تحليل: عودة لودي ولغز البليهي يمنحان الاتحاد مفاتيح كلاسيكو السعودية

استغل الاتحاد كل أسلحته ببراعة، ليحقق فوزًا عريضًا على ضيفه الهلال بنتيجة 4-1، على ملعب الإنماء، في الجولة الـ21 من دوري روشن السعودي للمحترفين.

وعمد لوران بلان، مدرب الاتحاد، إلى الحفاظ على طريقته المعتادة 4-3-3، مع تعويض الظهير الألباني ماريو ميتاي بحسن كادش، ووضع سعد الموسى في قلب الدفاع بجوار دانيلو بيريرا.

في المقابل، بدأ جورجي جيسوس، مدرب الهلال، بالثلاثي الأمامي المعتاد، مالكوم وسالم الدوسري وماركوس ليوناردو، لكنه حول الطريقة من 4-2-3-1 إلى 4-3-3.

وأضاف المدرب البرتغالي لاعبه ناصر الدوسري إلى وسط الملعب، بجوار روبن نيفيز وسيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، بعد استبعاد كايو سيزار من القائمة.

بداية هادئة

كعادة الكثير من المباريات الكبرى، بدأ الفريقان الكلاسيكو بهدوء، وحاول كل منهما جس نبض الآخر.

ووسط هذه الحالة من الهدوء، حاول كلا الفريقين مباغتة خصمه بالسلاح الأقوى، وهو الطرف الأيمن لدى كل منهما.

وبالفعل، نجح الهلال في خطف التقدم، عندما حول ماركوس ليوناردو عرضية كانسيلو إلى داخل شباك الاتحاد.

لغز البليهي

لكن الأمر الأغرب الذي أقدم عليه جيسوس، هو الدفع بعلي البليهي في قلب الدفاع، بدلًا من حسان التمبكتي، رغم المستويات السلبية التي يقدمها مؤخرًا.

وظهرت آثار هذا الاختيار بشكل واضح، حيث مثل المدافع الدولي ثغرة كبيرة في صفوف "الزعيم"، لا سيما في ظل سوء مستوى المدافع الآخر، كاليدو كوليبالي.

وتجلى هذا الأمر في الركلة الركنية، التي سجل منها الاتحاد هدف التعادل، حيث جاءت بسبب خطأ واضح من البليهي، في وسط الملعب.

ثغرة لودي

مثلت عودة الظهير البرازيلي، رينان لودي، خبرًا سعيدًا لجماهير الهلال، لكنها باتت خبرًا أسعد للمدرب الفرنسي للاتحاد، لوران بلان.

فقد انتظرت جماهير الهلال أن يقدم الظهير البرازيلي إضافة هجومية قوية، لكنه مثل ثغرة دفاعية واضحة، استغلها الاتحاد بالشكل الأمثل.

واعتمد أصحاب الأرض على تمرير الكرات خلف لودي، لا سيما مع تقدم مهند الشنقيطي بشكل مستمر، وعدم تراجع سالم الدوسري لمواجهته.

واستغل ديابي تلك الثغرة، ليصنع منها الهدف الثاني لستيفن بيرجوين.. كما استغلها نجولو كانتي، وصنع منها الهدف الثالث للاعب نفسه.

ورغم أن جيسوس وضع ناصر الدوسري في وسط الملعب، ليساعد لودي في إيقاف جناح الاتحاد الأقوى، لكنهما فشلا في ذلك، ليغادرا الملعب في الدقيقة 66.

ودفع المدرب البرتغالي بمتعب الحربي بدلًا من لودي، لإيقاف ديابي، كما أخرج ناصر الدوسري ودفع بعبد الله الحمدان كمهاجم ثانٍ، بجوار ليوناردو، لتتحول الطريقة إلى 4-4-2.

أين كانسيلو؟

وإذا كان لودي قد فشل في إغلاق المساحات خلفه، فقد أخفق كانسيلو تمامًا أيضًا في رقابة ستيفن بيرجوين.

وسجل الهولندي الهدفين الثاني والثالث، بعدما انطلق للداخل وتحول إلى رأس حربة ثانٍ، دون أن يجد أي تغطية عكسية من الظهير البرتغالي.

وترك كانسيلو المساحات خلفه، ليستغلها حسام عوار ويصنع هدفًا، تم إلغاؤه بسبب تسلل كريم بنزيما.

ديناميكية الاتحاد

ولم يكتفِ ديابي بالإجهاز على الجبهة اليسرى للهلال، حيث حصل على دور آخر، وهو ضرب الضيوف من العمق.

فبعد تسجيل الهدف الثالث، منح بلان موسى ديابي دورًا أميل إلى العمق، من أجل استغلال ضعف ثنائي القلب في الهلال.

ومع تراجع بنزيما قليلًا للخلف، عمل ديابي على استقبال الكرات الطولية من لاعبي "العميد"، وكاد أن يهدد مرمى الهلال من خلالها أكثر من مرة.

وتجلت ديناميكية الاتحاد طوال المباراة، لا سيما عبر بنزيما الذي تحرك كصانع ألعاب وجناح أيسر، في عدة كرات، مع تبادل ديابي وبيرجوين الدخول للعمق في محله.

حائط اتحادي

بعد تسجيل الهدف الثالث، تبارى لاعبو الاتحاد في التصدي لهجمات الهلال ببسالة كبيرة، وشكلوا حائطًا عجز لاعبو "الزعيم" عن اختراقه.

وعاد فابينيو ليلعب أمام ثنائي قلب الدفاع، مع ضغط كانتي وعوار من الأمام، إلى جانب الجناحين موسى ديابي وبيرجوين، وحتى بنزيما.

وبعد الهدف الرابع، زاد بلان من صلابة حائط الاتحاد، حيث أشرك لاعبه عوض الناشري في وسط الملعب، بدلًا من بيرجوين، لينجح العميد في إيقاف عناصر الهلال الهجومية، والخروج فائزًا بنتيجة عريضة (4-1).