
لا تزال صورة بوبي مور مرفوعًا على أكتاف زميليه جيف هيرست وراي ويلسون في ستاد ويمبلي القديم في يوليو/تموز 1966 وهو يرفع كأس العالم، مطبوعة في ذاكرة عشاق الرياضة الإنجليز حتى الآن.
ويبقى هيرست محل الإشادة بعد أن أحرز ثلاثية في المباراة النهائية لكأس العالم، والتي فازت فيها إنجلترا على ألمانيا، لكن القائد مور هو فعلًا من سرق الأضواء والقلوب في هذه الليلة.
ويقف تمثال مور شامخًا خارج ستاد ويمبلي الجديد ليذكر الجميع باليوم الذي تفوقت فيه إنجلترا على مستوى العالم ويوضح طول مدة الانتظار لتكرار مثل هذا الإنجاز.
وبما يعرضه من ملامح تنم عن عزيمة قوية وشموخ، يذكر التمثال أيضا بقيم الاحتراف التي سطرها مور داخل وخارج الملعب.
ولد مور في 1941 في باركينج وهي غير بعيدة عن لندن، وانضم إلى وست هام يونايتد القريب في 1956، وشارك مع الفريق الأول للمرة الأولى في 1958 في مواجهة مانشستر يونايتد.
وفي صفوف الفريق، ارتدى مور القميص رقم 6، وشارك معه في 647 مباراة قبل الانتقال إلى فولهام في 1974.
وفاز وست هام بكأس إنجلترا في 1964 وبكأس الأندية الأوروبية أبطال الكؤوس في 1965، بينما كان مور واحدًا من أفضل المدافعين على مستوى العالم.
وانضم مور لمنتخب إنجلترا لأول مرة في 1962، لكنه لم يكن يتمتع وقتها بسرعة كبيرة وقوة بدنية، لكنه قدم مثالا حيا للمدافع المتميز وغير المفاهيم المتعلقة بقدرات ومهام المدافعين في هذا الوقت.
عشق راسخ
قدم مور أداء مميزًا من كل الجوانب، إذ كانت التحاماته دقيقة للغاية، وكان يقرأ المباراة وكأنها كتاب مفتوح كما لعب دورا بارزا في نقل هذه الثقافة للجيل التالي.
وبسبب عشقه الراسخ للأداء الجميل، تمتع مور بإعجاب زملائه وخصومه على حد سواء.
وفي وقت سابق، قال أسطورة الكرة الألمانية فرانز بيكنباور عن مور "بوبي كان مثلي الأعلى. كنت أتطلع إليه وكنت فخورا جدا لأنني لعبت في مواجهته".
وسيظل اسم مور مرتبطا بما حدث في هذا اليوم في ستاد ويمبلي، لكن المباراة التي عززت إرثه وذكراه على مر التاريخ كانت بعد ذلك بـ 4 أعوام في المكسيك عندما خسرت إنجلترا في مباراة بدور المجموعات أمام البرازيل.
ولعب مور دورا كبيرا في التصدي لهجمات المنتخب البرازيلي، وكان العناق المؤثر بين بيليه ومور في نهاية المباراة محل الكثير من الأحاديث والتعليقات.
وقال بيليه بعد وفاة مور عن 51 عاما بعد صراع مع السرطان في 1993 "لقد فقد العالم واحدا من أعظم لاعبي كرة القدم، فقدنا شخصية مهذبة عظيمة".
وبعد انتهاء مسيرته في الملاعب بالولايات المتحدة خلال عام 1983، واجه مور بعض المصاعب والعثرات.
وخاض مور غمار التدريب لكنه لم يحقق نجاحا كبيرا على رأس الجهاز الفني لساوثيند وظهر في فيلم الهروب إلى النصر، كما انفصل عن زوجته تينا في 1986 وخاض تجربة غير موفقة في مجال الأعمال.
وبعد ذلك عمل معلقا إذاعيا، وقبل أيام فقط من وفاته علق على مباراة لمنتخب إنجلترا.



