
لا جديد يذكر ولا قديم يعاد، حيث واصل الأهلي تقديم عروضه المثيرة في دوري أبطال آسيا للنخبة، بفوز مستحق خارج أرضه أمام الريان القطري، بنتيجة (3-1)، في ذهاب ثمن نهائي المسابقة.
وبهذا الانتصار، أصبحت مهمة الصعود للدور ربع النهائي أسهل، قبل خوض معركة الإياب على أرضه خلال الثلاثاء المقبل.
بداية حذرة
بدأ الأهلي المباراة برسم تكتيكي مكون من (4-2-3-1) في حالة الهجوم، وتتحول إلى (4-5-1) دفاعيا، حيث التزم "الراقي" بالتواجد في المناطق الدفاعية في الدقائق الأولى، خوفا من رغبة الريان في المبادرة بالتسجيل.
وأظهر نجوم الأهلي التزاما واضحا في العملية الدفاعية، بتضييق المساحات على لاعبي الريان، ومنعهم من بناء اللعب بصورة سليمة.
المدرب الألماني ماتياس يايسله، كان يعلم أن خطورة الريان، متمثلة في الاختراق من العمق عن طريق روجير جيديس ورومارينيو، ولكنه منع الكرة من الوصول إليهما، بالتزام ثنائي الوسط جابري فيجا وفرانك كيسي، بالتواجد أمام قلبي الدفاع مع خروج أحدهما للزيادة الهجومية في بعض الأحيان.
ومع ظهور الريان بشكل سيئ في الدقائق الأولى، قرر الأهلي الخروج من مناطقه بالسيطرة على زمام الأمور، وفرض استحواذه على الكرة مع حذر واضح.
لا مركزية هجومية
بعد خروج "الراقي" من مناطقه الدفاعية، ظهر الثلاثي الهجومي المتمثل في رياض محرز وويندرسون جالينو وإيفان توني، بلا مركزية هجومية، مع تحرر روبرتو فيرمينو بالثلث الأمامي، سواء بالتواجد بالعمق أو على طرفي الملعب.
فيرمينو كان المحرك الأساسي للثلث الهجومي، بسبب تحركاته المثالية، وقد ظهر ذلك في الهدف الأول، بمرور رائع من الجهة اليمنى، ثم إرسال عرضية سجل منها جالينو الهدف الأول بالدقيقة 30.
وبخلاف الهدف، فإن دخول محرز في العمق وتحرر علي مجرشي، الظهير الأيمن في النواحي الهجومية، تسبب في ضغط مستمر على دفاع الريان المفكك، والذي عانى من مساحات بالجملة، استغلها نجوم "الراقي" بشكل واضح.
وما ساهم في زيادة التفكك، تحركات توني المثالية سواء بعرض الملعب، أو النزول لوسط الملعب، لمنح جالينو وفيرمينو ومحرز فرصة للدخول بالعمق، ما تسبب في هجمات بالجملة على دفاعات الريان.
أخطاء كارثية
بعيدا عن توهج نجوم الأهلي، فإن الريان عانى من أخطاء فردية واضحة على مستوى التمرير ومراقبة لاعبي الأهلي، بالإضافة إلى ابتعاد الخطوط.
وساهم ابتعاد الخطوط في غياب السيطرة على وسط الملعب بشكل كامل، فضلا عن الهدية الثمينة التي منحها دفاع الريان للأهلي في الهدف الثاني، بتمريرة خاطئة من أحد المدافعين لحارس المرمى من مسافة قريبة، دفعت الأخيرة للإمساك بالكرة.
وتسبب ذلك في حصول "الراقي" على مخالفة داخل منطقة الجزاء، سجل منها ثاني الأهداف عن طريق محرز بعد 4 دقائق فقط من الشوط الأول.
وكان من المفترض أن يستعيد الريان نفسه بعد استقبال الهدف الأول، ولكن الارتباك وسوء التصرف في الكرة، تسبب في استقبال ثاني الأهداف، لتزداد المهمة صعوبة.
أسلحة متنوعة
يحسب لمدرب الأهلي، هو استخدام جميع الأسلحة والأدوات التي امتلكها ضد الريان، حيث استغل غياب تركيز أصحاب الأرض، بالإضافة للأخطاء الفردية، بتطبيق الضغط العالي بكفاءة عالية بكافة أطراف الملعب.
واعتمد يايسله في بعض أوقات المباراة على سلاح الهجمات المرتدة، مستغلا اندفاع لاعبي الريان الغير محسوب للمناطق الأمامية، رغبة منهم في تقليص الفارق، بنزول توني كمحطة في وسط الملعب لتسليم الكرة لفيرمينو أو فيجا، ثم توزيعها يمينا أو يسارا.
ولعب محرز وجالينو دورا رائعا في عملية الارتداد الهجومي، بانطلاقات لا تتوقف، حيث استغلا الضعف الدفاعي للظهيرين مراد ناجي وأميد مهاجنا.
تلك النقطة، استغلها يايسله بشكل مستمر، سواء في الهجمات المرتدة أو اللعب الطبيعي، بمنح الإشارة للاعبيه، بإرسال الكرات الطولية خلف الظهيرين، وهو ما تم استغلاله طوال فترات المباراة.
ومع رغبة الريان في العودة، بعد تسجيل الهدف الأول، قرر يايسله سحب بعض العناصر لزيادة كثافة الوسط، مع العودة للمناطق الدفاعية واللعب على المرتدات، ليضرب رصاصة الرحمة في قلوب أصحاب الأرض، بهدف قاتل عن طريق البديل فراس البريكان.
وجاء الهدف من مرتدة منظمة، حولها البريكان في الشباك بعد نزوله بدقائق قليلة، مستغلا التراجع البدني للاعبي الريان واندفاعهم الزائد.
قد يعجبك أيضاً



