AFPسقط النصر فريسة أمام صحوة اتحاد جدة بقيادة نجمه الفرنسي كريم بنزيما، في المباراة التي انتهت بفوز "العميد" بنتيجة (3-2)، في الجولة 30 من دوري روشن.
واقترب الاتحاد خطوة جديدة من تحقيق اللقب، بعدما رفع رصيده للنقطة 71 في صدارة ترتيب دوري روشن، بفارق 6 نقاط مع الهلال الوصيف، فيما تراجع النصر للمراكز الرابع بـ60 نقطة.
بداية نارية
ظهر النصر بصورة مثالية خلال الشوط الأول، حيث دخل بطريقة (4-2-3-1)، متخليا عن أسلوبه السابق (4-4-2)، بضغط عالٍ على الضيوف من كافة أرجاء الملعب.
وعمل الإيطالي ستيفانو بيولي، مدرب النصر، على منع الاتحاد من الخروج بالكرة، عبر الضغط بـ6 لاعبين بالثلث الأمامي، ليضطر الضيوف إلى إرسال الكرات الطولية، التي وجدت مدافعي "العالمي" بسهولة شديدة.
كذلك، تفوق رجال بيولي في الصراعات الثنائية، مع فرض رقابة لصيقة على بنزيما، ومنعه من التحرك بأريحية في منطقة الجزاء، وهو ما اضطره للنزول إلى وسط الملعب، لإيجاد ثغرة لتمرير الكرة، ولكنه وجد ضغطا هائلا.
ورغم استحواذ الاتحاد في بعض الأحيان على الكرة، إلا أنه لم يشكل أي خطورة تذكر في الـ45 دقيقة الأولى، بسبب سرعة لاعبي النصر في استرجاع الكرة.
واستغل أصحاب الأرض، رغبة الاتحاد في تعويض الهدف الأول الذي تم استقباله بعد مرور 3 دقائق، بتشكيل خطر كبير عبر الهجمات المرتدة، نظرا لوجود مساحات فارغة في عمق وأطراف "العميد".
وأسفر ضغط النصر عن أخطاء بالجملة لدفاع الاتحاد، حيث جاء الهدف الأول بعد فشل عبد الإله العمري في إخراج الكرة بصورة سليمة، بالإضافة لتسجيل الهدف الثاني بسبب سوء التمركز.
استمرار أخطاء بلان
استمر الفرنسي لوران بلان، مدرب الاتحاد، في تكرار الأخطاء، عبر الاعتماد على 3 لاعبين في الخط الخلفي، بالإضافة لاندفاع غير مبرر في الشوط الأول، نتج عنه استقبال هدفين.
وكان النصر قادرا على تسجيل أكثر من هدف في الشوط الأول، بسبب المساحات الفارغة في الوسط والأطراف، وتباعد الخطوط، ولكن رعونة الخط الأمامي، ساهمت في خروج النتيجة بهدفين فقط.
ورغم اللعب بـ3 مدافعين، إلا أن التناغم بينهم غاب بشكل واضح، بسبب الفشل في الخروج بالكرة، وعدم القدرة على مجاراة ضغط البرتغالي كريستيانو رونالدو ورفاقه في الشوط الأول.
وكان يجب على المدرب الفرنسي التعامل مع ضغط لاعبي النصر، بحذر كبير وعدم المبالغة في التقدم وعدم فقدان الكرة خلال أكبر وقت ممكن، بسبب السرعات الكبيرة التي امتلكها الثلاثي ساديو ماني ورونالدو وأيمن يحيى.
وإجمالا، لم يظهر الاتحاد بأسلوب واضح في الشوط الأول، عن طريق استحواذ سلبي، وفشل مستمر في التمريرات وعدم وجود أي جملة فنية، بالإضافة لتباعد واضح بين جميع الخطوط، وخاصة وسط الملعب، أثناء عملية الارتداد الدفاعي
وجه آخر
الشوط الثاني، كان شاهدا على ظهور النصر بوجه آخر، نتيجة عودة المدرب الإيطالي للطريقة القديمة، بالوقوف بأكبر عدد ممكن خلف الكرة، وترك الكرة للاتحاد يتصرف فيها كيفما شاء.
ورغم استحواذ "العميد" في بعض فترات الشوط الأول، إلا أن النصر كان خطيرا في المرتدات، إلا أنه لم يظهر بصورة مماثلة حتى بعد ترك الكرة للضيوف.
وتسبب ضغط النصر الهائل بـ6 لاعبين على الاتحاد في الشوط الأول، إلى ضعف الحالة البدنية لأغلب لاعبي الفريق بالنصف الثاني، وسط شراسة ورغبة قوية من بنزيما ورفاقه في التعويض.
وبالفعل، استطاع الاتحاد أن يسجل هدفا مباغتا برأسية بنزيما، بعد مرور 5 دقائق من الشوط الثاني، بسبب غياب تركيز الخط الخلفي وعدم الضغط من لاعبي الوسط أثناء إرسال العرضية.
فضلا عن ابتعاد الخطوط والربط بين الوسط والدفاع، وهو ما أدى لاستقبال الهدف الثاني عن طريق الفرنسي نجولو كانتي، بعد 3 دقائق من تقليص الفارق.
بلان يغير الطريقة
بعد تسجيل هدف التعادل، قرر بلان تغيير طريقة اللعب من (3-5-2) إلى (4-1-4-1)، وتطبيق ضغط قوي على النصر الذي تراجع للخلف، نتيجة هبوط العامل البدني، والصدمة التي تعرض لها مع بداية الشوط الثاني.
وفي نصف الشوط، قرر المدرب الفرنسي الزج بالثنائي ستيفن بيرجوين وفواز الصقور، لاستغلال تعب لاعبي النصر، وهو ما نتج عنه خطورة مستمرة من الجانبين، سواء بانطلاقات سريعة أو عرضيات مستمرة.
وأسفر سلاح العرضيات والضغط على النصر المتراجع إلى تسجيل هدف قاتل عن طريق الجزائري حسام عوار الذي استغل غفلة الخط الخلفي للمرة الثانية.
قد يعجبك أيضاً



