
نعم صدقوا أو لا تصدقوا المنتخب السوري لكرة القدم على بعد خطوة واحدة من التأهل لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018 لأول مرة في تاريخه ومواجهته مع نظيره الإيراني يوم الثلاثاء المقبل ستحسم مصيره حيث فوزه مع خسارة المنتخب الكوري الجنوبي أمام أوزبكستان سيضمن له الوصول لروسيا ليكون الاعجاز .
المنتخب السوري حقق الإنجاز بوصوله لجولة الحسم وتأهله مباشرة لنهائيات آسيا في الإمارات 2019 بعد أن توقع الكثير من النقاد أن يخرج مبكراً من التصفيات بسبب الحرب الطاحنة في البلاد وكذلك ابتعاد المنتخب عن ملعبه وجماهيره والأهم عدم توفر المال الكافي للإعداد مما أجبر اتحاد الكرة البحث عن الوديات المجانية أو أن يتكفل الاتحاد الآسيوي نفقاتها ويقتطعها من الإعانات السنوية المجمدة منذ بداية الحرب.
الإنجاز تحقق بجهود محلية حيث رفض العديد من المدربين العرب والأجانب تدريب المنتخب بسبب الخوف من الحرب وملحقاتها فقاد المنتخب في التصفيات فجر إبراهيم وفي جولة الحسم ايمن الحكيم وكلاهما قدم أفضل مالديه وكانوا على قدر المسئولية وقادوا المنتخب لنتائج أكثر من جيدة مع أداء مثالي.
فوز المنتخب السوري على نظيره القطري بنتيجة 3-1 في الجولة قبل الأخيرة من التصفيات زات من مساحة الأمل والتفاؤل لدى السوريين وباتت مواجهة ايران في الجولة الأخيرة الأهم في تاريخهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن أن يتحقق الاعجاز بعد أن تحقق الإنجاز؟ هل يمكن أن تخدم النتائج في الجولة الأخيرة المنتخب السوري ليحجز مقعده في مونديال روسيا؟
في كرة القدم كل شيء وارد ولكنه ان تحقق فإنه سيكون اعجازا تاريخيا للكرة السورية حيث قهر منتخبها الظروف وتفوق اللاعبين على انفسهم والأهم بأنهم وحدوا السوريين فاجتمع الجميع دون استثناء تحت علم الوطن ولا شك بان عودة فراس الخطيب وعمر السومة بعد غياب 5 سنوات وحد السوريين أكثر وفتح باب العودة للكثير لمن سافر وهاجر وانتقد وخلع قميص المنتخب الذي أعاد للكرة السورية هيبتها وحسن ترتيبها في التصنيف الشهري للفيفا، فيما عشرات المنتخبات التي دفعت ملايين الدولارات وتعاقدت مع نخبة المدربين الأجانب وجنست عدد كبير من اللاعبين واقامت معسكرات " مثالية " خرجت من التصفيات بخفي حنين.
لاعبو المنتخب السوري الحاليين هم الأفضل خلال 25 سنة الماضية والأهم الأكثر خبرة والأكثر إرادة وعزيمة وهم عازمون على كتابة التاريخ بأحرف من ذهب في حال تحقق الاعجاز أو كما يسميه السوريين "الحلم " .





