Reutersنظرة خاطفة على نشاط بيرنلي في سوق انتقالات اللاعبين هذا الصيف تجعلك تتشاءم حيال فرص الفريق في البقاء بالدوري الإنجليزي الممتاز، رغم أداء رائع قدمه في الموسم الماضي وتوج على إثره بطلا للدرجة الأولى بعدما جمع 93 نقطة.
الأحوال لم تتغير منذ مشاركة بيرنلي الأخيرة في الـ"بريمير ليج" في موسم 2014/2015، إدارة النادي لا تبدو جادة في مسعاها للحفاظ على مكانة الفريق بين الكبار، وحتى أن التشكيلة الحالية تبدو أضعف من تلك التي ظفرت بلقب الـ"تشامبيونشيب".
يكد المدرب شون دايتش في العمل مع مجموعة من اللاعبين المجتهدين، إلا أن مقارعة الكبار يحتاج لأكثر من ذلك، وسيكون للاحتفاظ بنجوم الفريق الموسم الماضي وتعزيز قوتهم بأسماء لديها خبرة في الدوري الممتاز، أكبر الأثر في تحقيق نتائج مفاجئة.
لكن يبدو أن إدارة بيرنلي لم تتعلم من دورس وعبر المشاركة الأخيرة في البطولة، فلم تقاتل للحفاظ على خدمات "المشاغب" جوي بارتون أفضل لاعبي الفريق الموسم الماضي، والذي انتقل للدوري الأسكتلندي للعب في صفوف العائد للأضواء بعد غياب جلاسجو رينجرز.
كما أن التشكيلة الحالية تفتقر للخبرة، ويغيب عنها الأسماء البراقة التي يهابها المنافسون، فلم تجهد الإدارة في استقطاب اللاعبين واكتفت بصفقة وحيدة بارزة حصلت من خلالها على خدمات الدولي الأيسلندي يوهان بيرج جودموندسون.
ولم يغير المدرب دايتش من أسلوب لعب فريقه الذي يتبع طريقة 4-4-2 الكلاسيكية، وربما يواصل دايتش انتهاج هذه الطريقة نظرًا لأنها أجدت نفعا مع البطل ليستر سيتي الموسم الماضي.
جمع الفريق 33 نقطة في مشاركته الأخيرة بالدوري الممتاز، وهبط سريعًا إلى الدرجة الأولى رغم تألق مهاجمه داني إينجز الذي انتقل بعدها إلى ليفربول، ولا يبدو تكرار التجربة في الموسم الجديد أمرًا صعب الحدوث.
المدرب
شون دايتش واحد من المدربين المجتهدين الذين يعملون بجد بعيدا عن الأضواء، وتواصل إدارة بيرنلي الاعتماد عليه بسبب إجادته التعامل مع لاعبي الفريق المغمورين وقدرته على توظيف إمكانياتهم المتواضعة وتحويلها إلى قدرات مميزة.
لم يحظ دايتش بمسيرة تستحق الذكر كلاعب، كان مدافعا صلبا في فرق متواضعة وأبرز إنجازاته كان الوصول مع تشيسترفيلد إلى نصف نهائي كأس إنجلترا.
وكمدرب، بدأ دايتش (45 عاما) مشواره مع واتفورد، وانضم لفترة قصيرة للجهاز التدريبي لمنتخب إنجلترا تحت 21 سنة، قبل أن يخلف مدرب بورنموث الحالي إيدي هاوي ويستلم تدريب بيرنلي العام 2012.
النجم
تشبه مسيرة مهاجم بيرنلي أندي غراي إلى حد كبير، الرحلة المذهلة لهداف ليستر سيتي جايمي فاردي نحو عالم الأضواء، فلم يكن أحد يسمع به قبل انتقاله إلى بيرنلي، ولم يلعب كرة القدم على صعيد المحترفين حتى العام 2012.
وانتقل غراي إلى لوتون تاون العام 2012 وسجل في موسمه الثاني مع الفريق 30 هدفا ليحصل على فرصة تمثيل المنتخب الإنجليزي الثالث (تحت 23 سنة)، ثم وقع عقدا للانضمام إلى برينتفورد في الدرجة الأولى، وأحرز في موسمه الأول والوحيد 16 هدفا في الدوري، لينتقل بعدها إلى صفوف بيرنلي.
