
تعلق الصين مستقبلها في كرة القدم على تنمية المواهب الشابة، وهناك الكثير أمام الدولة الأكثر سكانًا في العالم لتحقيقه، إذا كان أداؤها في بطولة آسيا تحت 23 عامًا الأسبوع الماضي نموذجًا يمكن الاستعانة به.
خرج المنتخب الصيني، الذي يدربه ماسيميليانو مادالوني ويضم مجموعة من اللاعبين الدوليين، من الدور الأول بالبطولة بعد هزيمته 2-1 أمام قطر في تشانجتشو بإقليم جيانجسو، أول أمس الاثنين.
وهذا يعني أن بطولة قارية أخرى للشباب، ستمر دون أن تترك الصين بصمتها في إشارة أخرى إلى أن الطريق نحو الصفوف الأولى في كرة القدم الآسيوية، ناهيك عن المنافسات العالمية، ما زال طويلًا وشاقًا.
ففي المباراة التي كان الفوز بها لا غنى عنه، سجل ياو رون شينج هدفًا مبكرًا للمنتخب الصيني، إلا أن القائد تشاو طُرد لتتحول دفة المباراة لصالح العنابي، التي سجل لها المعز علي هدفين، لتتراجع الصين إلى المركز الثالث في مجموعتها وراء قطر وأوزبكستان.
وكان مارتشيلو ليبي مدرب المنتخب الصيني الأول، ساند مشاركة لاعبي الصين الصغار في البطولة بعد أن ضم ستة من فريق مادالوني إلى التشكيلة التي اصطحبها، للمشاركة في بطولة شرق آسيا في اليابان الشهر الماضي.
ورغم أن هناك إيجابيات يمكن استنتاجها من الفشل الأخير، خاصة موهبة الجناح الواعد وي شي هاو والفهم الخططي الذي غرسه مادالوني في فريقه، ما زالت الصين متأخرة عن أفضل الفرق الآسيوية عندما يتعلق الأمر بتطوير الشباب.
تأهل معتاد
ونافست قطر، التي تستضيف نهائيات كأس العالم 2022، باستمرار في البطولات الآسيوية خلال السنوات الخمس الماضية وتعد أوزبكستان من الفرق التي اعتادت التأهل لبطولات الأعمار السنية التي ينظمها الاتحاد الدولي (الفيفا).
وتتأهل اليابان وكوريا الجنوبية باستمرار إلى كأس العالم تحت 17 عامًا وتحت 20 عامًا إضافة لمنافسات كرة القدم في الألعاب الاولمبية.
وعلى النقيض حققت الصين فوزها الوحيد في ثلاث مشاركات ببطولة تحت 23 عامًا، عندما تغلبت على عمان 3-صفر، ولم تتجاوز قط دور الثمانية في بطولة آسيا تحت 16 عامًا أو تحت 19 عامًا منذ عام 2004.
وفشلت أيضًا في التأهل هذا العام لبطولة آسيا تحت 16 عامًا التي تستضيفها ماليزيا في سبتمبر/أيلول.
وبدأت الصين برامج لتطوير المواهب الشابة في أنحاء البلاد وتتدفق مبالغ طائلة على التعاقد مع كبار المدربين.
وفي محاولة لتشجيع المزيد من التنمية للمواهب الشابة قبل أولمبياد 2020، شدد الاتحاد الصيني لكرة القدم قواعد الدوري المحلي، لإرغام الأندية على إشراك أكبر عدد ممكن من اللاعبين تحت 23 عامًا، مثلما تحرص على إشراك اللاعبين الأجانب.
وكل ذلك يهدف إلى الوصول إلى منتخب وطني قادر على تحقيق رغبة رئيس البلاد شي جين بينج، في وضع حد لغياب الصين عن كأس العالم منذ عام 2002، التي كانت المشاركة الوحيدة للصين في النهائيات.
قد يعجبك أيضاً



