
في عالم المستديرة، يُعدّ المشجع روح اللعبة ونكهتها المنعشة، لكن عندما يتحول إلى متسلق للجدران والأروقة، فإنه يصبح متطفلاً وفضولياً يتسبب في خلق شيء من الفوضى والمشكلات.
فالبعض يعتقد في قرارة نفسه أنه محور الكيان وإرثه الخالد، مثلما يؤمن بمبدأ الوصاية الذي يستمد منه التدخل والضغط على الأشخاص تحت دافع الانتماء والمصلحة، وكأن من هم على كرسي المسؤولية لا يريدون نفعاً أو نجاحاً لتلك المؤسسة.
صحيح أنها مسألة شائكة لا يمكن بترها، كونها ظاهرة عالمية منتشرة، إلا أن ذلك لا يعني القفز فوق الموانع وإسقاط الإملاءات أو تهييج الآخرين وإثارتهم بنفخ بالون الشائعات والفبركات التي تضرب وتنسف عمل وجهد المنظومة.
فالتدخلات الخارجية بشتى أنواعها وتحت أي مبرر، لها آثارها وتبعاتها على الاستقرار الإداري والفني للفرق، بما يقودها إلى دوامة من التجاذب والصراع الذي لا طائل منه سوى إثارة الرأي المحيط، وإرباك أولئك الذي يكافحون الظروف من أجل النجاح والخروج بصورة مثالية تُرضي طموحهم وجماهيرهم، أضف إلى ذلك أنها ستكون سبباً في انهيار ووأد المشاريع والأفكار الواعدة، التي يتم العمل عليها وفق برامج وخطط مستقبلية لضمان استدامة العمل واستمراريته وفق منهجيات وأهداف طموحة.
وأياً كان نوع العمل الفني، فإنه يتطلب وقتاً وصبراً لقطف ثماره، سواء بالبناء والتأسيس أو الاستقطاب والتجريب، رغم احتمالية التعثر أو عدم التوفيق أحياناً، لكن ذلك يستدعي أيضاً عوامل من الانسجام الداخلي والتعاون المُدعّم بهدوء النفس ثم البُعد عن المشاحنات والتوترات المشتتة للأذهان والجهود، التي فرضت على الإدارات تركيزاً انصب على النتائج الوقتية لتحقيق الفوز فقط، ما أهمل الاعتبارات المستقبلية التي يُفترض أن ترتكز عليها المخرجات الصحيحة والمكاسب على المدى الطويل.
لذا فإن تحصين الأندية من هذه المؤثرات يبدأ من تعزيز الحوكمة والشفافية، بحيث تكون القرارات الفنية والإدارية مدروسة وبيد المتخصصين، مثلما ينبغي على الإدارات تحمل مسؤولياتها وتبعات قراراتها بشجاعة، كي تتصدى بثقة واقتدار للضغوط والهجمات المناوئة، لكن على الجماهير أن تُدرك كذلك أن دورها الأساسي هو المساندة المعنوية، وتشجيع الفرق من المدرجات، بعيداً عن التشكيك أو التهجم أو التدخل في القرارات.
نقلا عن صحيفة الإمارات اليوم
قد يعجبك أيضاً



