AFPأزمات متلاحقة عاشها بايرن ميونخ في الآونة الأخيرة، ساهمت في انقلاب موسمه بعدما كان مرشحا للفوز بكافة الألقاب التي نافس عليها بكافة الأصعدة.
وشهدت الأيام الماضية إقصاء العملاق البافاري من كأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا، ليبقى لقب البوندسليجا، الطريق الوحيد أمام بايرن ميونخ.
ويستعرض كووورة في السطور التالية، بعض الأخطاء التي ارتكبتها إدارة النادي قبل هذا التحول المفاجئ:
التخلي عن ليفاندوفسكي
أخطاء إدارة بايرن بدأت في وقت مبكر، وبالتحديد في نهاية الموسم الماضي، حينما ماطلت وتباطأت في تمديد عقد نجم الفريق وهدافه الأول روبرت ليفاندوفسكي.
وبدا حاجة الدولي البولندي لمعرفة مستقبله مع الفريق مع قرب انتهاء تعاقده، حيث شعر بأن النادي يؤخر التفاوض معه دون مراعاة لتاريخه مع البافاري.
وبعدما وجد ليفاندوفسكي هذا التردد بشأن تمديد عقده وتقديره، اتخذ قرارا بالرحيل عن النادي الألماني، دون رغبة في التراجع عنه.
ورغم إدراك إدارة بايرن للخطأ بعد فوات الأوان، حاولت أن تثني ليفا عن المغادرة، لكن تمسك اللاعب بقراره حال دون ذلك، واضطر النادي للموافقة على عرض برشلونة لضمه في صيف 2022.
|||2|||
رفض هدية ثمينة
بالتزامن مع رحيل ليفاندوفسكي، وصلت هدية ثمينة لطاولة اجتماعات بايرن، تتمثل في وجود فرصة تاريخية لضم الأسطورة كريستيانو رونالدو.
ورغم تقدم رونالدو في العمر، إلا أن تلك الصفقة كانت ستمنح النادي نقلة تاريخية على الصعيدين الرياضي والاقتصادي، نظرا للشعبية والمكانة التي يتمتع بها هداف كرة القدم التاريخي.
لكن الإدارة البافارية ترددت بشأن الصفقة، لا سيما في ظل اضطرارها لدفع مبلغ مرتفع كراتب سنوي للدون البرتغالي، وهو السبب ذاته التي تباطأت بسببه في تمديد عقد ليفاندوفسكي.
كما خشيت الإدارة من تأثير الصخب الإعلامي المصاحب لرونالدو على بيئة بايرن، التي لم تتعود على الاهتمام المبالغ فيه من الإعلام، لتقرر في النهاية إدارة ظهرها لرونالدو، وهو ما صرح به أوليفر كان الرئيس التنفيذي، مؤكدا أن "الصفقة لم تكن تتماشى مع سياسة النادي".
تلك الصفقة كانت ستمنح بايرن أيضا حلا بديلا لسد ثغرة ليفاندوفسكي، حيث كان الفريق بحاجة لمهاجم غزير الأهداف، سواء رونالدو أو أي من المهاجمين الكبار في ملاعب أوروبا.
عدم التصحيح في الشتاء
رحيل ليفاندوفسكي ألقى بظلاله بالفعل على نتائج بايرن منذ بداية الموسم، وهو ما ظهر جليا بعد أسابيع معدودة على انطلاقه، حتى اضطر المدرب جوليان ناجلسمان لتغيير طريقة اللعب والاستعانة بتشويو موتينج كرأس حربة بعد فشل فكرة الاستعانة بساديو ماني في هذا المركز.
ورغم تألق الدولي الكاميروني، إلا أن معدله التهديفي لم يرتق على مدار الموسم لما كان يحققه ليفاندوفسكي بملعب أليانز أرينا.
واتضح بعد ذلك أن بايرن ميونخ بدأ يدفع الثمن في بعض المباريات المغلقة، التي تحتاج لقناص من العيار الثقيل بقيمة ليفاندوفسكي.
وكان هناك إمكانية لمحاولة النادي لتصحيح الخطأ في الميركاتو الشتوي، عبر التحرك لجلب مهاجم أكثر شراسة، لكن ذلك لم يحدث، رغم تجدد فرصة ضم رونالدو بدون مقابل مادي.
ولم تفكر الإدارة أيضا في الذهاب لخيار آخر والبحث في البلدان الأوروبية عن هداف من العيار الثقيل، يمكنه إنعاش هجوم الفريق في النصف الثاني من الموسم.
صفقات بلا فائدة
أبرم بايرن 8 صفقات منذ صيف 2022 حتى نهاية الميركاتو الشتوي الماضي، لكن أغلب هذه التعاقدات لم تقدم الإضافة المنشودة.
الغريب أن أغلب الوافدين الجدد تحولوا إلى بدلاء في الكثير من المباريات، بما فيهم ساديو ماني منذ عودته من الإصابة قبل شهرين.
كما لم يستفد بايرن من ريان جرافنبيرش بتهميش دوره حتى الآن، كما هو الحال مع دالي بليند، الذي لازم دكة البدلاء دون منحه فرصة لمساعدة الفريق.
الأمر ذاته ينطبق على المغربي نُصير مزراوي، الذي حجز مقعد أساسي لفترة وجيزة قبل انقلاب الأمور رأسا على عقب بعد كأس العالم، فيما تباينت مشاركات جواو كانسيلو منذ استعارته في الشتاء.
المهاجم الفرنسي ماتيس تيل لا يشارك أيضا بصفة أساسية منذ انضمامه للفريق الصيف الماضي، فيما نجا من هذا الوضع المدافع الهولندي ماتياس دي ليخت والحارس السويسري يان سومير، حيث يعد الثنائي الوحيد الذي يُعتمد عليه بشكل أساسي.
إقالة ناجلسمان
منذ التعاقد مع ناجلسمان في 2021، أعلنت إدارة بايرن ميونخ أن صاحب الـ 35 عامًا، جاء لمشروع طويل الأمد، قبل التحول المفاجئ في نهاية الشهر الماضي.
الإقالة المفاجئة جاءت في توقيت حساس من الموسم، قبل مواجهة مانشستر سيتي في ربع نهائي دوري الأبطال بأيام قليلة.
وبعيدا عن مدى صحة القرار من عدمه، إلا أن التوقيت لم يكن مثاليا، بغض النظر عن هوية المدرب القادم، والذي كان توماس توخيل، لعدم قدرته على إضافة لمساته بشكل واضح خلال فترة قصيرة وسط جدول مزدحم بالمباريات المهمة.
وتأكد خطأ القرار البافاري بعد أسابيع معدودة، وذلك بخروج الفريق من الكأس ثم دوري الأبطال تباعا، لتصيب الإدارة، الفريق بنيران صديقة.



