
الأمر الذي كنت أخاف منه هو أن أصل لنهاية مغامرتي مع يوفنتوس وأكون لاعباً يجب تحمله، أو أكون لاعباً قد اهترى محركه وأعظم إرضاء لي أنني لم أكن كذلك.
بهذه الكلمات افتتح بوفون مؤتمره الذي أعلن فيه نهاية مشواره مع السيدة العجوز بعد 17 عاما مليئة بالإنجازات والانتصارات والتضحيات ووصلت الأسبوع الماضي لنقطة النهاية التي وضعها بوفون بنفسه بالتشارك مع الإدارة ليرسمون بذلك أجمل صور الاحترافية وضرورة التحلي بالموضوعية وإبعاد العواطف جانبا عندما يتعلق الأمر بمصير فريق كبير بحجم اليوفنتوس وبمسيرة إسطورية بحجم مسيرة بوفون.
ولك أن تتخيل أن بوفون صاحب الـ40 عاما ومن نطق بتلك المخاوف هو من يتربع على عرش أفضلية الحراس في العالم بفوزه بجائزة أفضل حارس عن العام 2017 لكن ذلك لم يثنه عن اختيار الترجل وهو في القمة الأمر الذي سيبقيه بطلا للأبد في ذاكرة المشجعين.
بوفون الذي قدّم تضحية للتاريخ عندما اختار الوفاء لليوفي واللعب في السيريا B وهو حينها بطل العالم مع منتخب بلاده وأفضل حراس العالم حينها، ومطمع عديد من الأندية لم يختبر وفاء إدارة اليوفي أو مشجعيه بالبقاء لوقت أطول مع أنه أمر في المتناول ومع أن كثيرين مازالوا يرون أن الرحيل سبق أوانه وأن الكبير بوفون بإمكانه حماية عرين اليوفي مواسم أخرى لكن تكرار الأداء المعهود عنه والمحافظة على الاستمرارية دائما محل شك للرياضي على حد وصف بوفون، لذلك الرحيل الآن هو أجمل ختام لقصة اكتملت فيها كل أركان الأسطورية.
الجدير بالذكر أن بوفون كان ينقصه ثماني مباريات فقط لكسر رقم باولو مالديني كأكثر اللاعبين مشاركة في السيريا A وهو رقم من السهل كسره لو اختار بوفون البقاء لموسم آخر، لكن نزع القفازين بعد 17 عاما و300 كلين شيت وتسعة ألقاب دوري وخمس بطولات كأس وأربع بطولات سوبر والأهم مغادرة المشهد في القمة تماما كما بدأت القصة في 2001 جميعها أمور ستجعل من بوفون اسم لا ينسى ومسيرة تُحتذى في الأداء والاستمرارية والوفاء والنهاية.
السطر الأخير:
لو قلبنا سريعا أوراق أهم نجوم الكرة السعودية ونظرنا لنهاية مسيرتهم ستجد أنها غير مرضية لكثيرين وشوهت مسيرة لامعة سبقت هذه النهاية، بل وستجعل من أسطوريتهم دائما محل شك، لذلك مهم دائما تذكر قيمة مغادرة المشهد وأنت في القمة.
*نقلا عن جريدة الرياض



