بداية صادمة.. كيف سيخرج ناجلسمان من النفق المظلم؟

بدأ المدرب الألماني جوليان ناجلسمان مهمته الجديدة داخل نادي بايرن ميونخ مطلع تموز/يوليو الجاري، حيث قاد الفريق للتحضير للموسم المقبل (2021-2022) بخوض مجموعة من المباريات الودية.

صاحب الـ33 عامًا أسندت إليه مهمة تدريب بطل البوندسليجا بنهاية الموسم الماضي، لخلافة المدرب الألماني هانز فليك، الذي حقق نجاحات هائلة مع الفريق على مدار عام ونصف.

ولم يسبق لمدرب لايبزيج السابق التتويج بأي لقب في مسيرته التدريبية، بعيدًا عن مرحلة الناشئين، مما يضعه أمام تحدٍ صعب بملعب أليانز أرينا.

بداية صادمة

نجح ناجلسمان في كتابة التاريخ مع لايبزيج، وجذب أنظار الجميع بفضل نتائج فريقه السابق وأسلوب لعبه المميز، وهو ما أهله للحصول على منصب المدير الفني للبايرن في سن مبكرة.

وفي ظل تفاؤل البعض، ما زال هناك قطاع عريض من الجماهير البافارية بداخلها شكوك حول قدرة ناجلسمان على النجاح مع حامل لقب البوندسليجا والسير على خطى فليك.

ويبدو أن ناجلسمان لم يستطع محو هذه الشكوك في مستهل مهمته، وذلك بعدما وضع نفسه تحت ضغط بالغ بسبب سقوط الفريق المتتالي في المباريات التحضيرية.

ولم يستطع بايرن تحقيق أي فوز في المباريات الودية التي خاضها تحضيرًا للموسم المقبل، حيث تعرض للخسارة في 3 مواجهات على يد كولن، مونشنجلادباخ ونابولي، فيما تعادل مع أياكس، واهتزت شباك الفريق بـ10 أهداف، بينما سجل 4 أهداف فقط.

أعذار منطقية

ودون التبحر في التفاصيل، فإن نتائج البايرن ستؤدي لوضع ناجلسمان تحت طائلة الانتقادات اللاذعة من الجماهير البافارية، إلا أن الواقع يفسر بعض الأسباب التي أدت لهذه البداية المهتزة.

أول الأسباب هو عدم خوض البايرن أي من مبارياته بكتيبته الكاملة، وذلك بعد تأخر الدوليين في الانضمام للتدريبات، نظرًا لمشاركتهم مع منتخباتهم الوطنية مؤخرًا.

إضافة إلى ذلك، فإن ناجلسمان واجهه سوء حظ بالغ منذ البداية، وذلك بسقوط لاعب تلو آخر في فخ الإصابات، آخرهم الفرنسي كينجسلي كومان خلال مواجهة نابولي، حيث اضطر اللاعب للخروج من الملعب بعد 9 دقائق فقط على بداية اللقاء.

وفي ظل غياب الثنائي الألماني ليون جوريتسكا وجوشوا كيميتش عن المباريات التحضيرية، بالإضافة للفرنسي كورينتين توليسو، كان لدى ناجلسمان فرصة للتعويل على الإسباني مارك روكا في خط الوسط.

ولم يستطع ناجلسمان سد ثغرة الغيابات بلاعب الوسط الإسباني، وذلك بعد تعرضه هو الآخر لإصابات في تدريبات الفريق بمنتصف تموز/يوليو الجاري، وهو ما دفع المدرب للاستعانة بعناصر شابة في المباريات.

عودة النجوم

الأيام القليلة الماضية شهدت عودة بعض نجوم الفريق، خاصة الذين غادرت منتخباتهم بطولة يورو 2020 مبكرًا، أمثال البولندي روبرت ليفاندوفسكي.

ومن المتوقع أن يصل البايرن لأولى مباراة رسمية بقائمة تتضمن أغلب نجومه اللذين غابوا عن التحضيرات الأولية، وذلك حين يخرج الفريق لملاقاة بريمر، الجمعة المقبل، في كأس ألمانيا.

وبعد تلك المباراة بأسبوع واحد، سيقص بايرن شريط افتتاح البوندسليجا بمواجهة نارية خارج أرضه ضد مونشنجلادباخ، قد تؤدي لرفع معنويات ناجلسمان بعد البداية المتعثرة، حال نجح فريقه في العودة بالانتصار.

أما حال تعثر الفريق في أي من المباراتين، سواء ضد بريمر أو مونشنجلادباخ، فإن الضغوط ستزداد على عاتق ناجلسمان، وسيصبح عُرضة للانتقادات من كل حدب وصوب في وقت مبكر من موسمه الأول.