اختير غراي (25 عاما) أفضل لاعب في الدرجة الأولى بفضل 23 هدفا مع بيرنلي الفائز بلقب المسابقة، كما توج هدافا للبطولة، ويطمح أنصار بيرنلي ببقائه هذا الموسم رغم اهتمام مدرب سندرلاند ديفيد مويس بخدماته.
الصفقة الأبرز
من الصعب معرفة ما إذا كان لاعب الوسط الدولي الأيسلندي يوهان بيرج جودموندسون، سيشكل إضافة مميزة لصفوف بيرنلي في الموسم الجديد، لكنه سيضيف بكل تأكيد الخبرة الدولية التي تنقص لاعبي الفريق حاليا.
شارك جودموندسون مع منتخب بلاده في نهائيات كأس أوروبا 2016 التي اختتمت الشهر الماضي في فرنسا ووصلت أيسلندا إلى ربع النهائي فيها، لكن بيرنلي لم يستقدمه لهذا السبب، بل تعاقد معه بعدما قدم اللاعب الذي يميل للعب على الجناح أداء مميزا مع تشارلتون أثليتيك الموسم الماضي.
يعيب جودموندسون أنه مقل في أهدافه ولا يسدد كثيرا على المرمى، لكنه صانع لعب من الطراز الرفيع، وقد تصدر لائحة أفضل صانعي الأهداف في الدرجة الأولى الموسم الماضي.
نقاط القوة
نزف بيرنلي الكثير من النقاط في الأيام الأولى من عمر بطولة الموسم 2014/2015، ما ساهم في هبوطه للدرجة الأولى، وهذه المرمى فإن الفرصة مواتية لتجنب هذه التجربة لأن الفريق سيلعب 5 من مبارياته السبع الأولى بالدوري الممتاز على ملعبه.
وسيواجه دفاع بيرنلي مهمة صعبة في الوقوف صامدًا أمام هجمات الفرق الكبيرة، إلا أنه يبدو جاهزا لهذه المهمة بوجود مايكل كاين الذي اختير أفضل لاعب في فريق الشباب بمانشستر يونايتد العام 2012، لكن كل الخوف من رغبة ليستر سيتي في الحصول على خدماته.
وخلف الدفاع يقف حارس متألق اسمه توم هيتون الذي نشأ في أروقة مانشستر يونايتد ولعب على سبيل الإعارة مع عدة فرق متواضعة قبل الانتقال إلى بيرنلي، وهو الذي مثل المنتخب الإنجليزي في مباراة دولية واحدة.
وإذا ما نجح بيرنلي في الاحتفاظ بخدمات غراي، فلن يكون هناك أي خوف من شح الأهداف، خصوصا وأن المهاجم الآخر، الدولي الويلزي سام فوكس، عازم على تقديم المستوى ذاته الذي قدمه في كأس أوروبا 2016 عندما سجل هدفا بمرمى بلجيكا في ربع النهائي.
نقاط الضعف
لا يوجد في بيرنلي اسم يمكنه إخافة الخصوم بإنجازاته وخبرته أو قدراته الإستثنائية، ومع تبقي شهر على انتهاء فترة الإنتقالات الصيفية فإن الفرصة سانحة أمام النادي لسد هذه الفجوة.
نضيف إلى ذلك أن الفريق لا يظهر بشكل خلاق عند اختلاف المعطيات وتغير المجريات، فأداء اللاعبين كمجموعة كلاسيكي يسهل توقعه، ما يضع الحمل بأكمله على كتفي المدرب دايتش لحل هذه المعضلة، كما أن النادي لم يتحرك هذه اللحظة لإيجاد البديل المناسب للراحل بارتون في وسط الميدان.
بطاقة بيرنلي
الكنية: "ذا كلاريتس"
تاريخ التأسيس: 1882
الملعب: تورف مور (21401 متفرجًا)
رئيس النادي: ماريك جارليك
المدرب: شون دايتش
ألوان الفريق الأساسية: الفانلة العنابية والسروال الأزرق الفاتح والجوارب البيضاء
الألقاب:
الدوري الإنجليزي: مرتان
كأس إنجلترا: مرة واحدة
درع المجتمع: مرتان
قد يعجبك أيضاً



