثاء، في إطار تصفيات مونديال 2022.
فرغم أن المنتخب الإيراني من المرشحين لبلوغ كأس العالم، إلا أن هذه النتيجة تعد الأكبر في تاريخ المنتخب العراقي، على مستوى تصفيات المونديال، وتشير مع الأداء الضعيف إلى خلل واضح في صفوف أسود الرافدين.
وقد شهدت المباراة اعتماد مدرب العراق، ديك أدفوكات، على بعض اللاعبين المبتعدين عن المنافسات منذ فترة، وهو ما وضع المنتخب في أزمة كبيرة، حيث زج بصفاء هادي كلاعب ارتكاز، فأحدث ثغرة كبيرة في عمق دفاعات المنتخب.
وهذا إلى جانب الدفع بهمام طارق أساسيًا، وترك إبراهيم بايش على دكة البدلاء، في اختلاف واضح عن التشكيل الذي خاض به المباراة الأولى أمام كوريا الجنوبية.
كما أشرك أدفوكات لاعبه ضرغام إسماعيل بشكل اضطراري، بسبب إصابة علي عدنان، ليتزايد عدم الانسجام، ويرتكب إسماعيل مع طارق وهادي أخطاء تسببت في الثلاثية.

واعتمد المدرب على الكرات الطويلة أمام المنتخب الإيراني، الذي تصعب مجاراته في ألعاب الهواء، بل هي أبرز أسلحته، بالإضافة إلى تفوقه البدني.
وهذا بينما اختفت الكرات الأرضية البينية، التي من شأنها أن تزعج قلبي دفاع المنتخب الإيراني، الذي يعاني من بطء في الحركة لم يستثمرها المنتخب العراقي طيلة 90 دقيقة، ولم يهدد الحارس نهائيا، بل أن الأخير تسلى بالكرات العرضية التي لم تعرض مرماه للخطر.
الاستنزاف البدني
كما استنزف لاعبو المنتخب العراقي طاقتهم البدنية، بسبب لعب الكرات الطولية باستمرار، والتي كانت ترتد سريعا لمنطقة العراق، وذلك بدلا من اعتماد أسلوب بناء الهجمة من الخلف، لالتقاط الأنفاس وتنظيم اللعب.
وتدل التغييرات التي أجراها أدفوكات على عدم معرفته الكاملة بإمكانيات اللاعبين، حيث فكر في تعديل النتيجة من خلال إشراك 3 مهاجمين، لكن التبديلات أحدثت في المقابل فجوة كبيرة في منتصف الملعب، خصوصا بخروج أمير العماري.
كما أدت إلى تكديس اللاعبين في الأمام، دون وجود ممول للكرات في منتصف الملعب، وهو ما وضع المهاجمين في عزلة تامة، وأجبر اللاعبين على اعتماد الكرات الطويلة كوسيلة لإيصال الكرة للأمام.
وكانت تصريحات أدفوكات قبل المباراة، قد أشارت أيضا إلى جهله بإمكانيات اللاعبين، حيث ركز على الفترة القصيرة التي قضاها مع المنتخب العراقي، والتي لا تتعدى 20 يوما.
وسيتعين على المدرب الهولندي إيجاد حلول هجومية، في المباريات المقبلة بالتصفيات، دون الإخلال بالجانب الدفاعي.

قد يعجبك أيضاً


