تحليل: تنظيم الاتحاد يضرب أسلحة الأهلي الفاسدة

أسدل الستار على ديربي جدة الذي جمع الاتحاد والأهلي، مساء الخميس، على ملعب الجوهرة المشعة، بالعديد من النقاط الفنية البارزة.

وحقق الاتحاد، الفوز على جاره الأهلي، بهدف دون رد، في إطار منافسات الجولة التاسعة من دوري روشن للمحترفين، ليواصل سعيه وراء الهلال المتصدر، بالتساوي معه، بواقع 24 نقطة لكل منهما. 

في المقابل، تأزم موقف الأهلي كثيرا، بتوقف رصيده عند 11 نقطة في المركز الثامن، بعد هزيمة مستحقة لم يقدم خلالها أي شيء يذكر. 

تنظيم الاتحاد 

ظهر الاتحاد بصورة منظمة بكافة الخطوط، بفضل المدرب الفرنسي لوران بلان، الذي نجح في معالجة النواقص التي كان يعاني منها الفريق، وخاصة على المستوى الدفاعي.

الاتحاد خاض المباراة بأسلوبه المعتاد (4-2-3-1)، ونجح في الاستحواذ على اللعب أغلب فترات اللقاء، مستغلا نقاط الضعف التي يعاني منها الأهلي على المستوى الدفاعي.

وما كان يميز رجال بلان في هذه المباراة، هو الالتزام الدفاعي بعودة الجناحين ستيفن بيرجوين وموسى ديابي، لمنع الثنائي رياض محرز وفراس البريكان من الهروب على الأطراف، مع التزام دفاعي صارم من الظهيرين مهند الشنقيطي وماريو ميتاي.

وتميز الفريق الاتحادي بتقارب جميع الخطوط، وكان بارعا في بناء الهجمة بصورة سليمة، بفضل مدافعه سعد آل موسى، وقدرة البرازيلي فابينيو على تحويل مسار اللعب يمينا ويسارا، مستغلا انطلاقات ديابي وبيرجوين وسرعة ارتدادهما. 

واستغل بلان، اندفاع لاعبي الأهلي للأمام بإرسال الكرات الطولية في بعض الأحيان خلف الظهيرين، وتمكن من التفوق في هذه النقطة بشكل واضح، وخاصة من الجهة اليسرى، بسبب رعونة محرز الدفاعية وعدم تقديم المعاونة لعلي مجرشي بالطرف الأيمن للراقي.

وشكل "النمور" تهديدا كبيرا على الأهلي من هذه الجبهة، مع ميل حسام عوار أحيانا للطرف الأيسر لتشكيل مثلث مع ميتاي وبيرجوين، وهو ما نجحوا فيه أغلب أوقات المباراة وخاصة الشوط الأول.

وبخلاف الاستحواذ وتشكيل الخطورة من جبهة محرز، فقد استغل بلان تقدم جميع خطوط الأهلي بالشوط الثاني، رغبة منهم في إدراك التعادل، بإخراج صالح الشهري رأس الحربة والزج بالمدافع حسن كادش مع دخول ديابي كمهاجم رئيسي، لتتحول الطريقة إلى (5-4-1). 

وبهذه الطريقة، منع بلان، الأهلي، من الاختراق من العمق أو الأطراف، بالإضافة لتشكيل هجمات مرتدة مستمرة كادت أن تسفر عن تسجيل أكثر من هدف.

أسلحة الأهلي الفاسدة 

في المقابل، لم يظهر الأهلي بأي صورة هجومية قوية، نتيجة التنظيم الكبير الذي ظهر عليه رجال الاتحاد، حيث فشلت أسلحة المدرب الألماني ماتياس يايسله في الاستحواذ على الكرة أو القدرة على البناء.

ويعود ذلك، لقدرة وسط الاتحاد والثلث الأمامي على تطبيق ضغط منظم على مفاتيح اللعب الرئيسية التي تجيد البناء مثل الإيفواري فرانك كيسي والإسباني جابري فيجا، وهو ما جعل "الراقي" يتجه لإرسال الكرات الطولية التي وجدت لاعبي "العميد".

واستسلم محرز وفراس البريكان وإيفان توني للرقابة اللصيقة التي فرضها نجوم الاتحاد وعدم القدرة على خلق المساحات سواء بالعمق أو الطرف.

ويعاب على يايسله، التأخر في إجراء التغييرات الهجومية، حيث أشرك البرازيلي روبرتو فيرمينو بالدقيقة 82، وسميحان النابت بالدقيقة 90، في الوقت الذي كان يحتاج فيه "الراقي" لكثافة في الثلث الأمامي، ولكنه اعتمد على التشكيلة الأساسية خلال أكبر وقت ممكن.

كذلك، ارتكب يايسله خطأ كبيرا، بإخراج علي الأسمري من الوسط والذي كان أفضل عناصر الأهلي، ليصبح العمق خاليا أمام انطلاقات نجولو كانتي.