بعد أزمة الإيقاف.. هل يفسخ بيراميدز عقد رمضان صبحي؟

نسفت إدارة نادي بيراميدز الأنباء التي ترددت حول فسخ عقد اللاعب رمضان صبحي نجم الفريق بعد صدور قرار رسمي من المحكمة الرياضية الدولية "كاس" بإيقافه لمدة 4 أعوام على خلفية اتهامه بالتلاعب في عينة منشطات خاصة به في إحدى مباريات فريقه ببطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية عام 2021.

وقال مصدر رسمي داخل نادي بيراميدز لـ"كووورة: "ندعم رمضان صبحي في أزمته.. وكل ما يقال عن فسخ التعاقد كلام غير صحيح".

وأضاف: "نستغرب الإصرار على استباق الأحكام دون إعطاء اللاعب فرصة عادلة للدفاع عن نفسه واستكمال المسار القانوني خاصة وأن درجات التقاضي لم تنتهِ، والأحكام غير نهائية".

وتابع المصدر: "من الخسة أن نجد من يتخذها فرصة لتشويه اللاعب والتشفي فيه لمجرد خلاف في المنافسة الرياضية".

وأتم قائلاً: "ندعو الله أن يخرج رمضان من هذه المحنة الإنسانية والمهنية الصعبة بخير".

وانضم رمضان صبحي صاحب الـ 28 عاماً إلى بيراميدز في صيف 2020 في صفقة مدوية عقب نهاية إعارته إلى الأهلي المصري.

وحقق اللاعب لقب دوري أبطال أفريقيا لأول مرة مع بيراميدز بجانب تتويجه بلقب كأس مصر بينما لعب رمضان صبحي بقميص الأهلي المصري وستوك سيتي وهيديرسفيلد تاون الإنجليزيين.

ويواجه اللاعب أزمة حادة بسبب اتهامه في قضية تزوير بعد أداء أحد الأشخاص الامتحانات الدراسية بدلاً منه في معهد دراسي.

تحركات قانونية

وأعلن المحامي هاني زهران عن تفاصيل القرار الصادر من محكمة التحكيم الرياضي الدولية "كاس" بلوزان، والتي قررت إيقاف اللاعب لمدة أربع سنوات بعد قبول الطعن المقدم من المنظمة الدولية للمنشطات (WADA) ضد قرار لجنة الاستماع بالمنظمة المصرية لمكافحة المنشطات "النادو"، والتي كانت قد برأت اللاعب من تهمة التلاعب في عينة تحليل المنشطات.

وقال محامي رمضان صبحي في تصريحات سابقة لـ"كووورة" إن الحكم الصادر عن "كاس" يُعد خطوة جديدة في ملفٍ شديد التعقيد، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن القرار ليس نهائيًا وأن الفريق القانوني بدأ بالفعل في إعداد طعن أمام المحكمة الفيدرالية السويسرية، وهي الجهة القضائية العليا القادرة على مراجعة القرارات الصادرة عن محكمة التحكيم الرياضي في حالات محدودة تتعلق بإجراءات التقاضي وحياد المحكمة.

وأوضح زهران أن فريق الدفاع يمتلك مستندات وإجراءات قانونية يرى أنها تؤثر بشكل مباشر على سلامة الحكم، وأنه سيتم الاستناد إليها في الطعن المرتقب، مشيرًا إلى أن المحكمة الفيدرالية السويسرية لا تعيد مناقشة الوقائع الفنية للقضية، لكنها تراجع سلامة الإجراءات ومدى مراعاة المحكمة الرياضية لمعايير العدالة والحياد.

تفاصيل الحكم ومسار القضية

القضية تعود بدايتها إلى عام 2021، حين خضع اللاعب رمضان صبحي لفحص منشطات، لتظهر بعد ذلك شكوك حول وجود تلاعب في عينة التحليل، قبل أن يصدر قرار لجنة الاستماع في "النادو" ببراءته وعدم ثبوت أي مخالفة ضده، وهو القرار الذي اعتُبر انتصارًا قانونيًا أوليًا للاعب.

لكن المنظمة الدولية لمكافحة المنشطات لم تقتنع بحكم لجنة الاستماع، وتقدمت بطعن رسمي أمام محكمة التحكيم الرياضي الدولية "كاس"، مطالبة بإدانة اللاعب وتوقيع العقوبة القصوى في مثل هذه الحالات.

وبعد جلسات مطولة امتدت لأشهر، صدر اليوم الحكم النهائي من كاس بإلغاء قرار "النادو" وتوقيع عقوبة الإيقاف 4 أعوام، وهي من أشد العقوبات في لوائح مكافحة المنشطات عالميًا.

ويرى زهران أن الحكم اعتمد على تأويلات فنية محل خلاف، وأن هناك نقاطًا إجرائية قد تشكل أساسًا قويًا للطعن، مضيفًا أن الدفاع سيستند أيضًا إلى سوابق قضائية مشابهة نجح فيها اللاعبون في تقليص العقوبة أو إلغائها.

تأثير القرار على مسيرة اللاعب

لا شك أن قرار الإيقاف لمدة أربع سنوات يُعد ضربة موجعة لمسيرة رمضان صبحي، خاصة أنه لا يزال في سن تسمح له بالمنافسة، وكان يُعد أحد الأعمدة البارزة في نادي بيراميدز الذي يرتبط بعقد مع اللاعب حتى عام 2028.

ومع ذلك، يؤكد هاني زهران أن اللاعب لا يزال متمسكًا ببراءته وأنه سيواصل اللجوء لكل السبل القانونية للدفاع عن نفسه وسمعته الرياضية، قائلاً: "رمضان صبحي ما زال على موقفه الواضح بأنّه لم يتعمد أو يشارك في أي عملية تلاعب، ونحن ملتزمون بالدفاع عن حقه حتى آخر درجة تقاضٍ متاحة".

الخطوة القادمة

يستعد فريق الدفاع خلال الأيام المقبلة للتوجه رسميًا للمحكمة الفيدرالية السويسرية لتقديم الطعن، والذي يجب أن يتم خلال 30 يومًا من صدور حكم كاس.

وتختص المحكمة بالنظر في مدى التزام محكمة التحكيم الرياضي بمعايير النزاهة والشفافية خلال نظر القضية، وفي حال قبول الطعن قد يتم إلغاء الحكم أو إعادته للنظر مجددًا.

واختتم زهران تصريحاته بالقول: "نطلب من الجماهير والإعلام التريث وعدم الحكم على الأمور بشكل نهائي، لأن القضية ما زالت مفتوحة. نحن نتحرك بخطوات واضحة ومبنية على أسس قانونية سليمة، ولدينا إيمان بأن العدالة ستظهر في النهاية".