بدايات مبهرة: عمرو زكي.. نجم ضل طريق الأساطير

تلمع موهبة بعض اللاعبين الصاعدين مبكرا لتلفت الأضواء مع خطواتهم الأولى في الملاعب، ولا يحتاج مثل هؤلاء في بعض الأحيان سوى لفرصة وبعض الثقة ليتم الإعلان عن مولد نجم جديد على البساط الأخضر.

ويمثل عمرو زكي نجم منتخب مصر الأسبق، نموذجا واضحا للموهبة الصافية التي شقت طريقها نحو النجومية، لكن مسيرته التي شهدت بداية مبهرة، تحولت فجأة في منتصف الطريق لتخمد كل التوقعات التي كانت تنظر له كأسطورة محتملة في تاريخ اللعبة في مصر.

ملامح النجومية

نشأ عمرو زكي في نادي المنصورة، وصعد للفريق الأول قبل أن يكمل 16 سنة، ثم اقتنص الفرصة التي منحها له مكتشفه المدرب الراحل حسن مجاهد، في موسم 2001–2002، بعمر 18 سنة.

لم يخلف زكي ظن مدربه وأثبت موهبته، عنما سجل أول هدف رسمي له في شباك الزمالك ببطولة الدوري في اللقاء الذي فاز به الفريق الأبيض بنتيجة 3-1 يوم 16 مارس/ آذار 2002.

سجل عمرو زكي في نفس الموسم هدفين آخرين في فريقي بلدية المحلة، وسوهاج، فخطف الأضواء.

بحلول عام 2003 صُقلت موهبة زكي التهديفية، شيئا فشيئا، وفي بطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 20 سنة في بوركينا فاسو، ذلك العام، برزت نجوميته ضمن كتيبة شحاتة، التي توجت بالبطولة القارية، ليتأهلوا لاحقا لكأس العالم للشباب في الإمارات.

تحت الأضواء

انطلق عمرو زكي في مشواره الكروي بعدما انتقل لنادي إنبي في صيف 2003 بمقابل وصل إلى مليون جنيه رغم أنه لم يتجاوز حينها 21 سنة.

كان المقابل المادي باهظا وقتها، لكن زكي أثبت قدراته سريعًا وسجل في موسم 2003–2004 لإنبي 5 أهداف بالدوري، إلى جانب هدف وحيد في كأس مصر.

وفي الموسم التالي سجل زكي لإنبي 10 أهداف بالدوري بجانب 3 أهداف في كأس مصر، الذي توج به الفريق البترولي بينما أنهى الدوري في المركز الثاني.

منذ ذلك الحين بات عمرو زكي اسما دائما في قائمة منتخب مصر. وتألق البلدوزر في موسم 2005–2006 مسجلا 9 أهداف.

في كأس الأمم الأفريقية 2006، ظهر زكي بصورة رائعة في الكان وأحرز هدف التأهل للنهائي في لقاء السنغال وساهم في تحقيق اللقب.

روسيا - الزمالك

عقب كأس الأمم رحل زكي لخوض تجربة احترافية في لوكوموتيف موسكو الروسي لكنه عاد سريعًا لعدم تأقلمه وانضم إلى الزمالك في صفقة ضخمة في صيف 2006.

وسجل زكي 10 أهداف بالدوري موسم 2006–2007 و3 أهداف في كأس مصر ثم سجل في موسم 2007–2008 بالدوري 7 أهداف في الدوري و3 أهداف في الكأس وقاد الفريق الأبيض للتتويج باللقب.

العالمية من باب ويجان

تألق عمرو زكي مع منتخب مصر ببطولة كأس الأمم الأفريقية 2008 وحقق اللقب وسجل 4 أهداف، ليجذب أنظار فرق أوروبا، فأقدم نادي ويجان أتلتيك الإنجليزي على استعارته في صيف 2008.

ولمع البلدوزر مع ويجان في موسم 2008-2009 مسجلا 10 أهداف اعتلى بها صدارة هدافي البريميرليج، لكن بحلول الشتاء، دخل في صدام مع مدربه ستيف بروس، ليتحول إلى القائمة السوداء للفني الإنجليزي.

عاد زكي للزمالك لفترة قصيرة، وفي شتاء 2010 عاد من جديد للدوري الإنجليزي من بوابة هال سيتي، على سبيل الإعارة، لكن بدا أن نجوميته قد خفتت في ذلك الوقت، ولم يعد ذلك المحارب القوي المرعب في الهجوم.

وبعد 6 أشهر عاد للزمالك في صيف 2010، وأخذ مستواه في التراجع ليرحل إلى إيلازيجسبور التركي.

وتحول البلدوزر في نهاية مسيرته إلى رحالة دون بصمة في ظل كثرة إصاباته ولعب مع السالمية الكويتي والرجاء المغربي والعهد اللبناني والمقاولون العرب ثم أعلن اعتزاله.