بعيدًا عن صلاح.. حكاية هاني رمزي مع هودجسون وأوتوريهاجل

شهدت كرة القدم المصرية، العديد من النماذج للاعبين موهوبين خاضوا تجارب اللعب في أوروبا وحفروا تاريخهم في ذاكرة الأندية التي لعبوا لها في القارة العجوز.

ويظل محمد صلاح نجم ليفربول، حالة استثنائية في تاريخ الكرة المصرية بوصوله لهذه المرحلة من النجومية والمستوى، إلا أن هناك تجارب أخرى تستحق تسليط الضوء عليها بعيدًا عن صلاح.

ويرصد كووورة في سلسلة حلقات (بعيدًا عن صلاح) أبرز تجارب النجوم المصريين في أوروبا.. وطرحنا في الحلقة السابقة مشوار أحمد حسام ميدو نجم توتنهام السابق.

ونطرح في الحلقة الثانية، مشوار هاني رمزي نجم منتخب مصر السابق، وأحد اللاعبين أصحاب التجارب المميزة في الدوري الألماني: 

مونديال 90.. ونقطة الانطلاق 

لمعت موهبة هاني رمزي المدافع الواعد في قطاع الناشئين بالأهلي، خاصة مع انضمامه للمنتخبات السنية وتم تصعيده للفريق الأول وعمره 18 عامًا في موسم 1987-1988، وانضم لمنتخب مصر الأول تحت قيادة الراحل محمود الجوهري.

وتأهل منتخب مصر لمونديال 1990، وقدم رمزي مستويات رائعة في كأس العالم، خاصة وأن عمره كان 21 عامًا، ورحل إلى نيوشاتل السويسري، وبدأ رحلة احترافه في أوروبا.

4 مواسم قضاها رمزي في نيوشاتل قدم خلالها أداء مميزًا وسجل 9 أهداف رغم كونه مدافع، وخاض 98 مباراة، واللافت أن رمزي سجل في أول مباراة رسمية مع نيوشاتل في أكتوبر/تشرين أول 1990 في مرمى سانت جالين، ونال قناعة المدرب روي هودجسون.

وحجز رمزي مقعده في تشكيلة نيوشاتل ولعب مباراة تاريخية ضد ريال مدريد في كأس الكؤوس الأوروبية عام 1991، وواجه كتيبة نجوم الملكي وعلى رأسهم بوتراجينو وجورج هاجي.

ومع رحيل هودجسون وتولي المدرب الألماني أولي شتيلكه قيادة نيوشاتل، استمر تألق رمزي مع الفريق السويسري، خاصة مع رفض رمزي فكرة العودة للأهلي في 1992.

وبدأت العروض تتوالي على هاني رمزي من إيطاليا وألمانيا، لكنه فضل الرحيل إلى الدوري الألماني وتحديدًا فيردر بريمن. 

تجربة بريمن 

منذ الموسم الأول، نجح رمزي في إثبات قدراته والتواجد أساسيًا في تشكيلة بريمن، بعدما أقنع المدرب أوتو ريهاجل بقدراته، وخاض أول بطولة في مسيرته الأوروبية بعد أيام من انتقاله إلى الفريق.

وحقق بريمن فوزًا ملحميًا على بايرن ميونخ في أغسطس/آب 1994، ولعب رمزي وقتها في مركز الليبرو وفاز فريقه بعد التمديد للوقت الإضافي بنتيجة 3-1 أمام كتيبة البافاري بقيادة لوثار ماتيوس ومحمد شول وبابان.

واستمرت مشاركات رمزي في الموسم الثاني رغم رحيل أوتوريهاجل وتولي المدرب الهولندي آد دي موس، واحتل الفريق المركز التاسع بالدوري، وودع كأس الكؤوس الأوروبية من دور الستة عشر.

ووتعامل رمزي في موسم 1996-1997 مع مدرب ثالث وهو الألماني هانز دورنر، لكن طموحات رمزي بدأت تتخطى حدود بريمن بعدما لفت الأنظار إليه بشدة.

تلبية نداء أوتوريهاجل

في صيف 1998، قرر هاني رمزي خوض تجربة جديدة، وخاصة بعدما تلقى عرضًا من كايزر سلاوترن بطل الدوري الألماني وقتها، والذي كان يقوده المدرب الأسبق لرمزي وهو أوتوريهاجل.

ولبى رمزي نداء أوتوريهاجل، وقدم مستويات رائعة وحجز مقعده أساسيًا في تشكيلة سلاوترن، خاصة أنه كان أغلى صفقة للفريق وتخطت حاجز مليون يورو وقتها، وسجل رمزي في موسم 1998-1999 في شباك فريقه السابق بريمن على ملعب الأخير.

واحتل سلاوترن المركز الخامس بالدوري الألماني وتأهل الفريق لدور الثمانية بدوري أبطال أوروبا، وتعرض رمزي للطرد في لقاء بايرن ميونخ في جولة الذهاب لربع النهائي.

وزامل رمزي، بعض النجوم الكبار في صفوف سلاوترن، وعلى رأسهم مايكل بالاك ويوري دجوركاييف وماريو باسلر وميروسلاف كلوزه.

ومع تقدم عمر رمزي ووصوله إلى 34 عامًا، تحول إلى لاعب بديل في صفوف سلاوترن موسم 2003-2004 مع المدرب إيريك جريتس.

ورحل رمزي في صيف 2005، وكان مقررًا أن يعود للأهلي ليختتم مسيرته، لكن الأمور لم تكتمل ولعب وقتها رمزي لموسم في صفوف ساربروكن المغمور وأعلن اعتزاله.