
غير معظم لاعبي كرة القدم بالسودان واقع أسرهم، من الوضع العادي إلى مكانة مميزة.
وينحدر جل لاعبي الكرة السودانية من الأسر البسيطة، فهي الأكثر ممارسة للعبة منذ الصغر.
ويقدم تقرير كووورة بعض النماذج للاعبين سودانيين صنعوا مجدهم الفني والاجتماعي من الصفر إلى القمة.
الجيل الذهبي العظيم
لا يقارن جيل منتخب السودان 1970 بأي جيل آخر من لاعبي كرة القدم السودانية، لأنه أول وآخر جيل إلى اليوم، يحقق لقب بطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت بالخرطوم، وقد نالوا التكريم الأدبي والمالي، ومعظهم كانوا من أبناء البسطاء، لكنهم تسببوا بالنفع لأهلهم ولأنفسهم بذلك الإنجاز التاريخي.
وكان أبرز لاعبي منتخب 1970 السوداني، حارس المرمى عبد العزيز عبد الله، وقائد الفريق المدافع أمين زكي، ونجم الدين حسن والسر كاوندا، ونصر الدين عباس جكسا، وعز الدين عثمان.
كان جيل منتخب السودان 1970، هو أول جيل يتحصل لاعبوه على قطع أراضي من الدرجة الأولى بسبب إنجازهم، واحتفظ الكثيرون منهم بتلك الأراضي وشيدوا عليها منشآت من عدة طوابق، فكانت خير معين لهم من نوائب الدهر، وتقدر قيمة تلك الأراضي اليوم ببضعة مليارات من الجنيهات.
هيثم مصطفى أقوى مثال
ويعتبر قائد الهلال والمنتخب السوداني ولاعب المريخ والأهلي شندي السابق مثالا قويا لمن صعدوا في كرة القدم السودانية بسرعة الصاروخ، ماليا وفنيا، ووصل قمة المجد.
فهيثم الذي انضم للهلال من فريق الأمير بالدرجة الثانية في موسم 1996-1997، بمبلغ مالي زهيد، أفاد أسرته الكبيرة بعد أمضى أكثر من 15 سنة في الفريق الأزرق، أعاد خلالها تجديد عقده عدة مرات، بمبالغ مالية تقدر بالمليارات.
جيل المريخ 1989
يعتبر جيل 1989 بنادي المريخ، هو أعظم جيل بين الأندية السودانية، لأنه حقق بطولة كأس الكؤوس الأفريقية في هذا العام.
في ذلك الوقت انضم معظم لاعبي ذلك الجيل بمبالغ مالية زهيدة، ولكن بعد تحقيق اللقب التاريخي القاري نالوا المجد الأدبي والمالي.
من الصفر إلى التكريم
كان ذلك الجيل من لاعبي مريخ 1989، يضم أساطير مثل الحارس حامد بريمة، والمدافعين كمال عبد الغني وإبراهيم عطا وعاطف القوز، ولاعبو الوسط مثل جمال أبو عنجة وبدر الدين بخيت وبابكر باكمبا، وصانع الألعاب الفريد سامي عز الدين، والمهاجمين منتصر الزاكي "زيكو" وفتح الرحمن سانتو.
ويقول نجم الفريق في تلك الفترة جمال أبو عنجة: "كل لاعبي ذلك الجيل كانوا من أبناء البسطاء، وقد أصبحوا من أصحاب المكانة الأدبية، بعد تكريم رئاسة الجمهورية على ذلك الإنجاز التاريخي".
وأضاف أبو عنجة: "التكريم الثاني كان ماليا، حيث منحوا قطع أراضي، ساعدتهم وأهلهم على العيش الكريم.
من عشرات الآلاف إلى مليارات
السمؤال ميرغني، ظهير ومدافع فريق الهلال والمنتخب السوداني، أحد اللاعبين الذين كافحوا بشراسة في هذه الحياة، حتى وصل مكانة أدبية ومالية رفيعة.
قبل السمؤال التعاقد مع الخرطوم الوطني بمبلغ مالي زهيد بملغ 50 ألف جنيه سوداني، في نهاية موسم 2014، في وقت كان اللاعبين يتعاقدون بمئات الملايين أو بمليار جنيه، وقد قبل اللاعب بالمبلغ الزهيد لأنه هدفه كان الحصول على المبالغ المليارية في المستقبل وهو ما تحقق له.
أكمل السمؤال فترته بالخرطوم الوطني، وتعاقد معه في 2017 نادي الهلال في صفقة إنتقال حر، ولكنه لم يحصل على المقابل المالي، وقبل أن يكمل موسمه الأول شطب السمؤال من كشوفات الهلال وهو يتدرب مع الفريق، لكن تدخل المدرب السابق وإبن النادي المخلص فوزي المرضي، فتراجع النادي عن قرار شطبه.
وفي موسم 2019-2020 أكمل السمؤال فترة عقده بالهلال، وتمسك بمبلغ لا يقل عن 5 مليار مقابل تجديد عقده، ودافعه في ذلك أنه بات أفضل مدافع في الهلال، حيث يلعب كل وظائف الدفاع بإجادة تامة، وقدم موسمين رائعين قبل إنتهاء عقده.
تحصل السمؤال على معظم المبالغ مالية طلبها من ناديه، وإشترى منزلا بالعاصمة الخرطوم لأول مرة، فأصبح مفيدا لأهله من خلال إحترافه كرة القدم، فنقل جزء من أهله إلى العاصمة الخرطوم.
من تحمل المسؤولية بإجر يومية إلى مكانة أدبية
تحمل قلب دفاع المريخ الدولي حمزة داؤود مسؤولية أسرته، وبإجر لعامل باليومية، ومارس كرة القدم بإنتظام بعد تسجيله بفريق الشباب بالخرطوم الوطني، وتم تصعيده للفريق الأول، فأظهر مقدرات مدافع المستقبل بالكرة السودانية.
تفاوض الهلال والمريخ للحصول على خدماته، لكن الخرطوم الوطني أغلق الباب وجدد عقد اللاعب، مقابل واحد مليار جنيه في 2017، وكان ذلك أضخم مبلغ يستلمه اللاعب في حياته فإشترى منزلا للأسرة بدلا عن منزل الإيجار وإشترى لنفسه سيارة.
وإنقلبت أحوال حمزة داؤود المالية رأسا على عقب بعد تعاقد نادي المريخ معه قبل موسمين، فكان أبنا بارا بأهله وهو يقضي على الكثير من همومهم من العائد المالي الذي يتحصل عليه من كرة القدم.
نجم المرحلة في إنتظار المليارات
نجم المرحلة في الكرة السودانية هو ظهير الهلال ومنتخب السودان أطهر الطاهر، الذي يقدم في أفضل مستوياته، تسجل للهلال بفئة فريق الناشئين ثم لفريق الشباب، ثم للفريق الأول بمقابل مالي زهيد جدا، ولكن تم تجديد عقد الأول بعدة مئات من آلاف الجنيهات، فإنتقل فورا بأهله من منزل الإيجار في حي الإمتداد إلى بيت كبير إشتراه للأسرة في ذات الحي.
وينتهي أجل عقد أطهر الطاهر الحالي، في مايو/أيار المقبل، ويقلب أطهر الطاهر في هذه الأيام عددا من العروض على طاولته، وقد بلغت قيمته السوقية واحد مليون دولار، وهو في إنتظار النقلة المالية الصخمة بعد أن كان لاعبا يكافح بشدة في سبيل تحويل كرة القدم إلى مهنة يعتاش منها ويفيد بها أهله.
قد يعجبك أيضاً



